نفت السلطات التونسية في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء ما أعلن عنه "أسطول الصمود العالمي" المتجه من إسبانيا إلى غزة بشأن تعرض أحد قواربه لضربة من طائرة مسيرة أثناء رسوه قرب العاصمة تونس، مؤكدة أنه لم يقع أي "عمل عدائي أو استهداف خارجي". وأوضحت الإدارة العامة للحرس الوطني في بيان أن ما يتم تداوله على بعض منصات التواصل الاجتماعي حول استهداف القارب بمسيرة "عار تماما من الصحة"، مشيرة إلى أن المعطيات الأولية تفيد بأن الحريق ناجم عن اشتعال إحدى سترات النجاة على متن القارب بسبب قداحة أو عقب سيجارة. وجاء هذا النفي بعد إعلان الأسطول، الذي انطلق من برشلونة بهدف "كسر الحصار الإسرائيلي" عن غزة، أن أحد قواربه تعرض ليل الاثنين الثلاثاء لضربة من طائرة مسيرة قرب ميناء سيدي بوسعيد، ما أدى إلى اندلاع حريق ألحق أضرارا مادية بالقارب. وأكد الأسطول أن ستة أشخاص كانوا على متنه لحظة الحادث، وجميعهم بخير، متهما ما وصفها ب"الأعمال العدوانية" بمحاولة عرقلة مهمته الإنسانية. ورغم ذلك، نشر الناشط البرازيلي تياغو أفيلا مقطع فيديو على "إنستغرام" يتضمن شهادة أحد أعضاء الأسطول يؤكد فيه أنه شاهد طائرة مسيرة "ألقت قنبلة"، في حين لم يصدر عن الجيش الإسرائيلي أي تعليق على هذه الاتهامات رغم طلب الوكالة ردا رسميا. ويتوقع أن يصل الأسطول إلى غزة في منتصف شتنبر، بعد محاولات سابقة في يونيو ويوليو الماضيين تم منعها من قبل إسرائيل. ويعرف "أسطول الصمود العالمي" نفسه كمنظمة مستقلة لا تتبع لأي حكومة أو حزب سياسي، ويحمل على متنه مساعدات إنسانية وناشطين متضامنين مع الفلسطينيين. ويأتي هذا التحرك في وقت حذرت فيه الأممالمتحدة من مجاعة وشيكة في قطاع غزة، حيث يواجه نصف مليون شخص ظروفاً إنسانية "كارثية"، فيما أسفرت الحرب المستمرة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تعتبرها الأممالمتحدة موثوقة.