تشهد بعض مدن المملكة المغربية احتجاجات متفرقة يقودها شباب ينتمون إلى ما يعرف بجيل "Z"، رفعت خلالها شعارات اجتماعية مرتبطة أساسا بقضايا التعليم، الصحة وفرص الشغل. غير أن هذه التحركات الداخلية سرعان ما وجدت صدى خارجيا، بعدما حاولت وسائل إعلام جزائرية استغلالها لتصوير الوضع وكأنه أزمة وطنية شاملة تهدد استقرار البلاد. ووفق رصد لعدد من التقارير الإعلامية الصادرة في الجزائر، تم ربط هذه الاحتجاجات بشكل مباشر بتنظيم المغرب لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025، حيث جرى الترويج لإشاعات تدعي أن المملكة قد تتخلى عن استضافة الحدث القاري بسبب "تداعيات الشارع". وهي أخبار لا أساس لها من الصحة، خصوصا في ظل تأكيد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مرارا التزامها الكامل بتوفير جميع الشروط لإنجاح هذه التظاهرة الرياضية الكبرى. ويعتبر متتبعون أن هذا النهج يعكس محاولة ممنهجة لتشويه صورة المغرب إقليميا ودوليا، عبر تضخيم احتجاجات اجتماعية طبيعية في سياق ديمقراطي، وتحويلها إلى مادة للتشكيك في قدرات البلاد التنظيمية. كما يأتي ذلك في وقت تعرف فيه العلاقات المغربية الجزائرية توترا متصاعدا، تغذيه حملات إعلامية وسياسية متكررة. في المقابل، يواصل المغرب استعداداته لاستضافة "كان 2025″، حيث انطلقت أشغال تهيئة وتوسيع ملاعب عدة مدن من بينها الرباط، الدارالبيضاء، طنجة وأكادير، إضافة إلى مشاريع موازية في البنيات التحتية والخدمات. وينتظر أن تيحول هذا العرس إلى مناسبة لإبراز القدرات المغربية في التنظيم واستقبال التظاهرات القارية والدولية، في ظل إشادة متكررة من "الكاف" بالتقدم المحرز في المشاريع المرتبطة بالحدث الرياضي الأبرز في إفريقيا.