اعتقلت الأجهزة الامنية الاسبوع ما قبل الأخير مفتشاً بإدارة مراقبة التراب الوطني ، بتهمة تسريب معلومات حساسة لشبكات متورطة في الاتجار الدولي للمخدرات، والذين ينشطون بعدد من المدن المغربية. وكشفت يومية “أخبار اليوم” في عدد الأربعاء، استنادا لمصدر قريب من التحقيق، أن الملف عرف تطور جديدا ومثيرا ، بعد أن مثل مفتش “الديستي” والقابع بسجن “بوركايز” ضواحي فاس، أول أمس الاثنين امام قاضي التحقيق بالغرفة الأولى والمتخصص في جرائم الأموال. وأفاد المصدر نفسه، أن قاضي التحقيق، حدد لرجل الأمن المعتقل، جلسة الثلاثاء المقبل، للاستماع إليه تفصيليا في التهم الجنائية الثقيلة الموجهة إليه، والتي تخص ''إفشاء السر المهني مقابل رشاوي تلقاها من بارونا مخدرات‘‘، حيث تنتظره جلسة مواجهة حامية مع “بارون مخدرات” ينحدر من مدينة الناظور، والذي اعتقلته عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بتعاون مع “الديستي” بمدينة افران، خلال وجوده بإحدى الفنادق بالمدينة. اسم “بارون المخدرات” من الناظور، ورد ضمن لائحة اخر الاتصالات الهاتفية التي أجراها مفتش “الديستي” معه، قبل اعتقاله من قبل زملائه بمديرية مراقبة التراب الوطني، بمدينة العيون، والتي كان رجل الأمن يقضي فيها عطلته. وأظهرت المعطيات حول المكالمة الهاتفية التي أسقطت هذا المفتش، البالغ من العمر 34 سنة، ينحدر من مدينة تارجيست، بإقليم الحسيمة، ويعمل بمصلحة الاستعلامات بتمارة، التابعة للديستي، مما مكنه من الاطلاع على كل المعلومات المتعلقة بعمله في مجال الاستعلام والامن، حيث نسج علاقات مع شبكات متورطة في الاتجار الدولي للمخدرات، وكان يمدهم بمعلومات دقيقة حول تحركات عناصر الامن، قبل ان يسقط في يد زملائه خلال تنصتهم عليه. وجاء اعتقال هذا المفتش، بعدما أخبر “بارون المخدرات” المعتقل بإفران، بأن العملية التي يهيئ لها لتهريب 5 أطنان من المخدرات من أحد شواطئ الناظور، قد تم كشف ترتيباتها وتفاصيلها من قبل مديرية مراقبة التراب الوطني، مما عجل بتوقيفه خلال وجوده بمدينة العيون، وبعده وضعت الشرطة يدها على “بارون المخدرات” بافران، حيث نقلا المتهمان إلى فاس وأحيلا على الوكيل العام للملك.