المحكمة الدستورية تقرر عدم دستورية منح النيابة العامة صلاحية طلب بطلان الأحكام    أخبار الساحة    أياكس الهولندي يتعاقد مع المغربي عبد الله وزان حتى 2028    عدد ضحايا حوادث السير يرتفع بالمدن فيما يسجل انخفاضا خارجها خلال شهر يوليوز    دعم تنظيم المهرجانات السينمائية ب25 مليون و840 ألف درهم برسم دورة يوليوز 2025    غزة.. انقلاب شاحنة مساعدات يخلف 20 قتيلا ومستوطنون يهاجمون قافلة معونات قرب مخيم النصيرات    الكاف يعفي الوداد من الدور التمهيدي ويمنحه انطلاقة قوية في الكونفدرالية    سكان غزة يرفعون العلم المغربي في حركة شكرٍ وطنية بعد وصول مساعدات جوية ملكية مغربية    إجراء تنظيمي جديد بميناء طنجة المتوسط خلال فترة الذروة    الشرطة تُطيح بمزورين من إفريقيا جنوب الصحراء    موجة حر تضرب المغرب حتى الأحد المقبل    بورصة الدار البيضاء تستهل الجلسة بأداء مستقر يميل للصعود    الموثقون بالمغرب يلجأون للقضاء بعد تسريب معطيات رقمية حساسة    "وصل مرحلة التأزم البنيوي".. 3 مؤسسات رسمية تدق ناقوس الخطر بشأن أنظمة التقاعد        الاتحاد الاشتراكي يدعو إلى مراجعة التقطيع الانتخابي    الرجاء يضم معاذ الضحاك من اتحاد تواركة على سبيل الإعارة            حادث مأساوي يودي بحياة سائق طاكسي ويرسل آخرين إلى مستعجلات الخميسات    حريق مدمر في جنوب فرنسا يخلف قتيلا وتسعة مصابين ويلتهم 12 ألف هكتار    الانتخابات المقبلة... أي نخب سياسية لكأس العالم والصحراء والسيادة الوطنية؟    حزب "النهج" ينبه إلى تصاعد الاحتجاجات ضد التهميش ويستنكر الأسعار الخيالية المصاحبة للعطلة الصيفية    بعد طول انتظار: افتتاح حديقة عين السبع في هذا التاريخ!    الصين تخصص أكثر من مليار يوان لدعم جهود الإغاثة من الكوارث الطبيعية    بطولة فرنسا: لنس يتوصل لاتفاق لضم الفرنسي توفان من أودينيزي    الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعقد اجتماعاً حاسماً لدراسة تعديلات قانونية وهيكلية    الذهب يتراجع متأثرا بصعود الدولار    الهند تعزز شراكتها مع المغرب في سوق الأسمدة عقب تراجع الصادرات الصينية    مراكش والدار البيضاء أفضل الوجهات المفضلة للأمريكيين لعام 2025    إسبانيا توقف خططا لشراء مقاتلات طراز "إف-35"    المغرب يدرب 23 عسكرية من 14 دولة على عمليات حفظ السلام الأممية    التأمين التكافلي.. أقساط بقيمة 94,9 مليون درهم خلال سنة 2024    "صحة غزة": ارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 193 بينهم 96 طفلا    نيران بطريفة الإسبانية تخلي السياح    «أكوا باور» السعودية تفوز بصفقة «مازن» لتطوير محطتي نور ميدلت 2 و3        بين يَدَيْ سيرتي .. علائم ذكريات ونوافذ على الذات نابضة بالحياة    حين يضع مسعد بولس النقاط على حروف قضية الصحراء المغربية في عقر قصر المرادية.    بنما تعلن من جديد: الصحراء مغربية... ومبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل النهائي    سفير إسرائيل السابق في فرنسا يناشد ماكرون: إذا لم تفرض عقوبات فورية على إسرائيل فسوف تتحول غزة إلى بمقبرة    الفنيدق: وضع خيمة تقليدية بكورنيش الفنيدق يثير زوبعة من الإنتقادات الحاطة والمسيئة لتقاليدنا العريقة من طنجة إلى الكويرة    وفاة المدافع الدولي البرتغالي السابق جورجي كوستا عن سن 53 عاما    نحن والحجاج الجزائريون: من الجوار الجغرافي …إلى الجوار الرباني    "ألكسو" تحتفي بتراث القدس وفاس    خواطر تسر الخاطر    بارتي لاعب أرسنال السابق يمثل أمام محكمة بريطانية بتهم اغتصاب واعتداء جنسي    اتحاديون اشتراكيون على سنة الله ورسوله    علي الصامد يشعل مهرجان الشواطئ بحضور جماهيري غير مسبوق    الرباط تحتضن النسخة الأولى من "سهرة الجالية" احتفاءً بالمغاربة المقيمين بالخارج    بجلد السمك.. طفل يُولد في حالة غريبة من نوعها    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    الأطعمة الحارة قد تسبب خفقان القلب المفاجئ    دراسة كندية: لا علاقة مباشرة بين الغلوتين وأعراض القولون العصبي    دراسة: الانضباط المالي اليومي مفتاح لتعزيز الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية    بنكيران يدعو شبيبة حزبه إلى الإكثار من "الذكر والدعاء" خلال عامين استعدادا للاستحقاقات المقبلة    حبس وغرامات ثقيلة تنتظر من يطعم الحيوانات الضالة أو يقتلها.. حكومة أخنوش تُحيل قانونًا مثيرًا على البرلمان    "العدل والإحسان" تناشد "علماء المغرب" لمغادرة مقاعد الصمت وتوضيح موقفهم مما يجري في غزة ومن التطبيع مع الصهاينة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القذافي وصالح والاسد.. من يسقط اولا ويفسح الطريق؟
نشر في صوت الحرية يوم 25 - 05 - 2011

التنافس قائم الآن على أشده بين القذافي وصالح والأسد، أي منهم يصمد في وجه شعبه أو يكون على الأقل آخر من يسقط. هم يدركون تماما أنهم لو تمكنوا من كسر حلقة الثورات العربية فإن ذلك من شأنه أن يفصل عن الجسد العربي تلك الروح الجديدة المنبعثة فيه والمحملة بالأمل في قرب حدوث تغيير جذري في خارطة المنطقة يصنعه هذه المرة الشباب وليس مفروضا عليهم من الخارج.
المقاومة الشرسة التي يبديها الثلاثي الحاكم في ليبيا واليمن وسورية منذ شهور أظهرت أن الطريق نحو الحرية ليس معبدا وأن سقوط أنظمة الطغيان ليس بالضرورة بتلك السهولة التي تطورت بها الأوضاع في تونس ومصر. ومن حسن حظ العرب التواقين للحرية أن قطار التحرر لم ينطلق من بنغازي أو عدن أو درعا لأن ذلك قد يعني تأجيل فرحة الانعتاق إلى حين.
يحاول كل من القذافي وصالح والأسد اغتيال لحظة الأمل تلك والعودة إلى نقطة الصفر، ولا شك أن كثيرا من الحكام العرب يتلهفون لساعة يسمعون فيها خبر تمكن واحد من هؤلاء أو ثلاثتهم من وضع حد للانتفاضة الشعبية القائمة في هذه البلدان وعودة الاستقرار بالقضاء نهائيا على كل خائن ومرتزق ومندس وإرهابي.
لو يحدث مثل هذا فإن الثورة العربية ستشهد انتكاسة لا محالة، لكن ذلك لم يعد ممكنا فقد انطلق القطار ودخل إلى هذه البلدان بسرعة وقوة حاسمتين، قد يمكن تعطيل مساره لبعض الوقت لكن توقيفه نهائيا لم يعد ممكنا إلا في خيال الحكام. راية الحرية سترفع قريبا في طرابلس وصنعاء ودمشق والقطار سيواصل مسيرته المباركة نحو محطات أخرى، ولا بد لكل حاكم عربي مستبد أن تصم أذنيه صفارة القطار وهدير محركه وهو يردد شعار (الشعب يريد تغيير النظام) ولا بد أن يستجيب القدر في نهاية المطاف. تمنيت لو أن الرئيسين المخلوعين زين العابدين بن علي وحسني مبارك خطبا أو خاطبا معمر القذافي وعلي عبد الله صالح وبشار الأسد وأخبراهم أن التحرك الشعبي في بلدانهم هذه المرة ليس شغب أولاد على مدخل باب الحارة ولا فعل أقلية فئوية أو سياسية ضالة ولا محاولة فوضوية تحركها أياد وأصابع أجنبية لا تحب الخير لهذه البلدان، لو تسمعون كلام بن علي ومبارك فستفهمون أن أمركم قد قضي وأن أية محاولة للمقاومة وصد التيار لن تعود عليكم إلا بالذل والوبال. اقتلوا واذبحوا واغتصبوا واعتقلوا واكذبوا على الناس وعلى أنفسكم ما استطعتم، لكن تيقنوا أنكم لن تهنأوا أبدا بعد اليوم، لن تغرقوا في نومكم كما كنتم تفعلون، ولن تستطيعوا أن تتنقلوا كما كنتم تفعلون بين إقاماتكم وقصوركم ولن يكون بمقدوركم لا اليوم ولا غدا السفر إلى أمريكا وأوروبا، يخوتكم والفنادق التي تعودتم النزول فيها وعائلاتكم ستشتاق إليكم لكنكم لن تروها أبدا. نهايتكم صارت حتمية، ستنتهون منفيين أو متشردين أو معتقلين أو...
ثلاثتكم كانت أمامه فرص عديدة لينقذ نفسه أولا ويكف الأذى عن بلده وشعبه، لكنكم ضيعتموها كلها وركبتم رؤوسكم.
أول خطأ يرتكبه الحاكم العربي في مواجهة الموجة الثورية الجديدة هو أن يكذب على نفسه ويتهم المنتفضين ضده بالعمالة والخيانة والتطرف، وثاني خطأ هو أن يدير ظهره لما يجري حوله ويرفض الاستجابة أو التفاوض من أجل تحقيق مطالب شعبه المشروعة، أما الخطأ القاتل فهو عندما يصدر أوامره لقمع المتظاهرين ثم يسقط أول قتيل. كم قتلتم وروعتم واعتقلتم من رجال ونساء وأطفال لا لجرم إلا لأنهم حاولوا الجهر بكلمة حق ضدكم، مضى كل ذلك وكان الله يستدرجكم من حيث لا تعلمون، أما الآن وقد حرق البوعزيزي ستار الخوف والذل فإنكم كلما ارتكبتم من فظاعات وجرائم إبادة فذلك لن يزيد الشعب إلا إصرارا وصبرا حتى تحقيق النصر المبين.
فاتك القطار يا صالح كما فات القذافي والأسد ولا تطمعوا أبدا أن تستعيدوا سيطرتكم على شعوبكم، ليس من حل أمامكم إلا الاختفاء عن الساحة في أسرع وقت ولا تفكروا أبدا في أي تنازل آخر تقدمونه لشعبكم مقابل بقائكم، لا إصلاحات سياسية ولا تعديلات دستورية ولا حوارات وطنية، لم يعد شيء من هذا نافعا اليوم، استمروا في ارتكاب جرائمكم كلما استطعتم إلى ذلك سبيلا لكن تيقنوا أن مصيركم لن يكون إلا مثل مصيري مبارك وزين العابدين وهذا أقل ما يستحقه حاكم وصل إلى سدة الحكم بالقوة واستمر بالتزوير والترويع وإفشاء الفساد والظلم ثم انتهى به المطاف إلى اختزال بلد كامل في شخصه وعائلته وليته توقف عند هذا الحد، بل قرر إبادة شعبه وتسخير جيشه ووسائل الدفاع التي اقتناها لمواجهة العدو لأجل ذلك.
صور اليوتيوب والفيديوهات التي تعج بها صفحات الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى ليست موجهة لأبناء شعوبكم ولا لأوكامبو والرأي العام العالمي فقط، بل هي متاحة لكم إن كنتم لا تعلمون، افتحوها أو دعوا مستشاريكم يفتحوها لكم وتأملوا جيدا في تلك المشاهد وفي تلك الصرخات التي تطلع من أعماق أفئدة المتظاهرين، نعم إن هؤلاء ليسوا أمريكيين ولا أوروبيين ولا حتى صهاينة بل هم أبناء ليبيا واليمن وسورية كل ينطق بلغة البلد وتلك الشوارع التي يجوبونها ليست في المريخ ولا بين السماء والأرض بل هي نفس الشوارع التي كثيرا ما نزلتم في بعض منها أو كبرتم فيها.
انظروا جيدا وتمعنوا ستجدوا أن تلك الجماهير قررت هذه المرة أن تستعيد منكم حريتها وكرامتها أو تستشهد دون ذلك، استمروا في القتل والترويع ثم شاهدوا جرائمكم موثقة في تلك المواقع والصفحات مثلما هي موثقة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وإن أفلتم هنا من العقاب لسبب أو لآخر فستجدون كل ذلك حاضرا أمامكم يوم القيامة عند ربكم ولن تنفعكم لا شفاعة أهل جدة ولا وساطات مجلس التعاون ولا فتاوى البوطي ولا افتراءاته.
لقد قتلتم وشردتم واعتقلتم وعذبتم أناسا أبرياء لم يعتدوا عليكم ولم يظلموكم بل كل ما فعلوه هو أنهم قالوا لكم أوقفوا عنا ظلمكم وأفيئوا علينا مما جعلتموه حكرا على أنفسكم وعائلاتكم وزبانيتكم، قضيتم سنوات وسنوات وأنتم تحكمون باسم شرعية مغتصبة ومزيفة وقد دقت ساعة التغيير وآن للشعوب أن تطلق ألسنتها بما تفكر فيه وترسم مستقبلها بيدها دون نفاق ولا خداع ولا خوف. هل تعتقدون أن شعوبكم التي خرجت إلى الشوارع وهجرت بيوتها واتخذت من الساحات العمومية مأوى لها أنها ستعود لأنكم مصرون على قمعها بوحشية؟
لا وألف لا، فهؤلاء لم يعودوا أولئك البشر الذين تعودتم على قمعهم وإخافتهم بزبانية المخابرات والأمن والمخافر، إن هؤلاء لم يعودوا يفكرون في حياتهم ولا يخافون على أملاكهم ولا حتى على بقية أفراد عائلاتهم، لقد أصابهم الزهايمر، لكنه زهايمر من نوع خاص، زهايمر ينسيهم فقط معنى الخوف والذل، ولم يعودوا يرون نصب أعينهم إلا ساعة النصر التي تقترب شيئا فشيئا وهزيمتكم التي دقت أبواب حصونكم وهي في طريقها إلى أفئدتكم.
أما الحكام الباقون الآخرون الذين قرروا هم أيضا أن يضعوا على أعينهم نظارات خشبية نقول لهم استمروا قليلا في غيكم واضحكوا على الناس بتهريجكم ووعودكم الكاذبة بالإصلاح، لكن تأكدوا أن الدور قادم عليكم وأن الشعلة لن تنطفئ والقطار لن يتوقف بل سيقطع حدود ليبيا واليمن وسورية حتى يحرر كل عربي من ربقة الظلم والظالمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.