الفرحة الهستيرية للطاقم التقني للوداد بعد تسجيل فريقهم للتعادل في الدقيقة 90 ، ربما تعتبر أكبر دليل على تجاوز الاعصاب الحادة التي عاشوها منذ توقيع الحسنية هدفها الثاني ، فلأول مرة أشاهد فرحة حقيقية للإطار الدولي توشاك ، والذي ربما فقد الأمل في لجظات من المواجهة بتجاوز الهزيمة بعقر الدار . الحسنية كالعادة كانت في الموعد بالبيضاء، وحال عناصرها دون تطبيق لاعبي الوداد لنهجهم المعتاد في اللعب، وهي قراءة جيدة تحسب أولا للمدرب السكيتيوي ، فضد مجرى اللعب، وإثر كرة ثابتة ، تهلهل دفاع الفريق السوسي بشكل واضح أثمر عن هدف السبق للواك، وبالعودة لمجمل مباريات الفريق السوسي يتضح ان جل الأهداف المسجلة عليه تكون بفضل ضربات زوايا او أخطاء او ركلات ترجيح، ونادرا ما تعلق الأمر باهداف تأتي إثر بناء هجومي منظم أو كرات مرتدة . بنفس الطريقة سيحرز الطاوس هدف التعادل قبل نهاية الشوط الأول ، قبل أن يتعامل اسماعيل الحداد مع مرتد خاطف بطريقة تختصر تلاعبه بمدافعي الوداد قبل تسجيل الهدف الثاني، وفي الدقائق الأخيرة من المواجهة وقع المحليون هدف التعادل ( أثار نقاشا كبيرا حول مدى تسلل أو عدم تسلل مسجله ) . ومن علامات شل أداء الوداد، الوجه الباهت لنجمها المخيف هجهوج، الى درجة جنوحه مرارا للتسديد العشوائي من وضعيات غير قابلة للاستثمار، ونفس الحكم يسري على أيفونا الذي غاب كلية عن الفعالية، ليبقى اداء السعيدي وحده المميز بشكل كبير بين صفوف الوداد. فريق الوداد يبقى إسما كبيرا ، محترما، وإن كانت حسنية اكادير تطرح أمامه متاعب حقيقية منذ مواسم ، والروح الرياضية التي يتميز بها لاعبوه وجمهوره تستحق التنويه، لكن الظاهرة المخجلة المرصودة أثناء المباراة هي احتقار المعلقين الرياضيين للفريق السوسي، وتجندهم وراء استعطاف رضى جمهور البيضاء ، وقد رصدنا حالتين : حالة معلق القناة التلفزيونية الأولى، وهي قناة وطنية ، لا يسمح في خطها التحريري للسيد المعلق بالانحياز لهذا الطرف أو ذاك، لكن التعليق بكل أسف كان باهتا، موغلا في استحضار ثنائية شمال جنوب، فإن كان من حق السيد معلق المباراة أن يكون مناصرا للوداد، فإن انتدابه للتعليق بتلك الطريقة الاستفزازية لمشاعر أنصار الحسنية، يعتبر ملفا يمكن طرحه أمام قضاة الهاكا ، وأمام إدارة القناة التلفزية المعنية، فالمعلق النزيه يركز في أية قناة وطنية على المهنية والموضوعية، وليس على انحياز سافر يشبه كلام رواد مقهى بكل أسف. الحالة الثانية، هي حالة تعليق إذاعي لمحطة متخصصة في الرياضة، فقد كنا ننتظر فقط ذرف المعلق للدموع والعويل، بحيث لم يسلم توشاك من انتقاداته، ولم يسلم أي لاعب ودادي ضيع كرة من تهكمه ، تماما كرواد المقاهي ، مما جعلنا في نهاية المطاف نفضل تتبع المباراة بدون صوت فالصمت أبلغ من التعليق المنحاز وغير الموضوعي ، وكأن الحسنية آتية من الموزمبيق أو جواتيمالا ولا حق لها في الإعلام ؟؟. هنيئا لفريقي الوداد والحسنية على الروح الرياضية الممتازة التي حرصا عليها خلال المباراة، وشكرا لجمهور الحسنية الذي تنقل كالعادة صوب البيضاء لمؤازرة فريقه ، وبؤسا للتعليق التلفزي والاذاعي إن كان منافقا يبحث فقط عن نيل رضى جمهور الوداد ، فذلك جبن حقيقي وليس نبلا ، ومن سوس نوجهها رسالة لملعق القناة الأولى : فرق بين مؤسسة وطنية وبين مقهى في " رأس الدرب" أخي، وتجنب تسول رضى الجمهور.