في خطوة مفاجئة وغير مبررة حتى الآن، أقدمت وزارة الدفاع الإسبانية على سحب العلم الوطني من جزيرتي "إيسلوتي دي تييرا" و"إيسلوتي دي مار"، الواقعتين قبالة سواحل مدينة الحسيمة شمال المغرب، دون إصدار أي توضيح رسمي من حكومة بيدرو سانشيز حول خلفيات القرار. وحسب ما أفادت به صحيفة La Razón نقلاً عن مصادر مغربية، فإن العلم الإسباني كان يرفرف على سارية فوق الجزيرتين الصخريتين اللتين تخضعان للسيادة الإسبانية منذ القرن التاسع عشر، رغم أنهما غير مأهولتين. وتُعدّ هاتان الجزيرتان جزءاً من ما يُعرف ب"الجزر المحتلة" أو "الثغور الصغرى"، التي طالما شكلت نقطة توتر بين مدريدوالرباط نظرًا لقيمتهما الرمزية والاستراتيجية. وحسب ذات المصدر فإن هذه الخطوة، التي نُفذت خلال الأيام الأخيرة، أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والعسكرية في إسبانيا، حيث اعتُبرت من قبل بعض المراقبين تنازلاً ضمنيًا أو على الأقل إشارة إلى رغبة مدريد في تهدئة العلاقات مع الرباط، خاصة في ظل التوترات المتكررة بشأن قضايا الهجرة والحدود والدبلوماسية. في المقابل، لم تُصدر الرباط أي تعليق رسمي على هذه الخطوة، كما لم تحظ بتغطية في وسائل الإعلام الرسمية المغربية، ما يزيد من الغموض المحيط بالموضوع. وبينما يرى بعض المحللين أن إزالة العلم قد تكون خطوة تكتيكية لتفادي استفزازات محتملة، يحذر آخرون في الداخل الإسباني من أن هذا القرار قد يُفهم دوليًا كإضعاف لموقف مدريد بشأن السيادة على هذه الجزر.