لم نستطع مواكبة نتائج الفرق السوسية هذا الموسم الى النهاية، بسبب الملل، وبسبب انعدام الطموح وتشريف الجهة، مادام الهدف الوحيد لكل الفرق السوسية هو ضمان البقاء، اللهم باستثناء فريقين قدما ما يستوجب التنويه، ونقصد بهما اولمبيك الدشيرة الذي كان قاب قوسين او ادنى من خلق مفاجأة الصعود للبطولة الاحترافية، والاتحاد الرياضي لأمل تيزنيت الذي فقد أمل الصعود الى القسم الثاني بسبب تضييع ركلتي جزاء بملعبه، كلفتاه اربع نقط . جيش فرق القسم الثاني هواة لم يشرف منه سوى اتحاد تارودانت الصاعد، في حين اندحر الثقل التاريخي لفرق ذات شأن في الماضي، فاسحا المجال لفرق حديثة العهد بالتأسيس، اما ثلاثي القسم الاول هواة فمتاعب شباب هوارة وتراجع نتائج ادرار سوس تطرحان علامات استفهام حقيقية . الحسنية في البطولة الاحترافية، رغم ان لها تركيبة بشرية قادرة فعلا على تحقيق مراتب متقدمة، فاجأتنا من جديد بتنشيط البطولة ، ودائما تحت يافطة ضعف الموارد المالية ، مما يعني أن طموح اهل سوس في انتزاع بطولة او كأس عرش سيتأخر كثيرا . وبما أن المال العام الذي يصرف كدعم على الفرق السوسية لايستهان به، فان عدم سن معايير معقولة في تدبيره وتحديد آفاق الرفع من كلفته او النقص منها يساهم بطريقة مباشرة في استقرار نوعية التدبير والتسيير المرصود، مما يدعو الى مراجعة صارمة، وسن معايير المردودية السنوية في التقدير، مادام غريبا ان ندعم فريقا صارع من اجل الصعود وآخر اكتفى بالتخبط وتفادي النزول بنفس الدعم . ان المال العام المرصود للفرق الرياضية لا مسوغ لصرفه بناءا على الانتماء الى قسم ما ، فلو قمنا بعملية حسابية لما صرف طيلة العشر سنوات الاخيرة مثلا، وبحثنا عن قيمة الانجازات ، لتوصلنا بكل موضوعية الى وجود نزيف على مستوى مال عام كان من الأفيد تخصيصه لأنواع رياضية غير كرة القدم، لوجود اجتهادات في رياضات فردية او جماعية مع كامل الاسف لا ينتبه إليها ( من ابرز الامثلة العاب القوى، الملاكمة، مجهود رجاء اكادير لكرة اليد، رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة…).