عاد بطل المغرب لكرة اليد نادي رجاء أكادير، لعاصمة سوس، بعد مشاركته في الدورة الأربعون لبطولة إفريقيا للأندية البطلة والتي احتضنتها العاصمة الإيفوارية أبيدجان. وقد احتل الفريق الأكاديري الرتبة الخامسة في هذه البطولة القارية بعد تلقيه لأربعة هزائم وتحقيقه لانتصارين. ولتقييم هذه المشاركة والتعرف على ملابساتها كان لنا هذا الحديث مع مدرب الفريق الإطار الوطني مصطفى مزار. وفيما يلي نص الحديث: س – من الناحية التقنية، ما هو تقييمكم لمشاركة الرجاء في البطولة القارية الأخيرة التي احتضنتها الكوت ديفوار خلال النصف الأخير من شهر أكتوبر الماضي؟ ج – مشاركتنا في بطولة إفريقيا جاءت بعد تتويجنا ببطولة المغرب. والمشاركة في مثل هذه التظاهرات يتطلب الإعداد المبكر، إلا أن الظروف المادية للنادي لم تسمح لنا بالقيام بإعداد على الوجه المطلوب لمواجهة هذه التظاهرة القارية الكبرى، وكذا الإستعداد للبطولة الوطنية للقسم الممتاز لهذا الموسم. ثم إن مشاركتنا في هذه البطولة القارية أوقعتنا في مجموعة قوية تتكون من نادي الزمالك المصري، ومجمع النفط الجزائري. والفرق بيننا وهذه الفرق كلها هو أن الفريق الوحيد في هذه البطولة الذي لم يقم بدعم صفوفه بلاعبين من خارج النادي مقارنة مع فريق الزمالك المصري مثلا.طبعا لدينا الحق في القيام بهذا، لكن بحكم أننا لم نقم بإعداد مبكر فضلنا أن نشارك بما نتوفر عليه من عناصر، مقتنعين أن مشاركتهم في هذه البطولة وإجرائهم لست مقابلات في عشرة أيام ستكون مناسبة لإعداد الفريق تقنيا وبدنيا،وحتى تاكتيكيا، وهو ما توصلنا إليه والحمد لله. وبحكم أن المجموعة التي كنا نتواجد فيها كما أشرت كانت مجموعة قوية مقارنة مع المجموعة الثانية، فهذا ما جعلنا خلال الدور الثاني نحقق الإنتصارعلى الفريقين الثاني والثالث في هذه المجموعة الثانية. فمجموعتنا التي كانت تتكون من خمس فرق انسحب منها فريق ينتمي للكونغو برازفيل عانينا ضمنها من نقص التجربة والإعداد وهو ما جعلنا ننهزم أمام هذه الفرق القوية، حيث انهزمنا أمام الزمالك، وهو فريق لا يحتاج لتقديم، بحصة 31-23 ونعتبر تسجيل ما يفوق 20 هدفا على فريق كبير بمثابة مكسب بمعزل عن النتيجة.المباراة الثانية أمام شبيبة الكونغو كينشاسا، والتي طغت عليها القوة البدنية، كنا قاب قوسين من الفوز بها لولا نقص التجربة والأعطاب التي أصابت بعض لاعبينا، وانهزمنا فيها بثلاث أهداف كفارق. ثم جاءت المباراة الأخيرة أمام فريق مجمع النفط الجزائري، الذي تلعب كل عناصره تقريبا بالمنتخب، وانهزمنا فيها بصعوبة وفي آخر لحظة بفارق هدف واحد 24-25 ، وهذا بالنسبة لنا ربح. وفي دور الربع واجهنا الأهلي المصري الذي لعب مباراة النهاية وانهزمنا أمامه فيما أذكر بفارق خمس أو ست أهداف.وعقب هذه المباراة توصلنا إلى نتيجة أعتبرها إيجابية وتتمثل في كون فريقنا كان يتحسن أدائه مع توالي المباريات، مما جعلنا أمام فريق “فوينكس” الغابوني الذي دعم صفوفه بعدد من اللاعبين من داخل الغابون ومن خارجه كاستعانته بلاعبين تونسيين، واستطعنا أن نتفوق عليه. وخلال المباراة السادسة والأخيرة واجهنا نادي “باف” والذي يعتبر هو المنتخب الكاميروني والذي يتكون من عناصر تنتمي للجيش الكاميروني وللدرك والشرطة وتمكن فريقنا من احتلال الرتبة الخامسة بالتفوق عليه رغم التجربة والقوة البدنية التي تميز هذا الفريق أو بالأحرى المنتخب. وأشير هنا مرة أخرى إلى أن ما يدل على قوة المجموعة التي لعبنا ضمنها هو كون الأندية المكونة لها هي من أحتل الرتب الأولى خلال البطولة القارية السابقة، أي الدورة 39، فالزمالك احتل الرتبة الأولى، والرتبة الثانية كانت قد عادت للأهلي، والرتبة الثالثة كانت من نصيب مجمع النفط، بالإضافة إلى فريق شبيبة كينشاسا الذي كان ضمن الفرق الخمس الأولى. وبالنسبة لنا تعتبر هذه المشاركة هي الإختبار القاري الأول بالنسبة لنا. وقد أتاح لنا اكتساب خبرة وتجربة ستفيدنا فيما يأتي من منافسات وطنيا سواء على مستوى الكأس أو البطولة. س – هناك من اعتبر أن مشاركتكم في هذه التجربة القارية كان فريقكم فيها يلعب بدون ضغط، وكان بإمكانه ربما تحقيق ما هو أفضل وإن واجهتم رهانات جد صعبة ؟ ج – فعلا لعبنا بدون ضغط وكنا واقعيين مع أنفسنا، حيث حاولنا أن نفهم لاعبينا حجم التظاهرة التي يشاركون فيها. فعندما نقول الزمالك نتحدث عن فريق يخطط ويستعد لهذه البطولة القارية لمدة أربع سنوات. بالنسبة لنا نحن وضعيتنا المادية لا تسمح بمثل هذا التخطيط وهذا الإستعداد. بالإضافة إلى كون كل تلك الفرق التي ذكرنا تستعين عادة للمشاركة في هذه البطولة بعناصر من خارج الفريق. وكان هدفنا نحن في الرجاء هو احتلال رتبة متقدمة في هذه البطولة، ما بين الرتبة 3 والرتبة 5 ، والاستعداد في نفس الوقت لبطولة الموسم الحالي ببلادنا. وقد بدل لاعبونا جهدا يشكرون عليه. والواقع في مثل هذه التظاهرات لا يعلى عليه. وقد تمكنا من احتلال رتبة مشرفة وربحنا لاعبين ومجموعة منسجمة ومتلاحمة، وهذا ليس بالأمر الهين. س – نحن نتواجد في منطقة شمال إفريقيا التي يعتبر مستوى كرة اليد في بعض بلدانها كمصر، وتونس، والجزائر مستوى عاليا ما زلنا بعيدين عنه. كيف يمكننا تجاوز الفجوة التي تفصلنا عن كل هؤلاء الجيران ؟ ج – المسألة مسألة منظومة. فعندما نرى الصورة التي تقدمها أندية كالزمالك والأهلي المصريين وشكل ومستوى إقامتهم بالكوت ديفوار. فقد وفروا للاعبيهم كل وسائل ومواد التغدية التي أحضروها معهم، هذا دون إغفال الجانب التقني. فهناك منظومة للتكوين والتسيير تتوفر فيها كل الوسائل، بما فيها الوسائل المادية التي تتيح لهم انتداب أحسن اللاعبين. ثم إن هذه أندية تسير ب 2 إلى3 مليارات من السنتيمات ولا يمكن مقارنتها ببلدان لا تتجاوز ميزانية جامعتها 500 إلى 600 مليون. فالأمر يتعلق بطبيعة المنظومة ككل وبالإمكانات المادية. علما بأنه بالنسبة لنا نحن في المغرب تتوفر من الإمكانات البشرية ما لا يتوفر لدى الآخرين، لكن ما ينقصنا مقارنة مع الجيران هي الإمكانات والإستراتيجية للتكوين وصناعة اللاعب. س – ماذا عن ظروف انتقالكم إلى الكوت ديفوار ؟ هل واجهتم بعض المشاكل، المادية خصوصا ؟ ج – الظروف كانت عادية، والمكتب المسير وفر لنا كل الشروط وانتقلنا عبر الطائرة من أكادير إلى الدارالبيضاء ومنها إلى أبيدجان. الظروف كانت إذن جيدة، والإقامة لا بأس بها وكنا في نفس وضعية الأندية الإفريقية الأخرى والتي انسجمنا معها بشكل جيد.وطبعا يبقى إلى جانب هذا مشاكل تتعلق بالمناخ والتغذية والتي تتفاوت من بلد لآخر. وقد حاولنا مسبقا أن نتغلب على هذا الجانب، حيث أحضرنا معنا بعض المواد الغذائية من المغرب. س – كلمة أخيرة ج – أشكرك أخي البعمراني وأشكر من خلالك جريدة “الإتحاد الإشتراكي” التي تتابع باستمرار أخبار فريقنا داخل المغرب وخارجه، وتهتم بقضايا الرياضة ومشاكلها. ولا يفوتني هنا أن أتقدم بالشكر لكل أفراد الطاقم التسييري لفريقنا الذي سهر على إنجاح رحلتنا لأبيدجان وفي مقدمتهم رئيس النادي أحمد الشاجي، وكذا الكاتب العام لجامعتنا ورئيس الوفد إلى أبيدجان والي فاضل. كما أتقدم بشكر خاص للسيد سفير المغرب بالكوت ديفوار الذي دعمنا، دون نسيان الملحق بالسفارة السيد عبد الله زكراني، إبن أكادير، والذي أحاطنا بدوره بكامل العناية. – أجرى الحديث : عبد اللطيف البعمراني