ظلت حديقة حي الموظفين التي تقع بتراب مقاطعة السواني بمدينة طنجة، أحد أكثر الفضاءات الخضراء التي تستقطب أعدادا كبيرة من سكان المنطقة لاستنشاق هواء نقي، لكنها اليوم أصبحت مرتعا للعديد من الممارسات اللاأخلاقية والسلوكات الإجرامية. وتمتد هذه الحديقة المعروفة أكثر لدى سكان المنطقة بتسمية “الدار الخالية”، على مساحة شاسعة، مما يجعلها مكانا تلجأ إليه الكثير من الأسر والعائلات لتمضية بعض الوقت وسط فضاءاتها الخضراء التي تولي مصالح الجماعة، إليها عناية كبيرة من خلال عمليات السقي اليومية وأعمال التشذيب. ورغم كونها واحدة من أهم وأكبر الفضاءات الطبيعية في عاصمة البوغاز، فإن عدداً من الطنجاويين لا يفتخرون بها، كما هو الشأن بالنسبة لأحد الطلبة المارين بالقرب منها دون أن تثير اهتمامه، فهو يعتبر أن “سمعة الحديقة سيئة للغاية، فهي مرتع للمشردين والمتعاطين للمخدرات. ولا يخفي العديد من رواد الحديقة، امتعاضهم من بعض المشاهد “المخلة بالحياء” التي يتحول هذا الفضاء إلى وكر لها، لاسيما خلال الفترة المسائية من كل يوم. وتقول سيدة في العشرينات من عمرها أن “مشاهد الغراميات باتت منتشرة بشكل كبير” في هذه الحديقة التي تعد متنفسا قريبا من محل سكنها في أحد أحياء بني مكادة. موردة في دردشة بالصدفة مع طنجة 24، أن هذه أن السلوكات المذكورة تمثل مصدر حرج لها أمام ابنيها الصغيرين الذين تأتي بهم من حين لآخر إلى هنا. ويعبر الكثير من المواطنين، عن خيبة أملهم من العديد من الظواهر السلوكية الخادشة والأفعال الإجرامية التي باتت تعج بها حديقة “الدار الخالية”. إذ أن أشغال إعادة الهيكلة التي خضعت لها خلال السنوات الأخيرة، لا يبدو أنها ساهمت في توفير الجو الطبيعي المناسب للسكان. ويؤكد شاب ثلاثيني من سكان حي مبروكة المجاور، بهذا الخصوص، أن الحملات الأمنية التي تشمل بين الفينة والأخرى، لم تنفع في إعادة الأمن إلى هذه الحديقة، حيث يستمر "المنحرفون" وقطاع الطرق كل مساء في للتوافد عليها من اجل ممارسة أنواع الرذيلة وتعاطي المخدرات.