أبرز خبراء أفارقة ودوليون ،اليوم الخميس بطنجة ،خلال ندوة موضوعاتية في إطار فعاليات الدورة التاسعة لمنتدى “ميدايز 2016 ” أن استدامة جاذبية وتنافسية الاقتصاد الافريقي رهين بتكامل مؤهلات الدول الافريقية وانفتاحها أكثر على مؤهلاتها الذاتية. وأضاف الخبراء في مداخلات لهم في إطار الندوة التي لامست النجاحات التي حققتها العديد من المقاولات الافريقية، أن افريقيا بمواردها الطبيعية والبشرية ووتيرة النمو الذي تحققه عديد من دول افريقيا وسعيها الدؤوب لتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية وحاجيات المجتمع ،تشكل قارة المستقبل ذات المؤهلات ،التي تمكنها من مواجهة كل التحديات في عالم متحرك يتغير اقتصاده بشكل سريع وملفت . واعتبر المتدخلون أن أفريقيا وإن كانت قد قطعت أشواطا مهمة على درب التميز ،الا أن استدامة هذا التطور وتحصين الاقتصاد الافريقي لمواجهة المنافسة ، يتطلب من دول القارة البحث عن آليات التكامل المستدامة وانفتاح الدول على بعضها البعض وتنمية الاسواق الداخلية ،وكذا وضع برامج التكوين الملائمة وتطوير علاقات الشراكة بين القطاعين الخاص والعام . واعتبر المتدخلون ان المغرب ودول أخرى أفريقية ،ذات الاقتصادات الناشئة والمتطورة بتوازن وبعد نظر، تشكل النموذج الصائب لما يجب أن يكون عليه التعاون جنوب/جنوب وتقاسم الخبرات وبناء علاقات تقوم على الربح المشترك ،مبرزين أن هذه المقومات تعد الأساس في بناء صرح اقتصاد أفريقي يراعي الخصوصيات المحلية وفي نفس الآن يتطلع الى إثبات التواجد الاقتصادي في أسواق دولية في حاجة ماسة الى منظور جديد مبتكر . وخلص المتدخلون الى أن الاقتصاد الأفريقي الصاعد بكل مستوياته له كل الحظوظ كما له كل المقومات والامكانات للتكيف مع تحولات الاقتصاد العالمي العابر للحدود ،إلا أن المنطلق يجب ان يكون بالاعتماد على الذات وضمان التكامل الافريقي/ الافريقي والثقة بالمؤهلات الخاصة ،التي تبصم حاليا على حضور لافت يجب استغلاله بالكامل من أجل مستقبل زاهر للقارة السمراء . وقد أطر هذا اللقاء الاقتصادي كل من إثيل كوفي (مستشارة اقتصادية) ومونيكا موسوندا (سيدة أعمال) وأولا أورينكورين (مقاولة)وكارول كاريوكي (مقاولة) ويونوف فريديريك أغاه (خبير لدى المنظمة العالمية للتجارة ) . وتشكل الدورة التاسعة لمنتدى ميدايز الدولي مناسبة لمناقشة نتائج أشغال مؤتمر "كوب 22"، والتوجهات الاقتصادية والطاقية التي يتعين نهجها، وآفاق تنمية افريقيا، وركائز التنمية البشرية والمستدامة، ممثلة في الصحة والتربية وانعدام المساواة القائمة على النوع والأمن الغذائي، وموضوع التهديدات الإرهابية وتعدد المخاطر الأمنية واصطدام الهويات في أوروبا وإفريقيا وفي العالم العربي. وحسب المنظمين ، فإن المنتدى يوفر أيضا أرضية للتداول والنقاش بين القطاعين العام والخاص ،كما يرمي الى إطلاق قمة أولى للأعمال الهادفة إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من رؤساء مقاولات المجموعات الكبرى المنحدرين من البلدان الصاعدة وكبار الفاعلين في القطاع المالي إلى جانب مسؤولين سامين من القطاع العام على المستويين الافريقي والعالمي .