في إطار الجهود المبذولة للتصدي لمشكلة الكلاب الضالة والحد من انتشار داء الكلب في المغرب، قامت وزارة الداخلية بمجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى الإدارة المستدامة لهذه المشكلة، حرصا منها على ضمان سلامة المواطنين وحماية صحتهم. ومن بين أهم الإجراءات التي تم اتخاذها هو ارسال عدة دوريات تشجع الجماعات الترابية على تجنب استخدام الأسلحة النارية والمواد السامة مثل الستريكنين للقضاء على الكلاب الضالة. بدلاً من ذلك، تم التركيز على التوعية بأهمية وفائدة طريقة TNVR (الترصيص – التعقيم – التطعيم – العودة)، والتي تعتبر حلاً أخلاقيًا وفعالًا للتصدي لهذه المشكلة. وتتضمن هذه الطريقة التقاط الكلاب الضالة وإجراء عمليات التعقيم وتطعيمها ضد داء الكلب وتحديدها بأساور على الأذن، ثم إعادتها إلى بيئتها الأصلية، حيث تم توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الداخلية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمكتب الوطني للأمن الصحي للمنتجات الغذائية والنظام الوطني للأطباء البيطريين لتعزيز هذه الطريقة في عام 2019. وتهدف الوزارة أيضًا إلى دعم الجماعات المحلية في تنفيذ برنامج ست سنوات يهدف إلى إنشاء 76 مكتبًا للنظافة. يشمل هذا البرنامج إنشاء مراكز الحجز البيطرية ومراكز مكافحة داء الكلب، ويهدف إلى تحقيق استقرار عدد الكلاب الضالة على المدى الطويل. حيث تبلغ تكلفة هذا البرنامج الشامل 608 مليون درهم. وتستمر الوزارة في تنفيذ اتفاقية شراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة الاقتصاد والمالية، حيث تقوم المديرية العامة للجماعات المحلية بدفع مبلغ سنوي قدره 40 مليون درهم لصالح معهد باستور المغرب. يتم استخدام هذه الأموال لشراء لقاحات وأمصال لقاح داء الكلب، وتوفيرها للقطاع الصحي لتحسين رعاية الأشخاص المعرضين للإصابة بداء الكلب في المناطق القروية. وتساهم الوزارة أيضًا في حملات التطعيم السنوية للكلاب التي يمتلكها الأشخاص، بهدف زيادة نسبة التطعيم ضد داء الكلب والحد من انتشاره. وتهدف جميع هذه الإجراءات إلى تعزيز سلامة المواطنين والحفاظ على الصحة العامة. حيث تعمل الوزارة بشكل مستمر على تحسين استراتيجياتها وتعزيز التوعية للتصدي لمشكلة الكلاب الضالة وداء الكلب في المغرب.