عادت مخاوف سكان حي العزيب حاج قدور بمدينة طنجة لتطفو على السطح مجدداً مع بداية موسم التساقطات المطرية، وسط تحذيرات من أن تشييد مجمع سكني فوق مجرى وادٍ يعد من أخطر الأودية في المدينة قد يعرض المنطقة لخطر الفيضانات. وقال السكان في رسائل موجهة إلى والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، يونس التازي، إن تشييد المجمع فوق الوادي يعرض سلامتهم للخطر، مشيرين إلى أن مدينة طنجة تعد من المناطق المعرضة للفيضانات سنوياً. ويطالب السكان بفتح تحقيق شامل في كيفية منح رخصة البناء في ظروف غامضة، ويخشون من تكرار سيناريو الفيضانات التي ضربت مناطق أخرى في المغرب. وحسب هؤلاء السكان، فإن تغيير مجرى الوادي لتمكين الشركة العقارية من بناء المجمع السكني قد يتسبب في كارثة بيئية، خاصة مع الأمطار الغزيرة التي تعرفها المدينة كل عام. وتعود القضية إلى فترة حكم حزب العدالة والتنمية، عندما منحت السلطات المحلية رخصة البناء للمجمع السكني، رغم تحذيرات سابقة من أن الوادي يشكل خطراً كبيراً على المنطقة. ورغم الشكاوى المقدمة وقتها، قام السكان بوضع شكاية لدى مصالح ولاية جهة طنجة، ما دفع بالسلطات إلى تشكيل لجنة خاصة مكونة من مصالح الوكالة الحضرية ومصالح التعمير بالجماعة والولاية، إضافة إلى السلطات المختصة. اللجنة زارت الموقع وأصدرت تقريراً بعد عدة أشهر من المعاينة الميدانية، خلص إلى أن المشروع لا يشكل خطراً على القاطنين بجواره. لكن السكان لم يقتنعوا بنتائج التقرير، حيث أشارت وثائق صادرة عن المحافظة العقارية إلى وجود تغيير في مجرى الوادي، بالإضافة إلى طمره باستخدام مواد بناء مقاومة للماء مثل الخرسانة القوية. ويعتبر السكان أن هذه التغييرات، رغم اتخاذ تدابير تقنية، لا تزال غير كافية لمنع المخاطر المحتملة التي قد تتفاقم خلال الفيضانات.