كشف تقرير رسمي حديث، عن تصنيف أربع شواطئ بعمالة طنجةأصيلة ضمن خانة "غير المطابقة" لمعايير جودة مياه الاستحمام المعتمدة وطنيا. وحسب معطيات التقرير الوطني لرصد جودة مياه الاستحمام والرمال بالشواطئ المغربية لسنة 2024، الذي أصدرته وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، يتعلق الأمر بكل من شاطئ طنجةالمدينة، وشاطئ جبيلة III، وشاطئ سيدي قاسم، وشاطئ أصيلة الميناء، والتي أظهرت محطات المراقبة التابعة لها نتائج دون المستوى المطلوب على الصعيد الميكروبيولوجي، مما يجعلها غير مستوفية للشروط المنصوص عليها في المعايير الوطنية الخاصة بجودة مياه الاستحمام. وأوضح التقرير أن هذه الوضعية تعزى إلى عدة عوامل بيئية وبنيوية، على رأسها تصريف المياه العادمة بشكل مباشر أو غير مباشر نحو المناطق الساحلية، والنقص المسجل في البنيات التحتية الخاصة بالتجهيزات الصحية، فضلاً عن الضغط البشري المتزايد الذي تعرفه هذه السواحل خلال موسم الاصطياف، وما يصاحبه من أنشطة ترفيهية مكثفة تؤثر سلباً على المنظومة البيئية الساحلية. ووفقا للمعطيات الرسمية، فقد شمل الرصد الوطني خلال سنة 2024 ما مجموعه 493 محطة مراقبة عبر السواحل المغربية، أظهرت نتائجها أن 93 في المائة من المحطات تتوفر على جودة ميكروبيولوجية مطابقة لمعايير الاستحمام، مع تصنيف 47 في المائة منها في خانة "الجودة الممتازة"، و32 في المائة ضمن "الجودة الجيدة"، فيما سجلت 14 في المائة تقييم "الجودة المقبولة". أما النسبة المتبقية، والتي تمثل حوالي 7 في المائة من مجموع المحطات، فقد صنفت ضمن خانة "غير المطابقة"، بما يعادل 32 محطة مراقبة موزعة على عدة جهات ساحلية، من ضمنها جهة طنجةتطوانالحسيمة. وتأتي هذه الجهود في إطار تفعيل مقتضيات القانون رقم 81.12 المتعلق بالساحل، وتعزيز تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحماية وتدبير المناطق الساحلية، الهادفة إلى ضمان جودة مياه الاستحمام والحفاظ على توازن النظم الإيكولوجية البحرية، باعتبار الساحل المغربي مكوناً استراتيجياً ضمن الرؤية الوطنية للتنمية المستدامة. وتراهن السلطات المختصة على تدعيم منظومة المراقبة البيئية، وتحسين البنيات التحتية الصحية، ومواصلة تحسيس المصطافين بأهمية الحفاظ على نظافة الشواطئ، بما يسهم في تعزيز المؤهلات السياحية والبيئية للسواحل المغربية.