شهدت مدينة طنجة مساء الأحد مسيرة شعبية حاشدة، استجابة لدعوة أطلقتها المبادرة المغربية للدعم والنصرة، تنديداً بما وصفه المنظمون ب"سياسة التجويع الممنهجة" التي يتعرض لها سكان قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار والعمليات العسكرية الإسرائيلية. وانطلقت المسيرة من ساحة إيبيريا بوسط المدينة، واتجهت نحو شارع محمد الخامس، حيث ردد المشاركون شعارات تطالب بكسر الحصار ورفع المعاناة عن سكان القطاع، من بينها: "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، و"غزة رأها بالجوع، والأنظمة بلا رجوع"، في مشهد استقطب مئات المواطنين من مختلف الفئات العمرية، وسط حضور لافت للرايات الفلسطينية. ورفع المحتجون لافتات وصوراً رمزية، أبرزها "تيفو" ضخم يُظهر طفلاً غزاوياً يحتضر وهو يعانق العلم الفلسطيني، في تعبير مرئي عن الوضع الإنساني الكارثي الذي يعانيه القطاع المحاصر، وسط تضييق متواصل على دخول الغذاء والدواء. وفي كلمة ألقاها بمناسبة اختتام المسيرة، أكد محمد بن جلول، منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة بطنجة، أن "هذه التعبئة الميدانية تعبّر عن الموقف الأصيل للمغاربة، ملكاً وشعباً، في الدفاع عن القضية الفلسطينية"، مضيفاً أن "السكوت على حصار غزة هو شكل من أشكال التواطؤ، وأن إغلاق المعابر أمام الماء والخبز وصمة عار في جبين الأنظمة". وشدد بن جلول على أن أبناء طنجة "يقفون في موقع رمزي على ثغر طارق بن زياد، ولن يتخلوا عن دعم المسجد الأقصى وحق الفلسطينيين في العيش بكرامة"، مشيراً إلى أن هذه الدينامية ستستمر من خلال وقفات، وحملات توعوية، وأنشطة ثقافية وميدانية داعمة للقضية. وتندرج هذه المسيرة ضمن سلسلة مبادرات أطلقتها المبادرة منذ أكتوبر 2023، شملت وقفات احتجاجية ومسيرات ومسابقات ثقافية، فضلاً عن حملات المقاطعة الاقتصادية، والاعتراض على رسو سفن أجنبية بميناء القصر الصغير، يُشتبه في نقلها لمعدات عسكرية إلى إسرائيل. وتأتي هذه التعبئة في وقت تحذر فيه منظمات دولية من تدهور خطير في الوضع الإنساني داخل القطاع، مع تسجيل حالات وفيات بسبب الجوع ونقص الدواء والمياه الصالحة للشرب، في ظل استمرار القيود المفروضة على المساعدات، بحسب تقارير أممية وأخرى صادرة عن منظمات غير حكومية.