تكثف الضغط على مسالك الهجرة غير النظامية عبر السواحل الشمالية للمغرب مع بداية فصل الصيف، في وقت تمكنت السلطات المغربية من اعتراض عدة محاولات للعبور نحو مدينة سبتة والضفة الإسبانية خلال الأيام الأخيرة، ما يعكس عودة النشاط المكثف لشبكات التهريب في غرب المتوسط. وأفادت مصادر أمنية أن البحرية الملكية اعترضت قوارب مطاطية في مناطق متفرقة من سواحل الفنيدق وبليونش وواد لاو، كانت تقل مهاجرين في اتجاه مدينة سبتةالمحتلة. وتم نقل الأشخاص الموقوفين إلى مراكز خاصة للتعرف على هوياتهم، فيما فتحت تحقيقات لتحديد الجهات التي تقف وراء التنظيم اللوجستي للعبور. وفي الضفة الأخرى، سجلت مصالح الإنقاذ البحري الإسبانية تدخلات متزايدة قبالة سواحل الأندلس وجزر البليار، بعد رصد قوارب قادمة من شمال المغرب، وفق معطيات نقلتها وسائل إعلام محلية. بعض هذه القوارب تم توقيفها في عرض البحر، بينما تمكنت أخرى من الوصول إلى اليابسة قبل تدخل السلطات. ويرى مختصون أن تحسن الظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة يشكلان عاملا مشجعا على تنشيط هذا المسار، خاصة في ظل استمرار العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع المئات إلى المجازفة. كما تستغل الشبكات المنظمة ازدحام الممرات البحرية في فصل الصيف لتفادي المراقبة، خصوصا في محيط المناطق السياحية. وبحسب معطيات حديثة صادرة عن الوكالة الأوروبية فرونتكس، يبقى المسار الغربي نحو إسبانيا من بين المحاور الأكثر اضطرابا، مع تسجيل ذروة في عدد المحاولات خلال أشهر يوليوز وغشت وشتنبر.