أعاد مقطع فيديو لا تتجاوز مدته ثوان، يظهر مواطنا يقبّل يد عامل إقليمشفشاون محمد العلمي ودان خلال زيارة رسمية لجماعة تاسيفت لتفقد مشاريع تنموية، تحريك جدل صامت داخل بعض الأوساط المحلية، بعدما جرى تداوله خارج سياقه المؤقت والزمني. ورغم محدودية الواقعة التي وثقتها الكاميرا على هامش نشاط ميداني، أثارت التأويلات المتباينة بشأن دلالاتها موجة تفاعل متسارع، خاصة في ظل غياب أي تعليق رسمي من العامل، الذي واصل برنامج الزيارة كما خُطّط له، متجنبا الدخول في سجالات جانبية. وفي منطقة جبلية تُعرف بتركيبتها الاجتماعية المحافظة، بدت اللقطة شاردة عن السياق العام، قبل أن تشير إفادات ميدانية إلى أن الشخص المعني معروف باضطرابات نفسية داخل محيطه القروي، ما جعل تصرفه مفاجئا وغير محسوب، دون خلفية رمزية أو بعد تعميمي. هذا المعطى لم يمنع بعض الفاعلين السياسيين من محاولة استثمار الواقعة لتقويض صورة السلطة الإدارية، من خلال تضخيم المشهد وربطه بقراءات معزولة، تتغاضى عن طبيعة العلاقة المتغيرة بين الإدارة والمجتمع في فضاءات الهامش. في المقابل، رأى فاعلون مدنيون أن التركيز المفرط على حادث عرضي يكشف عن سعي غير معلن لتشويش مسار إداري اتسم في الآونة الأخيرة بمزيد من الصرامة، خاصة في ملفات التعمير والرخص والضبط التنظيمي داخل بعض الجماعات. وسط هذا الصخب، برزت دعوات إلى التمييز بين المراقبة النقدية ومناورات التشويش، والعودة إلى رصد الدينامية الفعلية التي يشهدها الإقليم، بعيدا عن الضجيج العابر الذي لم يؤثر على وتيرة التدبير الترابي ولا على مضامينه المؤسسية.