كشفت تقارير متخصصة أن الولاياتالمتحدة تخطط لفصل القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" عن القيادة الأوروبية، في خطوة استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز الانخراط العسكري المباشر في القارة الإفريقية، وسط تصاعد المنافسة الجيوسياسية مع روسيا والصين. يأتي التحول المنتظر بعد مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين قائد جديد ل"أفريكوم"، ومن المتوقع أن يمنح الاستقلال الكامل للقيادة الإفريقية عن القيادة المزدوجة الحالية (USAREUR-AF)، ما سيمكنها من اتخاذ قرارات عسكرية ميدانية تتناسب مع خصوصيات القارة. - إعلان - وفي هذا السياق، يبرز المغرب كمرشح قوي لاحتضان المقر الجديد للقيادة، بفضل موقعه الاستراتيجي بشمال إفريقيا، وشراكته العسكرية الوثيقة مع واشنطن، إلى جانب استضافته المنتظمة لمناورات "الأسد الإفريقي"، التي تُعد الأضخم من نوعها في القارة. وبحسب مصادر أمريكية، فإن دراسة جادة أُطلقت مطلع هذا العام بخصوص إمكانية نقل مقر "أفريكوم" من مدينة شتوتغارت الألمانية إلى قاعدة عسكرية في مدينة القنيطرة المغربية، في ظل تغير أولويات الإدارة الأمريكيةالجديدة، وتراجع الاهتمام بالخيار الإسباني المتمثل في قاعدة "روتا". وتعزز هذه المعطيات ما ورد في تقرير صادر عن معهد شيلبي كولوم ديفيس للأمن القومي والسياسة الخارجية، الذي أشار إلى أن نقل جزء من تجهيزات وآليات "أفريكوم" إلى المغرب قد يشكل امتدادا طبيعيا للشراكة الدفاعية المتنامية بين البلدين. التقرير ذاته نوه أيضا بالبنية التحتية العسكرية التي تتوفر عليها المملكة، إلى جانب نجاحها في تنظيم 18 دورة من مناورات "الأسد الإفريقي"، التي وصفها القائد السابق ل"أفريكوم"، الجنرال ستيفن تاونسند، بأنها "نموذج متقدم للتعاون الأمني في القارة". ومن شأن هذه الخطوة، في حال اعتمادها رسميا، أن تعزز مكانة المغرب كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة الساحل والصحراء، وأن تؤسس لمرحلة جديدة من التنسيق الأمني في مواجهة التحديات الإقليمية، لا سيما ما يتعلق بالإرهاب وشبكات التهريب العابرة للحدود. ويُتوقع أن تستمر واشنطن في تقييم الخيار المغربي خلال الأشهر المقبلة، بالتوازي مع استعدادات المملكة لاستضافة نسخ قادمة من المناورات العسكرية الكبرى، وتنفيذ مشاريع لوجستية دفاعية مشتركة مع الجيش الأمريكي.