1. الرئيسية 2. تقارير الولاياتالمتحدة تتجه لفصل القسم الإفريقي ل"أفريكوم" عن أوروبا.. والمغرب المرشح الأبرز لاحتضان مقر قيادته العسكرية الصحيفة – بديع الحمداني الثلاثاء 5 غشت 2025 - 14:34 تعتزم الولايات إنشاء قيادة عسكرية مستقلة لعملياتها في القارة الإفريقية، بعد مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين قائد جديد للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، لتكون هذه الخطوة بمثابة الفصل التام ل"أفريكوم" عن القيادة الأوروبية، في تحول استراتيجي يكرس التوجه الأمريكي نحو تعزيز انخراطه المباشر في الأمن الإفريقي. ووفق تقارير متخصصة، فإن هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد التهديدات وتزايد التنافس الجيوسياسي، خاصة مع تنامي النفوذين الروسي والصيني في إفريقيا وفق تأكيدات صدرت من أعضاء في الكونغرس، مشيرة إلى أن القيادة الجديدة ستُمنح صلاحيات مستقلة عن القيادة الأمريكية في أوروبا وإفريقيا (USAREUR-AF)، وهو ما سيسمح بتعزيز قدرات الاستجابة السريعة، وتكييف القرارات العسكرية مع خصوصيات الساحة الإفريقية. وأضافت نفس المصادر، أن الأنظار تتجه إلى المغرب كأحد أبرز المرشحين لاحتضان المقر الجديد للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، نظرا لموقعه الاستراتيجي في شمال القارة، وعلاقاته العسكرية الوثيقة مع واشنطن، فضلا عن استضافته المنتظمة لأكبر المناورات العسكرية الأمريكية في القارة، المعروفة باسم "الأسد الإفريقي". هذا وإن تم اختيار المغرب لاحتضان المقر الجديد، فإن هذه الخطوة ستُعد تتويجا مهما لعقود من التعاون العسكري الثنائي، وستُرسخ موقع الرباط كحليف استراتيجي رئيسي للولايات المتحدة في شمال وغرب إفريقيا، لا سيما في ظل التحديات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء. وتجدر الإشارة إلى أن تقريرا إسبانيا صدر في فبراير 2025 كشف عن وجود دراسة جدية لنقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا من شتوتغارت الألمانية إلى المغرب، وتحديدا إلى قاعدة عسكرية بمدينة القنيطرة، في سياق تعزيز العلاقات الدفاعية بين الرباطوواشنطن، لكن لم يكن هناك حديث عن فصل للقسمين الإفريقي والأوروبي أنذاك. ووفق ما نشرته صحيفة "لاراثون" الإسبانية، فإن مصادر أمريكية أكدت أن وفودا عسكرية من الولاياتالمتحدة قامت بدراسة هذا الخيار ميدانيا، بعد أن كان هناك اقتراح سابق بنقل القيادة إلى قاعدة "روتا" في إسبانيا، وهو خيار لم يعد يحظى بنفس الأولوية مع الإدارة الأمريكيةالجديدة. ويذكر أن قيادة "أفريكوم" أنشئت سنة 2007، ويقع مقرها الحالي في مدينة شتوتغارت بألمانيا، وقد كانت قاعدة "روتا" الإسبانية ضمن الخيارات المطروحة سابقا لاستضافة المقر، غير أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أعادت طرح خيار المغرب بقوة. وفي ماي الماضي، كشف "معهد شيلبي كولوم ديفيس للأمن القومي والسياسة الخارجية" الأمريكي، أن هناك إمكانية لنقل جزء من تجهيزات وآليات "أفريكوم" إلى المغرب، في سياق توطيد العلاقات العسكرية مع المملكة والاستفادة من موقعها الجيوسياسي الحيوي غرب إفريقيا. وسلط التقرير الضوء على مناورات "الأسد الإفريقي" السنوية التي تُنظم في المغرب بمشاركة الولاياتالمتحدة وعدد من الدول، واصفا إياها بأنها "شهادة على الشراكة الأمنية العميقة بين الرباطوواشنطن"، ومعبّرا عن إمكانية تعزيز هذه الشراكة من خلال استضافة المغرب لأصول قيادة "أفريكوم". ويُذكر أن المغرب يحتضن تدريبات "الأسد الإفريقي" بشكل سنوي منذ سنوات، وهي مناورات تهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي بين القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية، كما تُسهم في رفع قدرات الجيوش الإفريقية المشاركة، وترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي. وعلى الرغم من الشكوك التي أثيرت عام 2022 بشأن إمكانية نقل هذه المناورات من المغرب إلى دول أخرى في القارة الإفريقية، بناء على دعوات من أعضاء في الكونغرس معروفين بدعمهم للبوليساريو، إلا أن الجيش الأمريكي أكد صعوبة إيجاد بديل يتوفر على البنية التحتية والقدرات اللوجستية التي يمتلكها المغرب. وكان الجنرال ستيفن ج. تاونسند، القائد السابق ل"أفريكوم"، قد صرّح في وقت سابق بأن المغرب استضاف 18 دورة من مناورات "الأسد الإفريقي"، مؤكدا أن المملكة تتوفر على قدرات عسكرية وبنية تحتية قوية، ما يجعلها شريكا لا غنى عنه في أي مخطط عسكري أمريكي في إفريقيا. وأكد تاونسند على أنه "من الصعب العثور على بلد في إفريقيا يمكنه أن يُضاهي ما قام به المغرب في تنظيم التدريبات المشتركة"، مشددا على أن قيادة "أفريكوم" تتطلع إلى مزيد من التعاون مع الرباط في المستقبل، في مؤشر على احتمال استقرار هذه القيادة بشكل دائم في الأراضي المغربية.