يواصل شمال المغرب جذب آلاف الزوار خلال ذروة الموسم السياحي الصيفي، رغم ارتفاع أسعار الإيواء والمطاعم وتراجع مستوى النقل العمومي في بعض المناطق. وتعد مدن مثل طنجة وتطوان والحسيمة وشفشاون من أبرز الوجهات السياحية لدى المغاربة والمقيمين بالخارج. ورغم حملة المقاطعة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الأسعار المرتفعة، تشهد شواطئ مثل الدالية والفنيدق إقبالا ملحوظا من المصطافين، في وقت تتوسع فيه عروض الإيواء استعدادا لاستحقاقات رياضية مقبلة مثل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. - إعلان - في طنجة، تشهد الفنادق المصنفة توسعا في طاقتها الاستيعابية، كما يعرض الفاعلون في القطاع السياحي باقات متكاملة تشمل الإيواء والرحلات والأنشطة الترفيهية. وتوفر المدينة لزوارها تجربة غنية، من جولات على الكورنيش إلى استكشاف مغارات هرقل ومنطقة كاب سبارطيل حيث يلتقي البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي. كما تحظى حديقة برديكاريس الطبيعية بإقبال واسع من الزوار الباحثين عن الاسترخاء في قلب الطبيعة. وتوفر هذه المساحة الخضراء إطلالة مباشرة على مضيق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا. ويمتد الاهتمام أيضا إلى المناطق المحاذية لطنجة، مثل الطريق الساحلية المؤدية إلى ميناء طنجة المتوسط، وشواطئ الدالية، إضافة إلى مدن الفنيدق ومرتيل وكابو نيكرو ووادي لاو، وكلها وجهات مفضلة خلال أشهر الصيف. ولا تكتمل زيارة الشمال دون المرور بمدينة شفشاون، التي تواصل استقطاب السياح المغاربة والأجانب بفضل طابعها المعماري الفريد وشلالات أقشور القريبة منها، والتي تعتبر محطة مثالية لعشاق المشي في الطبيعة. جنوبا، تشكل الغابة الدبلوماسية متنفسا آخر لمحبي الهدوء، في حين تبرز مدن أصيلة والعرائش ومولاي بوسلهام كوجهات إضافية توفر مناظر طبيعية متنوعة، أبرزها محمية المرجان الزرقة. وفي ما يخص التنقل، لا تزال وسائل النقل العمومي في طنجة غير كافية لتلبية الطلب المرتفع خلال الصيف، ما يدفع الزوار إلى الاستعانة بخدمات النقل السياحي الخاصة، رغم تكلفتها المرتفعة. ويشكل هذا النقص تحديا أمام الجهات المسؤولة، خصوصا في ضوء ملاحظات لجنة الفيفا التي زارت المدينة سابقا. من جانب آخر، توفر المدينة خيارات متعددة في المطاعم، من السمك الطازج في ميناء الصيد إلى المأكولات المشوية قرب المناطق الطبيعية. ورغم التحديات، تواصل مدن الشمال المغربي إثبات مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات الصيفية في المملكة.