أضاء وميض شديد السطوع سماء شمال المغرب، بما في ذلك سبتةالمحتلة، وجنوب إسبانيا فجر الاثنين، بعدما عبر فوق مضيق جبل طارق تاركا ذيلا لامعا استمر نحو دقيقة، في مشهد فلكي نادر جذب انظار السكان على ضفتيه. وقالت الشبكة الاندلسية للارصاد، وهي هيئة اقليمية في جنوب إسبانيا متخصصة في رصد الظواهر الجوية والفلكية، ان الجسم المضيء تحرك ببطء وتفتت الى شظايا متوهجة، مرجحة ان يكون "بولييد" ناجما عن اعادة دخول حطام فضائي الى الغلاف الجوي، مثل بقايا اقمار صناعية او اجزاء صواريخ فقدت مدارها. - إعلان - ويعد مشروع SMART برنامجا بحثيا تابعا للمجلس الاعلى للابحاث العلمية في إسبانيا، ويعمل على رصد وتتبع الاجسام المضيئة العابرة للغلاف الجوي باستخدام شبكة من الكاميرات الفلكية عالية الدقة موزعة في عدة مواقع، بهدف تحديد مساراتها ومصادرها بدقة علمية. واوضح الخبراء ان طول مدة الوميض وبطء مساره يدعمان فرضية الاصل الصناعي، بخلاف الشهب الطبيعية الناتجة عن جسيمات المذنبات، التي تحترق في اقل من ثانية. واضافوا ان عملية الاحتراق الجزئي لهذه الاجسام في الطبقات العليا تمنحها مسارا اطول واشعاعا اشد، ما يجعلها مرئية على مسافات واسعة. وتشير وكالة الفضاء الاوروبية الى ان اكثر من 36 الف جسم كبير يدور حول الارض، كثير منها يدخل الغلاف الجوي بشكل غير متحكم فيه، محدثا عروضا ضوئية مبهرة لكنها تذكير بمخاطر النفايات الفضائية المتزايدة. ولم تكن هذه المرة الاولى التي تشهد فيها المنطقة عرضا سماويا لافتا، ففي اغسطس من العام الماضي رصدت كرة نارية مشابهة فوق مضيق جبل طارق، لكن مصدرها كان على الارجح نيزكا من زخات البرشاويات. اما الحدث الاخير فتميز بطول مدته وبطء مساره، وهو ما جعله اكثر وضوحا لمراقبيه. ويرى فلكيون ان شمال المغرب، بحكم موقعه على خط التقاء بين اوروبا وافريقيا وبالقرب من مسارات الاقمار الصناعية، يعد من المناطق المرشحة لمشاهدة مثل هذه الظواهر مستقبلا. كما ان السماء الصافية في الليالي الصيفية تمنح المراقبين فرصة اكبر لرصد المشاهد النادرة التي تذكر بعلاقة الارض بالفضاء المحيط بها.