يشهد العالم موجة متنامية من ما يعرف ب "الحركة المناهضة للهواتف الذكية"، حيث يتجه عدد متزايد من الأشخاص إلى التخلي عن أجهزتهم الحديثة لصالح ما يطلق عليه "الهواتف الغبية"، وهي أجهزة تقتصر وظائفها على المكالمات والرسائل النصية، بعيدا عن تطبيقات التواصل الاجتماعي والإشعارات المتواصلة. المستخدمون الذين تبنوا هذا التوجه يؤكدون أن الانتقال إلى هذه الهواتف البسيطة ساعدهم على تقليص وقت الشاشة بشكل ملحوظ، واستعادة أكثر من 14 ساعة أسبوعيا لممارسة أنشطة حياتية حقيقية. ويرون أن الخطوة لا تتعلق فقط بتغيير الجهاز، بل تمثل شكلا من أشكال "التمرد الرقمي" لاستعادة السيطرة على الوقت والانتباه. ويأتي هذا التحول في وقت تتزايد فيه التحذيرات من آثار "الإرهاق الرقمي" الذي تسببه الهواتف الذكية، بما تحمله من تدفق دائم للإشعارات والمحتويات المشتتة، ما يثير نقاشا واسعا حول مستقبل علاقة الإنسان بالتكنولوجيا. وبينما يعتبر البعض أن هذه الهواتف البسيطة لا يمكن أن تحل محل الأجهزة الذكية بشكل كامل، يرى آخرون أنها قد تمثل حلا مرحليا لاستعادة التوازن النفسي والاجتماعي أمام الضغوط الرقمية المتنامية.