فقد المشهد الإعلامي المغربي، اليوم السبت، واحدا من أبرز رواده، بوفاة الصحافي القدير سعيد الجديدي، أول مقدم لنشرات الأخبار باللغة الإسبانية على القناة الأولى، ومترجم بارز ترك بصمته في الأدب والإعلام. وجاء الإعلان عن وفاة الراحل عبر منشور على صفحة الفيسبوك للحسن بن علي الكتاني، رئيس رابطة علماء المغرب العربي، الذي وصفه ب"الصحفي البشوش الطيب المحافظ على عباداته"، كما نعاه الإعلامي عتيق بنشيكر بكلمات مؤثرة. وينحدر سعيد الجديدي من مدينة تطوان، حي عين خباز، وهناك تشكلت ملامح مساره الذي سيقوده لاحقا ليكون أحد الوجوه المألوفة في التلفزيون المغربي. فمنذ بداية السبعينيات وحتى 2007، ارتبط اسمه ببرنامج الأخبار Telediario، الذي شكل جسرا أساسيا لتواصل الناطقين بالإسبانية مع الإعلام الوطني. لم يتوقف أثر الجديدي عند حدود المغرب، بل لقي تكريما دوليا حين حصل سنة 2018 على وسام الاستحقاق من طرف إسبانيا، عربون تقدير لعطائه في تعزيز حضور اللغة الإسبانية على الشاشة المغربية. وقد جرى تسليم الوسام باسم ملك إسبانيا فيليب السادس من طرف السفير الإسباني بالرباط. بعيدا عن الشاشة، انشغل الراحل بالترجمة، حيث نقل إلى الإسبانية العديد من المؤلفات التراثية والدينية، مثل الشمائل المحمدية وحصن المسلم وصفة الصلاة لابن العثيمين، إلى جانب كتب أخرى لابن تيمية وابن أبي زيد القيرواني، هذه الأعمال ساهمت في إيصال الثقافة الإسلامية إلى جمهور واسع من القراء الناطقين بالإسبانية. برحيل سعيد الجديدي، يودع المغرب صوتا إعلاميا وأدبيا متميزا، أسهم لعقود في ترسيخ حضور اللغة الإسبانية داخل المشهد الإعلامي الوطني، وترك إرثا يخلد مسيرة من الالتزام والتميز. إنا لله وإنا إليه راجعون