نظمت السفارة الاسبانية، اول أمس الأربعاء 17 أكتوبر الجاري، حفلا لتسليم وسام الشرف من درجة الاستحقاق المدني للمملكة الإسبانية، الذي منح من قبل الملك الإسباني فيليبي السادس للإعلامي سعيد الجديدي على خدماته في تدعيم نشرة الأخبار الاسبانية بالتلفزة المغربية وبالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ودوره الرائد في نشر الثقافة الاسبانية.. والغريب في الأمر، أن القناة الأولى نسبت الوسام إلى نفسها والى صحفييها بمديرية الأخبار الحالية وتعمد مسؤولوها عدم ذكر صاحب الوسام سعيد الجديدي وهو ما يطرح بحدة مصداقية القناة الأولى والأخلاقيات المهنية لدى صحافييها ومسؤوليها.. مسؤولو القناة لم يتجشموا عناء استدعاء صاحب الفضل في هذا الوسام، وهو الصحافي المقتدر سعيد الجديدي، بل أكثر من ذلك فقد تعمدت القناة خلال الوقوف عند الحدث في نشراتها الإخبارية عدم ذكر اسم صاحب الاستحقاق وجاء في خبرها أن " فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تسلم، يوم الأربعاء 17 أكتوبر 2018، بإقامة سفير المملكة الإسبانية بالرباط، وسام الشرف من درجة الاستحقاق المدني للمملكة الإسبانية، الذي يمنح لأول مرة لمؤسسة من خارج إسبانيا من قبل الملك الإسباني فيليبي السادس." وأضافت القناة أنه تم "تسليم هذا الوسام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، من خلال شخص الرئيس المدير العام، من قبل سفير المملكة الإسبانية بالرباط، ريكاردو دينير هوشليتز رودريكيز، خلال حفل استقبال خاص نظم بالمناسبة، وحضره، علاوة على، محمد عياد، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، عدد من مسؤولي الشركة الوطنية، وأعضاء الطاقم الدبلوماسي لسفارة المملكة الإسبانية بالرباط." اخلاقيات المهنة ومبادئها تقتضي إعطاء كل ذي حق حقه، والحقيقة أن هذا الوسام لم يكن ليمنح لولا ما قام به سعيد الجديدي من مجهودات جبارة منذ أكثر من 30 سنة، وكل المغاربة يعرفون اسم الجديدي الذي اقترن بنشرات الاسبانية، وبالتالي فإن العرايشي كان حريا به ان يذكر اسم الجديدي بل إن استدعاء هذا الأخير وتكليفه بتسلم الوسام هو منطق الأشياء أخلاقيا ومهنيا وليس التطاول على هذا الاستحقاق وخطفه من صاحبه.. ومما زاد في استغراب المتتبعين لخبر القناة الأولى، هو ما جاء فيه من أن فاطمة البارودي، مديرة الأخبار بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أبرزت عن "فخر وسرور الفريق الصحافي والتقني المشرف على نشرة الأخبار باللغة الإسبانية في قناة "الأولى" بهذا التوشيح، والذي يدل على عمق العلاقات والروابط بين المغرب وإسبانيا، ويعكس وجود وعي كامل وتام بضرورة مواصلة تطوير هذه العلاقات والدفع بها إلى الأمام من خلال دعامة الإعلام."، دون ان يأتي ذكر اسم سعيد الجديدي صاحب الفضل في هذا الوسام، والذي ساهم بدرجة كبيرة في نشر الثقافة الاسبانية بالمغرب واستطاع من خلال طريقة إلقائه للنشرة الاسبانية من تحبيب هذه اللغة لملايين المغاربة، قبل أن تأتي البارودي اليوم ومعها الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، للظفر بهذا الشرف والكذب على المغاربة بأن من استحق هذا الوسام هي المؤسسة وليس الصحافي المقتدر سعيد الجديدي..