شرعت السلطات المغربية في تجهيز ست مدن كبرى تستعد لاحتضان مباريات كأس إفريقيا للأمم ابتداء من الشهر المقبل، عبر اعتماد منظومات مراقبة متطورة تعتمد على كاميرات عالية الدقة مزودة بتقنية التعرف على الوجه. وتشمل هذه العملية مدن الرباط والدار البيضاء وطنجة وفاس وأكادير ومراكش، التي تعرف في الأسابيع الأخيرة تنصيبا واسعا لكاميرات ذكية مخصصة لتعزيز الأمن وضمان انسياب حركية سكان وزوار هذه الحواضر خلال زمن المنافسة القارية. وتندرج هذه الإجراءات ضمن ترتيبات اللجنة التنظيمية المغربية الرامية الى توفير شروط أمنية ولوجستيكية تواكب حجم الحدث، الذي ينتظر ان يستقطب ملايين المتابعين عبر العالم وآلاف المشجعين من القارة الإفريقية ومن أوروبا القريبة جغرافيا. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الكاميرات الجديدة قادرة على رصد الاشخاص وتحديد هوياتهم بشكل مباشر، وهو ما من شأنه تسهيل ضبط المخالفات المرورية ومتابعة السلوكات غير القانونية بشكل فوري، من خلال ربطها بفرق أمنية خاصة تعمل على مدار الساعة. وتواكب هذه المنظومة تحديثات مؤسساتية شملت الارتقاء بالهيكلة التنظيمية لمصالح الأمن الوطني في عدد من المدن، من بينها تحويل مفوضية مطار الرباطسلا الى منطقة امنية، الى جانب تدشين مركز جديد للقيادة والتنسيق بمدينة اكادير، في خطوة تعزز قدرات الرصد والتدخل خلال فترة البطولة. وتواصل الفرق التقنية والامنية عمليات التجهيز والاختبار قبل الانطلاق الرسمي للحدث القاري، في وقت تراهن فيه المملكة على تقديم نسخة آمنة ومنظمة تعكس جاهزية مدنها وقدراتها في إدارة التظاهرات الكبرى.