تم الاحتفاء بالقفطان والموضة الراقية المغربية، بما يجسدانه من رمز للأناقة والمهارة المغربية، بمدينة إشبيلية خلال عرضين استثنائيين أقيما يومي الاثنين والأربعاء بجناح الحسن الثاني، حيث جرى تسليط الضوء على غنى التراث المغربي في مجال الأزياء وعلى الموهبة الفريدة لصناعه التقليديين المهرة. ومكن هذا الموعد، الذي نظم في إطار الأسبوع الثقافي "We Love Morocco" بمبادرة من مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ثلة من المصممين المغاربة من إبراز جمالية القفطان المغربي باعتباره قطعة أساسية في هوية اللباس المغربي. كما أتاح هذا الحدث، المنظم بشراكة مع غرفة الصناعة التقليدية في الرباط – سلا – القنيطرة ومقاطعة الأندلس، للجمهور فرصة الاطلاع عن قرب على براعة الحرفيين المتميزين واكتشاف أحدث إبداعات المصممين المغاربة، التي تتميز بالرقي وتمتح من من الإرث العريق للمملكة. وجرى عرض مجموعة غنية من التصاميم الفاخرة المزدانة بشكل بديع – من تطريزات دقيقة، ومخمل فاخر، وحرير ثمين، وتصاميم تقليدية، وأحجار كريمة– وذلك بحضور مستشار صاحب الجلالة الملك، أندري أزولاي، وسفيرة المغرب بإسبانيا، كريمة بنيعيش، ونائبة وزيرة الثقافة والرياضة بالأندلس، ماكارينا أونيل، والمديرة العامة لمؤسسة الثقافات الثلاث، مار أهوماتا سانتشيز، والقنصل العام للمملكة في إشبيلية، دنيا دليرو. ولم يكن الحدث مجرد عرض أزياء فحسب، بل شكل تكريما حيا للتراث المغربي، فكل قفطان، هو قطعة نسيج متفردة أبدعتها أنامل مغربية بحرفية متوارثة عبر الأجيال، يروي قصة من القصص: من تقاليد فاس، والبروكار الأندلسي، وحرفية الصناع التقليديين اليهود في الملاح، ومن الأزياء الصحراوية، والألبسة الأمازيغية ذات الألوان الزاهية. وتعكس التقنيات الرفيعة – كالتطريز اليدوي بالأحجار والترتر والخيوط الذهبية، و"زواق المعلم" و"البيرلاج"، و"السفيفة" – عالما متفردا تلتقي فيه الأناقة بالروحانية والهوية الثقافية. وقد قدم مصممون مغاربة مرموقون – هند لمطيري، إيمان تدلاوي، فاطمة الزهراء خان، هدى لاريني، ليلى الحديوي، وياسين مرابط – قطعا إبداعية وأعمال فنية حقيقة، نالت إعجاب جمهور واسع من مهنيي الموضة الراقية وعشاق القفطان المغربي الذي تجاوزت شهرته الحدود. وبهذه المناسبة، أكدت المديرة العامة لمؤسسة الثقافات الثلاث في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بصفته حدثا بارزا ضمن برنامج "We Love Morocco"، فقد أبرز هذا العرض المزدوج "إتقان ورقي الإبداعات المغربية، باعتبارها انعكاسا لثقافة عريقة وحرفية متجذرة". وأضافت أن الحدث يشكل "فرصة لتعريف الجمهور الإشبيلي بقفطان يحمل في طياته الهوية والتقاليد والحداثة، ويرمز لموهبة إبداعية لا مثيل لها". ومن جانبها، أعربت نائبة وزيرة الثقافة بالأندلس عن انبهارها "بجمال وأناقة تراث الزي العريق" وب"البراعة اللافتة للصناع التقليديين والمصممين المغاربة". وتابعت قائلة: "الأزياء التي شاهدناها اليوم، بتطريزاتها الدقيقة، وأنسجتها الغنية، وحرفيتها المتقنة، تنقل التقاليد والهوية… لقد كانت رائعة"، مضيفة أن هذه الإبداعات تعكس "المغرب الحديث، الذي يشهد تطورا متواصلا، لكنه يظل وفيا لجوهره". وتعد تظاهرة "We Love Morocco"، التي تنظمها مؤسسة الثقافات الثلاث كل سنة بالتعاون مع عدة فاعلين مؤسساتيين، منصة متميزة لإشعاع صورة المغرب من خلال برمجة ثقافية غنية ومتنوعة، تهدف إلى تسليط الضوء على التنوع الثقافي للمملكة وتعزيز جسور التواصل بين ضفتي المتوسط.