تواصل الشقق الفاخرة في طنجة تسجيل معدلات حجز استثنائية خلال نونبر الجاري، متحدية الركود الموسمي الذي يضرب غالبية العقارات في سوق الإيجار قصير الأمد بالمدينة. وكشفت بيانات حديثة لمنصة "أير روي" المتخصصة في تحليل الأسواق العقارية، أن الوحدات المصنفة ضمن "أفضل 10 بالمئة" حافظت على معدلات إشغال تجاوزت 77 بالمئة، في وقت انهار فيه معدل الإشغال العام بالمدينة إلى 33.8 بالمئة. وأظهر التقرير، الذي شمل أكثر من 2400 وحدة سكنية، أن فئة "أفضل 25 بالمئة" من العقارات سجلت بدورها أداء متميزا بمعدل إشغال قارب 60 بالمئة، بينما تعاني الشقق العادية من شح حاد في الطلب. ويعزز هذا التفاوت الحاد فرضية أن الجودة العالية والموقع الاستراتيجي يشكلان "درعا واقيا" للاستثمارات العقارية ضد تقلبات المواسم، في وقت تراجع فيه متوسط الدخل الشهري للوحدة العادية إلى نحو 780 دولاراً. ويربط مراقبون هذا الإقبال المستمر على العقارات الفاخرة بتنامي جاذبية طنجة لدى فئات ميسورة، بينها "الرحل الرقميون" والمغاربة المقيمون بالخارج الباحثون عن مقر شتوي راقٍ بعيداً عن صخب السياحة الصيفية. وتكشف البيانات أن 33.5 بالمئة من الحجوزات تتجاوز مدتها 30 يوماً، ما يشير إلى تحول طنجة من مجرد وجهة عبور إلى مقصد للإقامات الطويلة لدى شريحة قادرة على دفع أسعار مرتفعة مقابل جودة استثنائية.