تعزز العرض التربوي والاجتماعي في عمالة طنجة-أصيلة، الثلاثاء، بتسليم مفاتيح سبع حافلات جديدة، في خطوة تهدف أساسا إلى دعم التمدرس في المناطق القروية، وتسهيل تنقل الفئات الاجتماعية الهشة، وذلك ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المرصودة لعام 2025. وتتوزع المركبات الجديدة، التي تم تسليمها بحضور والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة يونس التازي، بين خمس حافلات مخصصة للنقل المدرسي في الوسط القروي، ومركبتين لدعم الجمعيات الناشطة في مجال الرعاية الاجتماعية. وستتولى شركة التنمية الإقليمية "طريق المعرفة" إدارة الحافلات المدرسية الخمس لتأمين تنقل تلاميذ جماعات قروية تشمل دار الشاوي وحجر النحل وحد الغربية وسيدي اليماني. ويشكل هذا التوسع في الأسطول دعامة محورية لتقليص الفوارق المجالية بين الوسطين الحضري والقروي، حيث تسمح هذه الآلية اللوجستية بتأمين ظروف تمدرس مستقرة ومحفزة لآلاف التلاميذ، مما يضمن لهم حق الوصول إلى المؤسسات التعليمية بيسر، ويعزز مؤشرات الاستقرار الدراسي، خاصة في صفوف الفتيات القرويات. وفي شق الرعاية الاجتماعية، خصصت المبادرة حافلة لفائدة "العصبة المغربية لحماية الطفولة" لخدمة الأطفال بمركز "للا فاطمة الزهراء"، بينما منحت الحافلة الثانية ل"جمعية الأمل لأطفال التوحد" لتسهيل نقل المستفيدين الذين تتجاوز أعمارهم 18 عاما إلى مركزهم بحي بوخالف. وتندرج عملية تجهيز هذه الجمعيات ضمن استراتيجية تهدف إلى الرفع من جودة الخدمات الاجتماعية المقدمة، إذ تتيح هذه المركبات للفاعلين المدنيين إمكانيات أكبر للتحرك وتنظيم الأنشطة المدمجة، مما يحول العمل الاجتماعي من طابع الرعاية التقليدية إلى مواكبة نشطة تدمج الفئات المستهدفة، سواء الأطفال أو الشباب، في الدينامية العامة للمدينة. وأفاد طارق بولعشري، مسؤول الاستغلال في شركة "طريق المعرفة"، أن هذه الدفعة الجديدة سترفع إجمالي أسطول النقل المدرسي بالمنطقة، مشيرا إلى أن الشركة تدبر حاليا 76 حافلة تقدم خدماتها لنحو 7600 تلميذ وتلميذة. ويراهن القائمون على الشأن المحلي على نموذج "شركة التنمية الإقليمية" هذا لضمان استدامة المرفق الحيوي واحترافيته، حيث يقدم حلا تنظيميا يضمن الصيانة المستمرة وانتظام الخدمة لهذا العدد الكبير من المستفيدين، وهو ما يجعل من تجربة النقل المدرسي في المنطقة نموذجا قابلا للقياس والتطوير لمواكبة التوسع العمراني والديمغرافي للإقليم.