عود على ما سلف.. كنا قد أشرنا في الأسبوع الماضي إلى أن الاتحاد المغربي للشغل بمدينة العجب العجاب بصدد اجتياز، وربما لأول مرة، اختباراً عسيراً في مادة الديمقراطية الداخلية.. وكان حكمنا مبنياً للمعلوم على اللائحة العجيبة الموسومة، تعسفاً، باللجنة الإدارية المشكلة، في الخيال، عقب المؤتمر الذي لفقت له "النيمرا 10" بالقوة، وكأن التاريخ قفز مع القافزين على أعداد مربعة ومكعبة، أين منها تكعيب كعب الغزال (الغزال هنا على سبيل الاستعارة والمرح، فقط).. أما حكمنا بإقرار صيغة التصعيد وخياره، فناتج عن استقراء واقع الحال، ليس إلا: - أول هام: إلى حدود كتابة هذه السطور، لا زالت (اللجنة التحضيرية للمؤتمر) تصعد وتهبط على إيقاع التسويف الذي يعزفه الكاتب العام ويطبل له المقرر.. لم يتمكن أعضاء اللجنة من الحصول على الوثائق الضرورة التي تمكن من الإعداد الجيد والسليم للمؤتمر، ومن أهمها: القانون الأساسي والمقرر التنظيمي السابق ولوائح المكاتب النقابية للقطاعات المنضوية مع بيان عدد المنخرطين في كل قطاع وإثبات ذلك بكشوف بنكية تؤكد أداء واجبات الانخراط، ومنه يتم تحديد عدد المؤتمرين الممثلين لكل قطاع... - ثانياً: بعض القطاعات لم يتم إشراكها في اللجنة التحضيرية واللجينات المتفرعة عنها.. حتى أن الزميل المختار الرمشي عن قطاع الصحافة، وجه نقداً لاذعاً لمن تبقى من المكتب المحلي، وذلك خلال لقاء عابر مع ممثلي الأمانة الوطنية.. - ثالثاً: إحضار مجموعة من متقاعدي و(متقاعسي) أمانديس في محاولة لإيهام أعضاء الأمانة العامة للاتحاد بأن الكاتب العام (المتقاعد هو الآخر) بأنه لا يزال يمسك بلجام أحد القطاعات الحيوية ذات الدور الحاسم في مثل هذه المعارك.. الأمر الذي اضطر المكتب النقابي الحالي إلى أن يحشد حشوده إلى مقر الاتحاد الجهوي في إنزال أربك جميع الحسابات، خاصة التخريجة التي جاءت بالأبيض والأسود والمتمثلة في الإبداع الجديد الذي جادت به القرائح البالية التي لم يأكل عليه الدهر ويشرب كما يقال، وإنما هي التي خنفرت عليه وعبّت منه حتى انتفخت منها البطون.. التخريجة، حتى لا نتوه بعيداً، تمثل في خلق قيسرياً (مكتب نقابي ) مشكل كلياً من متقاعدين، مع العلم أن للمتقاعدين هيأتهم الموازية للنقابة ومؤتمرهم الخاص بهم، كمنظمة أو هيئة أو جمعية أو رابطة أو عصبة أو ما إلى ذلك، أما النقابة فمن الواضح أنها تتطلب أجراء ومشغل وأجر.. نخشى أن نفاجأ غداً بتأسيس "نقابة" للورثة، لكي يستمر كل ذي منصب نقابي في منصبه، إلى يوم البعث.. سيناريو أولي: بعد أن كال نقابيو أمانديس للكاتب العام (كاتب قطاعهم السابق) الضربات الثقيلة فوق الحزام وتحته، أمام أعضاء الأمانة الوطنية، في لقاء غاب عنه جسدياً واكتفى بعيونه النقالة فقط في تتبع أشواطه المثيرة، أصبحت حظوظه في الاستمرار على كرسي الزعامة ضئيلة، حتى أن المركز، تفيد مصادر موثوق في صدقيتها، تروم هذا المنحى تجنباً للتصعيد الوارد.. وأمام هذا المعطى، من المتوقع أن يدفع ما تبقى من الكتلة القديمة المتآكلة في اتجاه ترشيح مصطفى بوقرطاس، غير أن ما يعيبه، حسب تيار الموجة الجديدة هو ولاؤه الدائم للكاتب القديم وسدنته.. ومن الأسماء التي ورد اسمها في الأخبار، علي عبد الصادق عن قطاع الأبناك وبوجمعة عن قطاع الصحة، إلا أنهما لما يضعا القدمين معاً على أرضية الجبهة المطالبة بالتغيير وظلا منشطرين نصفين كالساندويتش.. وهناك تيار آخر لا يمكن إسقاطه من أي حساب وهو تيار التوجه الديمقراطي.. وتبقى حظوظ جبهة التغيير أوفر بالنظر إلى أهمية القطاعات التي تمثلها، هذا إذا لم يتم اللعب بالأوراق التي ظلت إلى الآن غير مكشوفة أمام اللجنة التحضيرية.. الأيام القليلة المقبلة حبلى بالجديد والمفاجآت.. وموعدنا يتجدد بحول الله. - نلتقي