همسات في آذان المقبلين على الزّواج

إلَى الواقفينَ علَى عَتَبَةِ الزّمَنِ .. بِثُغُور بَاسِمَة .. مُستقبلِينَ ربيعَ حَياتِهمُ الدَّافِئِ المُزهِر.
إلَى طَارِقِي بابِ الزّواج ..
إنَّ الخيرَ كُلَّ الخَيرِ مَا أقدَمْتُمْ عليهِ .. كيف لَا ؟؟ .. وقدْ وَافَقْتُمْ سُنَّةَ اللهِ التِي فَطَرَ النّاسَ عليها .
فالزّواجُ رِباطٌكَرَّمَ اللهُتعالى به الانسانَ عَن غَيرهِ مِن الخلائِق..رباطٌ تَتَلَاحَمُ فيهِ النّفوسُ وتتّحِدُ فيه الأفئِدَة ..
رباط مقدّس بينَ رُوحَيْنِ تَجمعُهُمَا المَوَدّةُ والسّكينةُ والأُلْفَة , وِفْقَ مَنْهج ربَّانِيّ .. يجعلُ مِنَ الحياةِ الزّوجيَّةِ عِبَادَة يتقرَّبُ العِبَادُ بِهَا إليهِ تعالَى .. يَنشُدُونَ بهَا العَفَافَ وَالكَمَال .
فالزَّواجُ عِبَادَة سَنَّهَا اللهُ عزّ وَجَلَّ تَحْصِينا لِّلإِنسَانِيَّةِ مِن أدْرَانِ العَشْوَائيّةِ فِي العَلَاقَاتِ العَاطِفِيَّة ومُتَطَلَّبَاتِ الغريزةِ الجَسَدِيَّةِ لِلإنسَان .. فَلَا حَصَانَةَ لِلإنسَانِ وَلَا رَقَاءَ إلاّ بِاتِّبَاعِ مَنهَجِ اللهِ تعالَى فِي صِيَانَةِ النّفسِ وإكْرَامِهَا ..
*********************************
إلَى كُلِّ شَابٍّ طَرَقَ بابَ الزّواج ..
اِعلَمْ أنّكَ حِينَ أخذتَ يَدَ الفتَاةِ مِن بَيْتِ أهْلِهَابِميثاقٍ وَعَهْدٍ غَلِيظَيْنِ, كَانَ لِزَامًا عَلَيكَ أن تُحْسِنَ إليهَا وَتُكْرِمَهَا , وتُرَاعِيَ حقَّ اللهِ فيها .
اِجْعَلْ هَمَّكَ فِي الحياةِ بَعْدَ رِضَا اللهِ وَوَالِدَيْكَ إرْضَاءَهَا ..
واجْتَهِدْ طَاقَتَكَ أن تَرْسُمَ البَسْمَةَ عَلَى مُحَيَّاهَا أَيًّا كانَتْ ظُرُوفُ الحياةِ وَتَقَلّبَاتُهَا ..
وَلَا تَبْخَلْ عَلَيْهَا بِثَمِينٍ قَدْرَ اسْتِطَاعَتِكَ .. فَخَيْرُ المَالِ مَا أنفقتَهُ عَلَى أهْلِكَ.
اِجْعَلْهَا مَخْبَأَ سِرِّك .. وَرِفِيقَةَ دَرْبِك .. وَصَاحِبَتَكَ فِي سَفَرِ الحَيَاة .
وَاعْلَمْ أنَّ الصِّدْقَ وَالوَفَاءَ وَلِينَ الجَانِبِ وَحَلَاوَةَ المَنْطِقِ وَحُسْنَ الخُلُقِ سُبُلٌ تُوصِلُكَ إلَى نَعِيمِ الحياةِ وسُكُونِهَا .. وتَرْفَعُ مَنزلتكَ عندَزوجِكَ أعْلَى الدَّرَجَات , وَتَشُدُّ مِن ربَاطِ المَوَدَّةِ مَا تَسْتَقِيمُ بهِ الحَيَاة .....
كُنْ رَاسِمَ بَسْمَتِهَا .. مَاسِحَ دَمْعَتِهَا ..
كُنْ قَمَرَهَا إذَا غَابْتْ يَوْمًا شَمْسُهَا ..
مِنْ أجْلِهَا .. كُنْ صَدِيقًا صالِحًا .. أبًا .. أخًا .. شَاعرًا .. فَارسًا .. سَنَدًا .
رَضِيَتْ بكَ زَوْجًا لهَا رَغْبَةً فِيكِ .. فَأَرِهَا مِنكَ مَا يُثْلِجُ نَفْسَهَا وَيُرْضِي خَاطِرَهَا .. وَيُقِرُّ عَيْنَهَا.
إلَى كُلِّ فَتَاةٍ صَارَتْ إلَى كَنَفِ زَوْجِهَا ..
اِعْلَمِي أنَّ الحَيَاةَ مَدٌّ وَجَزْر .. أَخْذٌ وَعَطَاء .. وَأنَّهَا سَاعَات وَتَمْضِي ..
وَأنَّ ذَاكَ الشَّابَ مَا أخَذَكِ إلاَّ رَغْبَةً فِي وصْلِكِ وَالتَّنَّعُمِ فِي ظِلِّ صُحْبَتِكِ وَمَوَدَّتِك ..
فَكُونِي لَهُ صَاحِبَة مخْلِصَة .. يَكُنْ لَكِ عَاشِقًا وَلِهًا ..
وَرَاعِ حَقَّ اللهِ فِيهِ .. تَجِدِي اللهَ كَرِيما مُّنْعِمًا .
كُونِي ابْتِسَامَتَهُ .. رَاحَتَهُ .. عِطْرَهُ .. نَفَسَهُ الذِي يَحْيَى بِه .
كُونِي صَبُورَةً حَلِيمَة .. قَانِعَةً خَجُولَة .. رَاضِيَة بِقِسْمَةِ العَدْلِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى .
وَاعْلَمِي أنَّ سَعَادَةَ المَرْءِ تَنبُعُ مِن سُوَيْدَاءِ القَلبِ لَا مِن بَرِيقِ الذَّهَبِ وَ عُلُوِّ البُنْيَان ..
فَكَم مِّنْ غَنِيٍّ غَدَى فَقِيرًا فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ أوْ أقَلَّ مِنْهَا .
وَالحَقُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَد – وَهُوَ أصْدَقُ الوَاعِدِينَ– ( إن يَّكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ).
كُونِي مِرْآتَهُ التِي يَرَى بِهَا مَحَاسِنَهُ قَبْلَ عُيُوبِهِ .. كُونِي الدَّاعِمَةَ النَّاصِحَة .. كُونِي السَّنَد .
كُونِي المُبَشِّرَةَ المُتَفَائِلَة البَاسِمَة .. كُونِي دَمْعَتَهُ فِي حُزْنِهِإذَا نَزلَ البَلَاء .
كُونِي أنْتِ أنْتِ .. لَا تَضَعِي لِشَخْصِيَّتِكِ مَسَاحِيقَ التَّجْمِيل .
فَمَا اخْتَارَكِ مِن بَيْنِ نِسَاءِ الكَوْنِ إلاّ لِرَغْبَة صَادِقَة فِيكِ .. لَا فِي سِوَاك .
************************************
إليكُمْ مَعْشَرَ الشّباب ..
إنَّ عُشَّ الزَّوْجِيَّةِ لَا يَسْتَقِرُّ لهُ حَالٌ إلاّ إذَا قَامَ عَلَى أعْمِدَةٍ ثَلَاث ..
السَّكَنُ ( سَكَنُ النّفسِ والرُّوحِ والبَدَن ) , وَالمَوَدَّةُ , والرَّحْمَة .
قالَ تَعَالَى ( وَمِن آيَاتِهِ أنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أنفُسِكُمْ أزْوَاجا لِّتَسْكُنُوا إليهَا وَجعَلَ بينَكُم مَّوَدَّة وَّرَحْمَة , إنَّ فِي ذَلكَ لآيات لِّقَوْم يَّتَفَكَّرُونَ ).

باركَ الله لكُم .. وباركَ عليكُم .. وجمعَ بينكُم في خَير .