طنجة 24 - السعيد قدري* : وجدت عناصر الشرطة القضائية ومختلف الأجهزة الأمنية بمدينة طنجة قبل أيام نفسها أمام قضية غريبة حسب ما أوردته مصادرنا ، وتتعلق بالطريقة التي كشفت من خلالها سيدة كانت تعمل كعاملة نظافة بإحدى الثكنات العسكرية نواحي مدينة القنيطرة والتي استطاعت بعد قضاءها لأزيد من 18 سنة بنفس الثكنة معرفة تفاصيل دقيقة مكنتها من النصب على عشرات الضحايا بمختلف أنحاء المغرب مستعينة بذلك على عدد من الأفراد والذين شكلوا معها عصابة خطيرة استولوا خلالها على ملايين السنتيمات. وبالرغم من تستر السلطات الأمنية بولاية امن طنجة عن كشف المزيد من التفاصيل الخطيرة ذات حساسية خاصة، إلا أن المعلومات التي حصلت عليها "الخبر" تشير أن القضية شكلت صدمة قوية لعدد من رجال الأمن وعناصر الاستعلامات الذين حققوا لساعات مع المتهمة الرئيسية في هذه القضية المثيرة والتي أجلت استئنافية طنجة النظر فيها إلى غاية يوم 19 شتنبر القادم بعد انتهاء مصالح الأمن من تحقيقاتها العميقة وإحالة المعنية على أنظار الوكيل العام للملك نهاية الأسبوع الماضي . وفي تفاصيل هذا الحادث الفريد من نوعه، قالت مصادر أمنية، أن الحظ وحده كان السبب في إيقاف المتهمة والتي تدعى " سميرة . ز" البالغة من العمر45 سنة والتي اختارت اسما آخر" سميرة العلوي" من دوار الكريعات نواحي مدينة القنيطرة، وذلك حينما وصل احد الأشخاص لقضاء بعض الأغراض بإحدى الدوائر الأمنية بحي بني مكادة بطنجة، وبعد أن شاهد المتهمة سارع على الفور إلى تقديم شكاية عاجلة لبعض العناصر الأمنية المتواجدة بالدائرة الأمنية مشيرا إلى كونه سبق وان وضع شكاية في الموضوع قبل أشهر كشف من خلاله إلى أن الماثلة أمامه بعد أن ألقت عناصر الأمن القبض عليها كانت قد وعدته بالتدخل لدى شخصية معروفة قصد تمكنه من عمل قار بعد أن قدم لها مبلغ مالي هام ، العناصر الأمنية استمعت إلى الشاهد والذي كشف إلى أن السيدة هي التي تدعى "سميرة العلوي" ، وأمام إصرار الشخص على أقواله، أحالت مصالح امن الدائرة المتهمة على أنظار عناصر الشرطة القضائية والتي تمكنت من إيقافها ووضعها تحت الحراسة النظرية بعد توصلها بمعلومات تشير إلى كونها محط العديد من الشكايات بمختلف مدن المملكة ومن بينها على الخصوص شكايات مباشرة منذ سنوات بمدينة القنيطرة قدمها العشرات من الضحايا والذين أكدوا أنهم تعرضوا للنصب والاحتيال من لدن سيدة معروفة باسم "سميرة العلوي". وحسب المعلومات التي حصلت عليها الجريدة، فان المتهمة استغلت قضاءها لأزيد من 18 سنة بإحدى الثكنات العسكرية ضواحي مدينة القنيطرة، لمعرفة جميع الطرق التي سهلت عليها مهمة عملية النصب والاحتيال، حيث كشفت التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية بولاية امن طنجة، إلى كون المتهمة الرئيسية والتي ترأس شبكة خاصة من الأفراد يشكلون عصابة منتشرين بعدد من المدن خصوصا الشمالية منها من اجل استمالة عدد من الأشخاص الباحثين عن العمل في سلكي الشرطة والدرك الملكي أو قضاء أغراض خاصة. وتشير المعلومات الواردة إلى كون المتهمة بدأت عملياتها في النصب والاحتيال،بعد أن أكدت لعدد من سكان دوار الركيعات بالقنيطرة إلى كونها "كولونيل" بالقوات المسلحة الملكية، وساعدها على حمل صفتها المزورة ،ولوجها كل يوم إلى داخل الثكنة العسكرية، إلى جانب معرفتها أسماء عدد من ضباط وضباط الصف وكذا بعض الجنرالات الذين كانوا يتوافدون على الثكنة . مصادرنا أشارت في نفس السياق إلى أن "الكولونيل المزورة" قامت بعمليات نصب واستطاعت نيل المزيد من الثقة بعد ادعاءها أن اسمها الحقيقي "سميرة العلوي" أي أنها لها صلة بالأسرة العلوية ، حث كانت تتنقل بين عدد من المدن خصوصا بالشمال على مثن سيارة أجرة بالمجان وقد حصلت بحسب مصادرنا على مبلغ مالي فاق 4 مليون سنتيم خلال آخر عملية نصب قامت بها قبل أسابيع وكان الضحية من نواحي مدينة وجدة.