عاد الشيخ إلى صبيته! وقال بأنه سيزوجها مجددا، على ذمة الإصلاح الدستوري القادم. الشيخ المغراوي، الذي كان غائبا في السعودية، احتجاجا على ما اقترفته فتواه بتزويج الفتيات اللواتي في عمر التسع سنوات، قال إنه لم يعد مسموحا «بالظلم والاستبداد» في المغرب، لكن يبدو أن المسموح به هو اغتصاب الطفلات الصغيرات. وهو اغتصاب باسم الله الرحمان الرحيم لطفلات في عمر المدرسة الابتدائية. لقد أصبحت عودة المغراوي إلى هلوساته حدثا سياسيا وإعلاميا في بلاد ما بعد 20 فبراير.
ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن قيم كونية ومتعارف عليها دوليا، جاء إلى قيمه المتعارف عليها جاهليا، لكي يعزز صفوف الدفاع عن الإسلام في المغرب. لقد كتب المغراوي قرآنا جديدا وهو يضيف إليه ما ليس فيه. فقد صرح ليومية «المساء» بأنه «لن يتنازل عن فتواه الخاصة بتزويج القاصرات، حتى تمحى من كتاب الله». عن أي كتاب يتحدث هذا الرجل؟ هل أصبحت فتواه تدخل إلى النص القرآني بمجرد أن ينطق بها، ويذهب إلى السعودية، كما لو أن هناك مكتبا لحقوق التأليف في مكة يمكنه من الزيادة في الكتاب المنزل؟ ما قاله الفقيه خطير للغاية، وعلى العلماء، الذين يعتبرون أن من حقهم الرد على «الفساد العقدي» أن يقولوا رأيهم قبل أن يتحدثوا عن إصلاح الدستور!! الرجل الذي سمح لنفسه بتدوين فتواه في كتاب الله، يتكلم في المقابل عن «المغرب كبلد إسلامي» لا يسمح فيه المغراوي بأي «بند يحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله». وماذا نقول عمن يحرف الكلم عن مواضعه! وماذا نقول عمن يريد دينا حنيفا وتعاليم سماوية؟ السيد المغراوي غدا سيخرج إلى الشارع كما يتوهم لكي يتبعه المغاربة إلى ..بيت العروسة الصغيرة، بعد أن تكون قد غادرت القسم في الابتدائي الثالث!! وسيتبعونه لأنه اكتشف، بحول الله وقوته، أن على المسؤولين أن يستفيدوا من الأحداث الجارية.. وبمعنى آخر إذا سقط بنعلي وسالت الدماء في سوريا، فذلك مبرر معقول وتاريخي لكي يتزوج هو بطفلة في عمر الكتاتيب القرآنية التي يفتحها. علينا أن نتساءل بالفعل عما كان يفعله في هذه الكتاتيب وما إذا كان يفكر في تحويلها إلى شركات لترتيب الزواج بالطفلات الصغيرات؟ والذي يعتبر أن فتواه من النص القرآني الكريم، لا يعتقد بأن دور القرآن مكان مناسب لكي يكون كاتدرائية لتزويج القاصرات. ومع ذلك فمثل الشيخ المغراوي يتحدث عن مغرب جديد وصفحة جديدة في البلاد بعد خطاب الملك يوم 9 مارس!!