سيام 2024.. فتح سوق الاتحاد الأوروبي أمام واردات العسل المغربي    المالية العمومية: النشرة الشهرية للخزينة العامة للمملكة في خمس نقاط رئيسية    تتويج المغربي إلياس حجري بلقب القارىء العالمي لتلاوة القرآن الكريم    مكناس .. تتويج 12 زيت زيتون من أربع جهات برسم النسخة 14 للمباراة الوطنية    رسميا.. الجزائر تنسحب من البطولة العربية لكرة اليد المقامة بالمغرب    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    المغرب يصدر 2905 تراخيص لزراعة وإنتاج القنب الهندي إلى غاية أبريل الجاري    الوكالة الوطنية للغابات تخرج عن صمتها بخصوص ظهور "القط الأنمر" في إحدى غابات طنجة    بحر طنجة يلفظ جثة شاب غرق خلال محاولته التسلل إلى عبارة مسافرين نحو أوروبا    غدا تنطلق أشغال المؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال    الفروع ترفع رقم معاملات "اتصالات المغرب"    مطار مراكش المنارة الدولي .. ارتفاع حركة النقل الجوي خلال الربع الأول    ارتفاع أرباح اتصالات المغرب إلى 1.52 مليار درهم (+0.5%) بنهاية الربع الأول 2024    تظاهرات تدعم غزة تغزو جامعات أمريكية    توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس    هذا الكتاب أنقذني من الموت!    سيمو السدراتي يعلن الاعتزال    المعرض المحلي للكتاب يجذب جمهور العرائش    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    14 ألف مواطن إسباني يقيمون بالمغرب    تحويل الرأسمالية بالاقتصاد اليساري الجديد    بسبب تعديلات مدونة الأسرة.. البرلمانية اليسارية التامني تتعرض لحملة "ممنهجة للارهاب الفكري"وحزبها يحشد محاميه للذهاب إلى القضاء    تأملات الجاحظ حول الترجمة: وليس الحائك كالبزاز    حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية "لا شيء يعجبني…" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط بالقنيطرة    مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. الفنان الفرنساوي باسكال سافر بالجمهور فرحلة روحية    نجم مغربي يضع الزمالك المصري في أزمة حقيقية    بوغطاط المغربي | محمد حاجب يهدد بالعودة إلى درب الإرهاب ويتوّعد بتفجير رأس كل من "يهاجمه".. وما السر وراء تحالفه مع "البوليساريو"؟؟    الدراجات النارية وحوادث السير بالمدن المغربية    عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش الاسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر من نتانياهو    واشنطن طلبات من إسرائيل تعطي إجابات بخصوص "المقابر الجماعية" ف غزة    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    بطولة فرنسا: موناكو يفوز على ليل ويؤجل تتويج باريس سان جرمان    الصين تكشف عن مهام مهمة الفضاء المأهولة "شنتشو-18"    الولايات المتحدة.. أرباح "ميتا" تتجاوز التوقعات خلال الربع الأول    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    أخنوش: الربط بين التساقطات المطرية ونجاح السياسات العمومية "غير مقبول"    بني ملال…تعزيز البنية التحتية الرياضية ومواصلة تأهيل الطرقات والأحياء بالمدينة    المنتخب المغربي ينهزم أمام مصر – بطولة اتحاد شمال إفريقيا    المنتخب المغربي لأقل من 18 سنة يفوز على غواتيمالا بالضربات الترجيحية    ما هو سيناريو رون آراد الذي حذر منه أبو عبيدة؟    تعزيز التعاون الفلاحي محور مباحثات صديقي مع نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي    أخرباش تشيد بوجاهة القرار الأممي بشأن الذكاء الاصطناعي الذي جاء بمبادرة من المغرب والولايات المتحدة    الرئيس الموريتاني يترشح لولاية ثانية    نور الدين مفتاح يكتب: العمائم الإيرانية والغمائم العربية    كأس إيطاليا لكرة القدم.. أتالانتا يبلغ النهائي بفوزه على ضيفه فيورنتينا (4-1)    رابطة للطفولة تعرب عن قلقها من التركيز المبالغ فيه على محور التربية الجنسية والصحة الإنجابية للمراهق في دورة تكوين الأطر    جنايات أكادير تصدر حكمها في ملف "تصفية أمين تشاريز"    عاجل.. كأس إفريقيا 2025 بالمغرب سيتم تأجيلها    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    الفوائد الصحية للبروكلي .. كنز من المعادن والفيتامينات    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون        كلمة : الأغلبية والمناصب أولا !    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أي قانون لمستقبل الصحافة الإلكترونية بالمغرب ؟
نشر في تازة اليوم وغدا يوم 03 - 03 - 2012


أي قانون لمستقبل الصحافة الإلكترونية بالمغرب ؟
عبده حقي
يعرف المشهد الإعلامي المغربي بكل أسناده التقليدية والحديثة عدة تحولات بنيوية متسارعة فرضتها الثورة العارمة التي تعتمل في مجال تكنولوجيا المعلوميات والتواصل ، هاته الثورة التي هبت على الفضاء الصحفي والإعلامي بشكل عام منذ مطلع تسعينات القرن الماضي التي عرفت انتقال الفضائيات من البث التناظري إلى البث الرقمي ، ومن اللاقط الهوائي إلى الصحون المقعرة ثم إلى تناسل العديد من الفضائيات العالمية التي سيطرت على الحقل الإعلامي وهيمنت على موارد ومصادرالمعلومات السياسية والإقتصادية والثقافية والفنية والرياضية ...
وبلادنا بمراهنتها منذ فجرالإستقلال على التعدد والإنفتاح الثقافي والإعلامي والفني قد جعلت من مجالها الإعلامي على ندرة وسائطه المرئية والمسموعة والمكتوبة منفتحا على مختلف المنابرالإعلامية العربية والدولية ، مما حتم على الدولة التفكيرفي إمكانية تحريرهذا القطاع لكن بجرعات معدودة ومحسوبة إنطلقت منذ سنة 1980 بإطلاق إذاعة ميدي 1 ثم قناة 2M الخاصة في 4 مارس 1989.
لكن مع الإنفجارالكبيرالذي عرفته الشبكة العنكبوتية أواخرالقرن العشرين وغزوها للعديد من قنوات التواصل الإفتراضي بتطويرها لأدوات تواصل حديثة إلكترونية ومرقمنة ثم الإنتشارالهائل للحواسيب الشخصية المكتبية والمحمولة كل هذا التطورالإلكتروني قد أدى إلى زلزلة إعلامية وتواصلية كان لابد أن تفرز مشهدا إعلاميا جديدا موسوما بتراجع أسناد وصعود أخرى أكثرتحديثا وأقوى استعدادا لمواكبة سرعة الأحداث والعمل على تحيينها اللحظي ، مما أثرفي هدم الكثيرمن تقاليد التلقي التي رسخها الإعلام التقليدي بمختلف وجوهه المرئية والمسموعة والمكتوبة ... وقد كانت أولى إهتزازات هذه الزلزلة قد بدأت بإطلاق محركات البحث وظهورشركات مختصة في خدمات الإنترنت مثل (ياهو) و(غوغل) و(هوتمايل) وغيرها ...
ومن بين الخدمات الحاسمة التي وفرها الويب هوإطلاق خدمة التسكين المجاني في خطوة أولى وبالتالي صاربإمكان كل شخص أو مجموعة اشخاص ينتظمون في هيأة ذات إهتمامات مشتركة تسكين ملفاتهم Fichiers في إحدى النطاقات المجانية وعرضها للعموم على صفحات الإنترنت ثم تطورالأمر إلى تأسيس شركات خاصة في ميدان إنشاء المواقع الإلكترونية الموضوعاتية التي كانت تهدف بالأساس إلى الإخباروالتواصل المحدود ، وقد كان في بداية الأمر إنشاء موقع إلكتروني موضوعاتي يتطلب إستثمارا ماليا باهضا بسبب جدة الإختراع وندرة الإخصائيين في هذا المجال وأيضا بسبب الإفتقارإلى الإلمام بالعلوم الرقمية التي تعتبرالقاعدة الأساسية في هذا الإطار.
وبإتساع شبكة الربط الهاتفي أفقيا إتسع بالموازات معها الربط الشبكي مما جعل بعض الشركات تعمد إلى إطلاق خدمة تسكين مجانية خصوصا على مستوى المنتديات والمدونات مثل مدونات مكتوب (maktoob.com) العربية الشهيرة قبل أن تستحوذ شركة (ياهو) على نسبة هامة من رأسمالها ومدونة جيران (jeeran.com ) وأحلى بلوج (ahlablog.com)وغيرها مقابل فلاشات إشهارية ودعائية وبالتالي تحول السند الرقمي الإخباري من مقاولة معلوماتية إلى مدونات خاصة بأفراد إفتراضيين أنشأوها ليعبروا عن إهتماماتهم وأفكارهم وإبداعاتهم المختلفة .
إن مجانية التسكين التي أشرنا إليها آنفا والإنخفاض التدرجي في تكلفة تصميم المواقع الإلكترونية فضلا عن تعميم الثقافة الرقمية من خلال تعدد المعاهد الخاصة والعامة أسهم بكثيرفي شيوع رغبة العديد من المهتمين إما بدافع الإنخراط المسؤول والمهني في هذا المجال أو بدافع الإقتحام المغامرمن أجل التجريب لهذا السند الجديد كجسرللنشروالتواصل إذ أنه لايتطلب أكثرمن إلمام بسيط بتقنية قواعد البيانات وبعض الآليات الخاصة بتنزيل المواد والملفات (fichiers ) وتنسيقها على المستوى الخطي والجمالي والفني ...
ومما تجدر الإشارة إليه أن الدفعات الأولى من المواقع الإلكترونية ببلادنا إهتمت أساسا بالشأن الثقافي ونشرالأجناس الأدبية ونذكر من بينها على سبيل المثال لاالحصرموقع ميدوزا (MIDOUZA ) الذي يديره الدكتورمحمد أسليم منذ أكثرمن عشرسنوات وهوموقع يهتم بالمجال الأدبي والأبحاث في الثقافة الرقمية وموقع الكوليزيوم الموضوعاتي (COLISIUM) الذي يهتم بالجنس القصصي في المغرب الذي يديره مجموعة من كتاب القصة القصيرة (محمد عزيزالمصباحي وعلي الوكيلي ومحمد شويكة ومحمد تنفوومحمد أمنصوروفوزي بوخريص ) وهناك أيضا موقع مجازات الشعري (MAJAZAT ) السابق الذي كان يديره الشاعرعبدالسلام الموساوي إلى غيرها من المواقع الريادية التي إنخرطت في دينامية النشرالإلكتروني إقتداءا أحيانا ببعض المواقع العربية الشهيرة لعل أبرزها موقع إتحاد كتاب الإنترنت العرب (arab-ewriters) الذي أنشئ بمبادرة من الدكتورالأردني محمد سناجلة وموقع جهة الشعر(jehat) تحت إدارة الشاعرالإماراتي قاسم حداد وموقع القصة العربية (arabicstory) تحت إشراف جبيرالمليحان وموقع دروب (doroob) بإدارة جماعية بقيادة الكاتب التونسي كمال العيادي ...إلخ
ومما لاشك فيه أن هذه المواقع وغيرها قد أسهمت كثيرا وبشكل وافر في بروز العديد من الأسماء الأدبية التي جلها واجهت الكثير من المتاريس في بداياتها الأولى مع النشرالورقي سواء على مستوى الإصدارات أو النشربالصفحات والملاحق الثقافية بالجرائد العتيدة الوطنية والتي كما هو معلوم كانت تشتغل بقواعد وتقاليد يتداخل فيها أدوارالتحزب والتسيس والعلائق التراتبية وأحيانا الوساطات الثقافية ...
دخول هذه الوسائط الإنترنيتية على خط النشروتداول المعلومات بدأ ومنذ سنين معدودة يسحب دورالنفوذ الإعلامي للجرائد والمجلات الورقية والذي ترسخ في بلادنا منذ مايقرب من قرن من الزمن.
لكن أهم ملمح لهذا التحول في أسناد التلقي والقراءة بمختلف مستوياتها هو ظهورمواقع إلكترونية شاملة (سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية ..إلخ ) أما الإضافة النوعية الجديدة التي أتت بها هو تحيينها على مدار الساعة حيث تتدافع الأخبارمن القديم إلى الجديد الواحد تلوالآخر في شكل إزاحة منظمة ومؤرشفة كما أن موادها تبقى دائما جاهزة للإستدعاء عن طريق إستحضارعنوانها على محركات البحث وعلى رأسها (جوجل) .
وقد كان من الطبيعي وفي فضاء تواصلي إفتراضي ذو تكلفة بسيطة ومشرع دفتيه على فراغ قانوني بسبب جدته وحداثته أن يستثمرلأهداف وغايات تتعدد بتعدد المرجعيات الثقافية والإجتماعية والسياسية والإثنية وحتى النفسية أيضا ، وهكذا وفي وظرف وجيزلايتعدى عشرسنوات وهي مدة زمنية لاأهمية لها في تاريخ الشعوب تناسلت العديد من المنتديات والمدونات والمواقع الإلكترونية المغربية وبشكل تدفقي هائل ، كما ظهرت في مرحلة لاحقة العديد من الشركات المعلوماتية المختصة في التصاميم والتسكين واسماء النطاقات وبات بمقدوركل شخص جاهزلدفع مبلغ بسيط من المال أن يطلق موقعا إلكترونيا إخباريا غالبا ما يستقي فقراته وأخباره ومستجداته عن طريق الوصفة السحرية الرائجة عالميا (copier/coller ) من مواقع أخرى .
ومما لاريب فيه أن بعض هذه المواقع الهادفة والجادة التي تشتغل بمهنية متطورة ، قد فرضت وجودها كمصادرللخبرحتى بالنسبة لأعتى القنوات الفضائية العربية مثل موقع (هسبريس) فيما نلاحظ أن منظومتنا الإعلامية الوطنية لاتعيرها أية أهمية تذكر.
وهناك بعض المواقع التي أصبحت منابرصحافية إلكترونية منخرطة في دينامية الجهة الجغرافية والترابية التي تنتمي إليها بل صارت فضاءا إفتراضيا للحوارمن أجل حلحلة المشاكل التي تعاني منها الجهة أوالمدينة .
وبقدر ما أسهمت هذه الصحافة الإلكترونية من جانبها كقيمة إعلامية مضافة وكسند إخباري قادرعلى إستكشاف التخوم المنسية والمقصية في خارطة الوطن التي لاتستطيع الصحافة المرئية أو المسموعة أو المكتوبة الوصول إليها من خلال نشرأخباروتقاريروصوروملفات فيديوتوب فإن الإفتقارإلى المهنية والتحسيس القانوني قد أفرغ الكثيرمن عناوين هذه الصحافة الإلكترونية من المصداقية التي تعتبرإحدى أهم الركائزالأساسية لأية منشأة إعلامية ، مما جعل منها مهنة من لامهنة له بل لقد صارت في بعض الأحيان سبورات إلكترونية للتشهيروالقذف والإبتزازوالتشكيك في اليقينيات والثوابت .
وفي آخرتصريح لوزيرالإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة أن عدد هذه المواقع قد بلغ 400 موقعا ولسنا ندري كيف وماهي المعاييرالتي تم بها حصرهذا العدد ومن هي الجهة المسؤولة والقادرة على ضبط هذا اللتسونامي الشبكي المنفلت من كل رقابة لصيقة وهل تم إستقاء هذا الرقم من الشركات المختصة في التصاميم واسماء النطاقات أو من دوائررصد وتتبع خارجية .
إلا انه في رأينا الشخصي فإن هذا الرقم (400 موقعا) مازال رقما هزيلا بالنظرإلى الطفرة الحاصلة ببلادنا في مجال المعلوميات والتواصل وبالنظرأيضا إلى حجم ودوربلادنا الإعلامي على المستوى العربي والإفريقي . كما تجدرالإشارة إلى أن جل هذه المواقع قد تم تصميمها من طرف شركة معلومة وأن اغلبها قد إستنسخت تصاميمها واستايلاتها من أحد المواقع السيارة والمرجعية ونعني به موقع (هسبريس) إلى درجة أن التشابه الكبيربين هذه المواقع ونشرها لنفس الأخبارسواء على مستوى الصفحة الرئيسية أوالأعمدة الجانبية يعطي الإنطباع للقارئ أنه بصدد موقع متكررومستنسخ ليس إلا؟
ماهي إذن خصوصيات هذه المواقع الإلكترونية الرائجة حاليا في المشهد الإعلامي الإفتراضي ؟
إعتماد جلها على إمتداد وصفي (press.com )
إدارتها من طرف فريق تحريريفتقرإلى المهنية الصحافية والخبرة الإعلامية والكثيرمن محرريها لم يتمرسوا بتجارب النشر الورقي ، بل هناك بعض المواقع التي تداربفريق وهمي وفي غالب الأحيان تدارمن طرف شخص واحد (مديرتحرير) قد يكون مقيما بالبلاد أو في المهجر.
التشابه في حلة الديزاين والستايلات ينتج عنه تكرارفي الواجهات أي الصفحات الرئيسية ، واستنساخ نفس الأخباروالصوريعطي الإنطباع للقارئ كأنه لم ينتقل من موقع إلى آخر .
غياب دورالمرأة في سواء في الإدارة أوهيآت التحرير.
جل أعمارالأرشفة لاتتعدى ثلاث سنوات .
غياب خط تحريري مسؤول ذي هوية إعلامية متميزة سوى موقعا واحدا هو موقع (لكم) الذي حدد الخطوط العريضة لخطه التحريري في تبويبات (خط التحرير) .
مرونة التوسع عموديا في قاعدة البيانات سمح لهذه المواقع بإفراد أعداد لاتحصى من الكتبة ضمن براوز قارة إما يومية أو اسبوعية وجدت في هامش حرية التعبيرفسحة لشهرة محدودة وصدى لآراء حرة لايتجاوزعدد قراءها العشرات من المتصفحين للموقع في دائرة مغلقة تنحصر في الجهة أو المدينة التي يحتمل أن تقيم فيها إفتراضيا . وهكذا بتنا نلاحظ أن بعض المواقع باتت تتأثث من براوز وأعمدة جانبية من أكثرمن عشرين بروازا لكتاب رأي هم غالبا من المبتدئين وغيرمتمرسين بأدبيات النشرخصوصا في مدرسة النشر الورقي .
إن دخول هذه الأسناد الإلكترونية الجديدة على خط الخبروالمعلومة حفز الكثيرمن الفاعلين في المقاولات الإعلامية ببلادنا إلى مراجعة إستراتيجيتهم وذلك بالإنخراط الكامل في هذه الثورة الرقمية كإطلاق نسخ إلكترونية للعديد من الجرائد الورقية السيارة الحزبية والمستقلة ، لكن بالرغم من هذا الإنخراط في عالم النشرالإلكتروني فإنها بشكل عام ظلت وفية لميسم نسختها الورقية التي تصدرفجر كل يوم جديد ، فيما تبقى النسخة الإلكترونية متخلفة بساعات عن النسخة الورقية التي هي قبل كل منتوج مقاولة إعلامية تهدف بالأساس إلى الإستثمار المربح والمنخرط في بنية الإنتاج الإقتصادي بشكل عام .
هناك العديد من الصحفيين البارزين في المشهد الإعلامي المكتوب الذين راكموا تجربة صحفية وازنة كصحفيين قارين وأساسيين في هيأة التحريربجرائدهم أو كمراسلين معتمدين لبعض الصحف العربية العملاقة مثل الشرق الأوسط والقدس العربي والحياة اللندنية ، هؤلاء قد أنشأوا لهم مواقع إلكترونية إخبارية متميزة أثبتت حضورها في ظرف وجيزفي المشهد الإعلامي الإلكتروني وصارلها فريق تحريرذي خبرة ومهنية عالية ومراسلين في جميع جهات المملكة يعتد بتقاريرهم ومراسلاتهم ونذكرعلى سبيل المثال مواقع (لكم ، كيفاش ، أكورا ، فبرايركم ، كود ، أكورا بريس ..إلخ)
وفي معمعان هذا الحراك الصحفي الإلكتروني إن لم نقل هذه المغادرة الإجبارية وليس الطوعية من السند الإعلامي التقليدي إلى السند الإلكتروني الرقمي ، وفي ظل هذه الفوضى الشبكية (الخلاقة) في مجال النشريتردد ومنذ عشرسنين بالتحديد السؤال المحوري حول أسباب إن لم نقل الجدوى من غياب إطار قانوني يقطع مع عصرالفوضى الشبكية ويعمل على تنظيم حقل الصحافة الإلكترونية ويحفزها على الإنخراط المسؤول والمهني في دينامية الحراك الإعلامي المغربي بكل وسائطه المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية .
فإلى ما يعزى هذا الفراغ القانوني وماهي الأسباب الكامنة وراء تأجيل البث والخوض في أسئلته الإستراتيجية إلى حدود هذه اللحظة السياسية التي أفرزتها التعديلات الدستورية وإنتخابات 25 نونبر2011 التي أفرزت خارطة سياسية ليست كمثيلاتها منذ نصف قرن . إنها خارطة سياسية ماكانت لتحترم إختيارات الشعب لولا السياق الثوري العربي الذي عجل بالتعديلات الدستورية التي أرخت لمنعطف مغرب جديد لعل من تجلياته الناتئة التعجيل بتشريع قانون متقدم أكثرللصحافة الوطنية ،قانون يحدد معايير المقاولة المنظمة التي تحترم الحقوق والواجبات والشفافية والتمويل ..إلخ
لكن في عمق هذا الحراك الإعلامي الوطني الذي أتى برياحه الربيع العربي نتساءل ما هوموقع الصحافة الإلكترونية من مشروع القانون القادم والمرتقب عرضه للتصديق عليه من طرف كل أطياف الإعلام الوطني من نقابة ورابطة وجمعية للناشرين ووكالة وغيرها ...
في ورقته التقديمية حول قانون الصحافة الإلكترونية قدمها الأستاذ العربي ثابت عن إتحاد المحامين الشباب بهيأة الرباط ضمن الفعاليات التي نظمتها الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية بشراكة مع المنظمة العربية للمحامين الشباب في 10 يونيه 2010 يقول الأستاذ العربي ثابت لايمكن القول بوجود فراغ قانوني وإنما هناك سوء تطبيق لنصوص الصحافة والنشرخصوصا إذا علمنا بمقتضى القرار08 /07 بتاريخ 05 يونيه 2007 الصادرعن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات ANRT حيث الميثاق في مادته الثالثة وفي معرض حديثه عن الإمتدادات الفرعية والوصفية press.ma في إشارة إلى الصحافة المنشورة . هذه المعطيات تقودنا إلى طرح سؤال محوري حول مدى وجوب التصريح بالجريدة الإلكترونية المغربية بهذا التصريح ؟ إن الحديث عن وجود تصريح بأي جريدة أو نشرة إخبارية ، يفترض الرجوع للفصل الخامس من قانون الصحافة والنشربالمغرب .)
وفي معرض رده على سؤال شفوي بمجلس المستشارين أقروزيرالإتصال السيد مصطفى الخلفي بالفراغ القانوني الذي تعوم فيه الصحافة الإلكترونية بحيث أن هذه الصحافة التي إستطاعت أن تفرض سندها في ظرف وجيزكمصدرللمعلومة النافذة والمؤثرة إلى حدود هذه اللحظة ليست هناك جهة مسؤولة للتصريح لديها بالجريدة أو المجلة أوالموقع الإلكتروني الإخباري ، كما ان هؤلاء الصحفيين يشتغلون من دون بطاقة مهنية تعترف بمهنتهم وتخول لهم كباقي الصحفيين والإعلاميين الوصول إلى مصادرالمعلومة .
وكان السيد الوزيرفي ذات التصريح قد أشارإلى أولى التدابيرالتي قامت بها وزارته في هذا الإطارحيث تم عقد ثلاث لقاءات إستمزاجية مع مدراء ومحرري بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية المعروفة في المشهد الإعلامي الإلكتروني والتي من دون شك وبكل يقين أن المشرفين عليها قد رسخوا منذ سنين عديدة أسماءهم في الصحافة الورقية وخبروا أيضا كواليسها وخباياها غيرأنها على كل حال ليست ولن تكون الصوت الوحيد العالم والعارف بصيرورة الصحافة الإلكترونية وهمومها المتفردة والمشتركة مع صنوتها الصحافة الورقية بحيث أن جل هذه المواقع لم تنخرط في مشهد النشرالإلكتروني إلا بعد سنة 2010 أوقبلها بقليل .
وفي إنتظارإنعقاد اليوم الدراسي في 10 مارس المقبل نأمل ان يشكل هذا الموعد منعطفا حاسما وحازما من أجل تحقيق توافق جميع الأطراف المهتمة بقضايا النشرالإلكتروني والنشربصفة عامة (النقابة الوطنية للصحافة المغربية والرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية وجمعية الناشرين المغاربة وهيآت المحامين والمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ومداراء شركات التصاميم ورؤساء تحرير المواقع السيارة والمعروفة ) حتى نتمكن من الخروج بخطة طريق تهدف أساسا إلى القطع مع مرحلة الفوضى والخروج من دائرة العبث بقيمة المعلومة والتفكيرالجاد في تأثيرها على الواقع السياسي والإجتماعي والنفسي .
إن تنظيم هذا القطاع يعني ربط إدارة الموقع بالمسؤولية الأخلاقية والثقافية من دون أن ننسى أن هذه الصحافة مثلها مثل باقي الوسائط الإعلامية الوطنية الأخرى في حاجة ماسة إلى الدعم المادي والمعنوي وأخيرا في حاجة إلى الحق في التعبيروالحق في الوصول إلى المعلومة كما نص على ذلك دستورالمملكة .
مديرتحريرموقع إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.