عزيز باكوش – دون تشطيب وبنفس واحد شابات جميلات وسيمات ..سهام ، رهام ، صفاء ، أم كلثوم ليلى ..والقائمة طويلة، إنهن لسن نجمات في السينما ولا ملكات في مجال الغناء ، ولا حتى موظفات مرسمات بالقطاع العام بأرقام تأجير ينطبق عليهن ما يجري على 290 ألف موظف وموظفة ببلادنا ، من حقوق وواجبات ، عطل تعويضات تغطية صحية ، إنهن ببساطة، نادلات مقاهي ، مجرد أرقام ورغبات أجبرتهن ظروف استثنائية مرتبطة باختيارات معينة للدولة في تدبير الشأن المجتمعي ، ليجدن أنفسهن في فكي بورجوازية متعفنة ، لا تكتفي بتكديس الرأسمال المادي فحسب ، بل يسيل لعابها إلى تدنيس كرامة البشر والعبث بإنسانيتهم التي هي جوهر كينونتهم ووجودهم يحلو لبعض أرباب المقاهي أومن يقوم مقامهم أن يعبثوا بكرامة الإنسان وشرفه ويدنسوها ، فتراهم يغيرون مساعداتهم من الفتيات مثل ما يغيرون جواربهم ، صفاء في ربيعها ال16 عشر لم توفق في إتمام دراستها ، فبادرت إلى العمل بشرف بإحدى مقاهي المدينةالجديدة بتازة ،لتغطية مصاريف العائلة وحاجياتها ، إلا أن طيش وزيغان بعض الشباب ممن ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب ،من ناحية وكبتهم وزيغانهم وغياب المسؤولية والرشد لديهم من ناحية ثانية يضمخ شرف هؤلاء النادلات في ماء عكر بتصرفاتهم اللامتزنة التي تشبه شعر رأسهم المنفوش وسراويلهم التي تعاند الصعود إلى الأعلى ، فيراودون الفتيات عن نفسهن مقابل العمل في شروط غير لائقة ، فمن تنصاع لرغباتهم ، تستمر في عملها الشاق والمتعب ، وتتحمل الكثير الكثير من رداءة الزمن العربي الكبيت ، وحين تقرر الانتصار لكرامتها لا تستمر في عملها سوى أسابيع ، فيتم الاستغناء عنها . إحدى الشابات النادلات تستحق الإعجاب ، لقد تصدت لرجل سلطة حينما طلب قهوته مصحوبة بنظرة يطبعها الاحتقار ، ومفعمة بنوع من العجرفة والتسلط ، وبعد أن لقنته درسا لن ينساه في الكرامة والشرف كان نصيبها الطرد ، بعد أن تسلمت حسابها صباح اليوم التالي ، بإحدى المقاهي الفاخرة ، لا تمر عملية انتقاء النادلات دون خدش للكرامة والشرف ، فالجمال واللباس والأناقة مطلوبة ، من غير ان توازيها أجرة محترمة ووضعية اجتماعية لا ئقة ، ويعتبر الرأسماليون اليوم من هذا الصنف ، أن الفتيات على قفا من يشيل على حد تعبير الأشقاء في مصر ، لذلك فما تكاد النادلة الشابة تستقر في عمل دؤوب ونشيط في احترام تام للزبون وشروط العمل حتى تجد نفسها مرغمة على المغادرة ، حيث يتم إشعارها بضرورة ترك مكانها لأخرى حتما ينتظرها نفس المصير … ولله الأمر من قبل ومن بعد