نعيش حالة فوضى عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا على قناة يوتوب، وهي فوضى تهدد القيم والاستقرار الاجتماعي بما تنشره من تسجيلات لا تخضع لأي معيار، ويتم خلالها التعدي على الخصوصيات واقتحام بيوت الناس والتهجم عليهم وممارسة السب والشتم في حق الناس، رغم أن القانون يحارب هذه الظاهرة، إلا أن كثيرا من الحالات تبقى دون رادع. وأشد ما ابتلي به المجتمع هو "يوتوبرات" من ذوي السوابق، الذي يصلون إلى المراتب العليا في المشاهدة، نتيجة ممارسة السب والشتم وعدم احترام القانون، ومن بين النماذج الصارخة في هذا المجال المسمى "مول الكسكيطة"، وهو من ذوي السوابق، الذي ذاق طعم المال من خلال فيديوهات السب والقذف والابتزاز. مول الكسكيطة، الذي تم اعتقاله اليوم بعد أن سب المغاربة ووصفهم بالحمير، تدخل حسابه البنكي الملايين من خلال مشاهدات المغاربة، الذين قام بنعتهم بهذا الوصف اللئيم، سبق له أن دخل السجن في أكثر من مناسبة وفرصة، حيث ما يكاد يخرج من السجن إلا ليستريح كي يعود إليه من جديد. آخر مرة دخل فيها السجن بسبب ممارسة الابتزاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في حق مواطنين مغاربة، وكان المدعو مول الكسكيطة، قد نشر فيديو يتهم فيه مجموعة من المواطنين بأسمائهم بأنهم قاموا باختطافه وتهديده، غير أنه تبين أن شكل شبكة للابتزاز. والمعروف عن مول الكسكيطة أنه يقوم بممارسة أبشع أنواع الابتزاز عبر الأنترنيت، حيث يحصل على المال من أي شخص مقابل الهجوم على شخص آخر، وكذلك الهجوم على هذه الجهة مقابل أخرى دون أن يرف له جفن لأنه لا يهمه غير جمع المال مهما كانت الطريقة والوسيلة. فعلى المجتمع اليوم أن يعي أن هذه الظاهرة خطيرة وتشكل أداة لتدمير اللحمة الاجتماعية واستقرار المجتمع، لأنها تنشر الحقد والضغينة وتمارس أبشع أنواع الضرب في الأعراض، ومول الكسكيطة هو النموذج الأبرز لهذا السلوك الأرعن الذي نشاهده يوميا، حيث ينبري لمنابر اليوتوب من لا يعلم شيئا بل ذوو السوابق والحشاشين والشمكارة.