استقبل تجار القرب قرار تمديد فترة العمل بالتدابير التي تم إقرارها باستياء كبير، خاصة الشق المتعلق بضرورة إغلاق المتاجر على الساعة الثامنة مساء. وقال نبيل النوري، رئيس النقابة الوطنية للتجار والمهنيين، إن قرار التمديد تسبب في مشاكل جمة بالنسبة لتجار القرب وللمواطنين على حد السواء، حيث يؤدي هذا الإغلاق المبكر للمحلات التجارية إلى عكس النتائج التي ترجوها الدولة من مثل هذه القرارات، إذ ينتج عنه الاكتظاظ والتوافد الكبير للمواطنين الذين يرغبون في اقتناء حاجياتهم قبيل ساعة الإغلاق، وهو ما يتسبب في عدم احترام مسافة التباعد الاجتماعي ويوفر بيئة خصبة لانتشار فيروس كورونا. وأضاف النوري في اتصال مع موقع القناة الثانية أنه لا يفهم سبب اعتماد الساعة الثامنة مساء بالتحديد من أجل إغلاق المحلات التجارية، وفيما كان سيضر لو تم جعل الإغلاق على الساعة التاسعة مثلا، مشيرا أن إضافة ستين دقيقة كان على الأقل سيوفر مدة زمنية كافية للمواطنين الذين يكونون قد غادرو أعمالهم للتو من أجل اقتناء جميع ملتزماتهم دون الحاجة إلى الهرولة والتزاحم على المحلات في مشهد أصبح مألوفا في جميع المدن المغربية مؤخرا. وفي سياق متصل، أكد النوري أن قطاع تجارة القرب يعاني بدوره من تبعات الجائحة دون أن يستفيد من الدعم الذي خصصته الدولة على غرار القطاعات الأخرى المتضررة، مضيفا أن ما يزيد من مشاكل هذا القطاع الذي يعد قطب رحى الاقتصاد المغربي هو غزو المساحات التجارية الكبرى لمختلف الأحياء وحتى المناطق الشعبية، وهو ما بات يشكل منافسة غير متكافئة للتاجر الصغير أو "مول الحانوت" الذي يمثل موروثا تاريخيا لكل المغاربة. وشدد النوري على ضرورة حماية وإنصاف هذا القطاع الذي قدم ولازال خدمات لا تحصى للمجتمع، خاصة ما يعرف ب "الكارني"، والذي بموجبه يستفيد المواطن من السلع والمؤن وسدادها لاحقا وبالتقسيط المريح، مؤكدا أن مثل هذه الخدمات لا توفرها المساحات الكبرى، داعيا الجهات المسؤولة وخاصة وزارة التجارة إلى اتخاذ تدابير تبقي هذا القطاع على قيد الحياة وتنهض بأوضاع مهنييه والمشتغلين به.