يبدو أن قضية توفيق بوعشرين بدأت تكشف ما في جعبتها من جرائم خطيرة متعلقة بالاستغلال الجنسي والاتجار في البشر والقوادة، وبدأت تنكشف خيوط كل تهمة يتابع بها . وداد ملحاف، الناشطة في حركة 20 فبراير، كشفت خلال جلسة الاستماع إليها أمس الاثنين أن بوعشرين كان يقوم بدور قذر "القوادة"، وحاول تزويجها لشخصية مصرية معروفة كانت في زيارة إلى المغرب وتربطه بها علاقة وطيدة ويتعلق الأمر بالكاتب والصحافي ورئيس تحرير "العربي الجديد" وائل قنديل. واعترف بوعشرين ضمنيا بالفيديو الذي جمعه مع إحدى ضحاياه، وذلك خلال المواجهة التي جرت بينهما في الجلسة السرية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، والتي استمرت للساعات الأولى من صباح الثلاثاء 15 ماي، وسردت الضحية الثالثة وداد ملحاف، كيف جمعها لقاء بأحد الفنادق بالرباط مع بوعشرين رفقة الكاتب المصري، وائل قنديل، مستشار تحرير جريدة "العربي الجديد" ومدير التحرير السابق لجريدة الشروق المصرية، وكيف أن بوعشرين حاول إقناعها بفكرة الزواج من الكاتب المصري، الذي أبدى إعجابه بها، ولعل رفض هذه الضحية لفكرة الزواج، هو استحضارها للوساطة التي قام بها عبد العالي حامي الدين القيادي في حزب العدالة والتنمية من أجل زواج عرفي بين الصحافي المصري أحمد منصور وإحدى المغربيات، مما جعل كل محاولات بوعشرين، تبوء بالفشل. وأضافت وداد ملحاف، انه عندما طلب منها بوعشرين الالتحاق بمكتبه بالدار البيضاء مساء ذات يوم من شهر يناير 2015، حيث كانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف مساء، كان الصحافيون وباقي المستخدمين قد غادروا مقر الجريدة بعمارة الأحباس، في حين كانت كاتبته الخاصة على أهبة المغادرة.. تضيف: "كنت بصدد النقاش معه حول ظروف اشتغالي بمؤسسته الإعلامية، دخلت مكتبه، لكني بعد لحظات فوجئت به يتغزل بي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل شرع في لمس أطراف من جسدي في إيحاءات جنسية منه، وتقبيلي ومداعبتي، وهو ما رفضته بشدة.. وعندما كنت أحاول الصراخ في وجهه لطلب المساعدة، وضع كفه على فمي وأنفي، أحسست بضيق في التنفس، حيث كان في حالة هيجان واندفاع غير عاديين، حتى سقطت مغمى علي نتيجة انهياري عصبيا، عندها غير من سلوكه وحاول تهدئتي بعد أن ناولني قنينة ماء طالبا مسامحتي.." بعد مرور شهر، طلب منها الحضور مجددا لمكتبه حيث "وقعت عقد العمل، أثناء فترة العمل ووجود المستخدمين، لأباشر عملي، ومع ذلك كنت أتحاشى أن أظل بالمكتب رفقته، ومع ذلك كان يتصرف معي تصرفات الغرض منها الضغط علي بأي وسيلة، والإساءة لعلاقاتي مع مصادري الإعلامية"، تقول هذه الضحية، مضيفة: "كنت بحاجة لمورد رزقي، وكان من جهته يضغط علي، لأنهي العمل من طرفي، لاتخاذه مبررا بكون الخلاف مهني لا غير.."