انصرفتْ.. تركت أوراقها و انصرفتْ... يا ليتها خطت فيها شيئا للذكرى ... بيضاء..لا سطور فيها و لا عنوان قلّبتها.. لم أجد فيها ولو كلمة ... ليس فيها حرفا من قلم... لكن فيها سطورا من ألم... أيكون التعبير عندها أخرسا ؟... أم الخرس أشد أنواع التعبير!.... أقتفي رائحة عطرها التي كانت دائما تشتاقني وحبي لها كان يزيد حتى خلتها الربيع وخصلات الشعر الحرير كأنه يودعني و يجذبه الهواء ليعانقني سألتها إلى أين فلم تجب وسارت إلى حيث يسير النهار إذا انقلب بيمناها تحمل قلمي..هديتي وبيسراها تحمل قلبي إلى الأبد كل خطوة تسير بها للأمام تعود بي للوراء.. للحلم حين كانت بريشتها ترسمني وكنت أنا.. أبتسم حين كانت تسرق مني الحلوى فكنت معها.. أقتسم حين كانت تلعب بالأزهارِ وكنت أنا من بعيد.. أراقب حين كانت تجري تحت الأمطارِ و أنا بالمضلة خلفها.. كالمحارب حين كانت تنظر إليَّ فتلتفتْ أخبر صديقي أنها رأتني.. فلا يكترث عودي..لا تذهبي و إلا أصابني الملل كيف ترقصُ الأطراف إن أصابها الشلل كيف تُزيَّنُ الأعناقُ إن غابت الحُلل ما الحياة إذن إذا مات الكَلَمْ و هل نثور عليها كلما احتدم الألم ؟ لا تذوبي في كأس الوجود إنما كوني كالثلج يقاوم دفىء الوهن لا تسكبي دموع الأسى فكم سكبنا معا من دموع الفرح كنتِ كلما رسمتِ قصيدة أبحث عن إسمي بين الجُمل أمحوا كل عبارات الأسى و أكتب عبارات المرح عرفتكِ في ضوء الشمس فلا ترحلي في نور الشموعْ و تذكري أيام الورود يومها كنا وسط الجموعْ تتهامس علينا الألسنُ.. ونحن نفتخرْ ما أفسده الدهرُ.. سيصلحهُ الودُّ و من صارع الحبَّ.. لن ينتصرْ... عادل أعياشي .تطوان