الشكايات الكيدية بمناطق شمال المغرب، لمورد مالي مهم لبعض الأشخاص، الذين أصبحوا محترفين ويتقنون فنون الابتزاز بواسطتها، ولا تكون الصورة مكتملة إلا بتواطئهم وتنسيقهم مع بعض الجهات المعنية بمحاربة الجريمة.br /وتعج مناطق الشمال بالأمثلة عن ذلك، حيث الشكايات الكيدية كثيرة ومتداولة، سواء وسيلة انتقام أحيانا، ووسيلة ابتزاز أحيانا أخرى، حيث يتعرض المشتكى به لابتزازات من قبل صاحب الشكاية، وحتى من لدن الجهة التي وجهت لها أحيانا أخرى، بل أنها كانت سببا وراء اعتقال ومحاكمة الكثيرين.br /من بين الحالات التي سجلت بالمنطقة أخيرا، رسالة كيدية دبر لها وخطط لها أحد الأشخاص، المعروف بابتزازه لبعض رجال الأعمال بالمنطقة، بحيث وجه رسالة كيدية، محملة بمعطيات ووقائع مغلوطة، تهم بعض رجال الأعمال بتطوان، لكن الشكاية وضعت لدى النيابة العامة بالحسيمة، حيث أحد عناصر النيابة العامة جزءا من اللعبة.br /الشكاية التي لم تكن تحمل لا أدلة ولا معطيات يمكن اعتمادها، أصبحت مهمة بعد إيداعها لدى النيابة العامة بمحكمة الحسيمة، وفتح فيها تحقيق رسمي، من لدن أحد المسؤولين القضائيين، المنتسب لمدينة تطوان، والذي يشتغل حاليا بطنجة، بعد تنقيل قيل بخصوصه الكثير.br /ستة أشخاص معروفين بتطوان، لهم مكانتهم الاجتماعية ومن كبار رجال الأعمال، وجدوا أنفسهم مطلوبين للعدالة وبطريقة مستفزة جدا، بحيث لم تكتف النيابة العامة باستدعائهم للاستماع لهم، وفق ما ينص عليه القانون، خاصة وأن التحقيق يتم بناء على شكاية عادية لا تحمل أي أدلة، وليس هناك لا تلبس ولا محجوزات، يتهمون من خلالها بالاتجار في المخدرات.br /بعض من هؤلاء تجاوز السبعين من العمر وآخرون في بداية الستينات، كلهم وجدوا أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، حينما فوجئوا بعناصر الدرك تابعين للحسيمة، يحاصرون مكان عملهم بشكل مستفز، قبل أن يقوموا باعتقالهم وتفتيش منازلهم ومكاتبهم، بطريقة أشبه بما يحدث في قضايا الإرهاب، دون أن يكون لهم علم بسبب ذلك.br /كما نقلوا بطريقة المعتقلين للحسيمة، ليوضعوا رهن الحراسة النظرية لمدة يومين أو ثلاثة، بحيث أكد بعضهم، أنهم تعرضوا للإهانة من قبل الشخص الموكول له التحقيق في الشكاية، والذي له سوابق مع بعض المنعشين بتطوان، واستغل المناسبة لينزل حقده الدفين اتجاههم، بحيث تبين لمن تم التحقيق معه، أنهم كانوا ضحية تصفية حسابات وليس تحقيقا في الشكاية الكيدية المعنية.br /استمرت التحقيقات في هذا الملف بضعة أيام، بطريقة لا علاقة لها بالتحقيق في قضايا مماثلة، وفق ما كان بعض المحامون قد أكدوه في تصريحاتهم سابقا، حيث كان من المفروض استدعاء المشتكى بهم، بطريقة عادية والاستماع لهم بخصوص معطيات مشكوك في صحتها، خاصة وأن الشكاية واضح جدا أنها كيدية، وترمي لابتزازهم.br /القضية كلها كانت زوبعة عابرة، تبين سريعا أنها لم تكن سوى مناسبة لرد الصاع صاعين لمجموعة من الأشخاص، في إطار تصفية حسابات لا أقل ولا أكثر، استفادت منها بعض الجهات، من خلال ابتزاز المعنيين، وهي وسيلة أصبح العمل بها جاريا بالمنطقة منذ سنوات، تنتشر أكثر بمناطق زراعة القنب الهندي، بضواحي شفشاون، حيث اغتنى البعض منها.br /قضية رجال أعمال تطوان، الذين كانوا ضحية الشكاية الكيدية، تتكرر بين الفينة والأخرى، إذ أن بعض السجناء أو الموقوفين، يفضلون ابتزاز أشخاص معروفين وأغنياء، فيوجهون رسائل كيدية للنيابة العامة، يدعون فيها أنهم يتاجرون في المخدرات، وبعد توصلهم بما يريدون من أموال، يعودون لينكروا تماما أو يدعون أنه وقع تشابه أسماء فقط..br /وعرفت منطقة جرمون بضواحي شفشاون، خلال الأسابيع الأخيرة حادثا يؤكد ذلك، ب قدوم عناصر درك لاعتقال شخصين، قيل إنهما ضحيتا شكاية كيدية فقط. وتستغل عناصر الدرك يستغلون مثل تلك الشكايات لابتزاز أصحابها بالمناطق النائية، ولعل ذلك ما أكدته مفتشية الدرك الملكي من خلال مجموعة تنقيلات وإعفاءات لدركيين شهدتها المنطقة أخيرا.br /يوسف الجوهري/ الصباح