في بداية الأمر استحسنت ساكنة طنجة الخطوة التي اقدم عليها الياس العماري عندما اعلن مدويا ان مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة سيقاطع هو الاخر آداء فاتورة امانديس، كما لم يفته توجيه رسالة استفسارية الى رئيس الحكومة وعدد من المسؤولين الآخرين، طلب فيها إفادات وافية حول المسببات الحقيقية لاحتجاجات التي تشهدتها طنجة، و اعتقدت ساكنة البوغاز انه اخيرا اصبح لهم مسؤول من ابناء الشعب يقاسمهم نفس الاهتمامات، لكن الطنجاويين تفاجؤوا بتراجع رئيس الجهة عن مواقفه و اصطفافه هو الآخر الى جانب شركة امانديس ضدا على توجهات و اختيارات الساكنة . كثيرون عللوا تراجعه بكون جهات عليا لم تكن راضية على اصطفافه الى جانب المحتجين، فحراس المصالح الفرنكفونية يبذلون الغالي و و النفيس للحفاظ علي امتيازات الشركات الفرنسية التي تعد بمثابة خط احمر لن يسمح لاي كان الاقتراب منه حتى و لو تعلق الامر بالنافذ الياس العماري ، فغيابه عن الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة و وزير الداخلية مع مستشاري و برلمانيي الجهة حمل اكثر من علامة استفهام بكون الامور لا تسير على ما يرام. الجواب جاء سريعا من حزب البام فرع طنجة الذي اصدر بيانا يدعو فيه ساكنة طنجة تلطيف الأجواء و عدم تصعيد الإحتجاجات، و هو البيان الذي يعتبره العديد من المتتبعين متناقضا مع البيان الأول الذي أصدره الحزب وطالب فيه امانديس بالرحيل. هنا فهم الكثيرون ان الامور تجاوزت الياس العماري و ان الخطوة الاولى التي قام بها كانت احادية الجانب و قد اثارت غضب الجهات العليا. الياس العماري و اثناء ترؤسه لمجلس الجهة مساء امس بدى اكثر لينة و نزع عنه عباءة اليساري الذي يدافع عن مصالح البروليتاريا و ارتدى بذلة الليبيرالي الذي يحمي مصالح الشركات الامبريالية ليؤكد أن ملف أمانديس ليس للمزايدات السياسية، بل يجب التعامل معه بشكل يمكننا من إيجاد حلول وإجابات حول إرتفاع فواتير الماء و الكهرباء التي أخرجت الناس للشوارع. و اردف قائلا "أنا شماتة وسأسحب هذا الرسالة التي بعثت بها إلى رئيس الحكومة، ولا أريد أن أكون راجل بمفهوم الشارع على حساب مآسي الناس". قرار الياس العماري خذل الشارع الطنجاوي الذي تعلم درسا بليغا انه ما حك ظهرك مثل ظفرك و ان اي محاولة للاستقواء بالمسؤولين فهي لا تعدو ان تكون مجرد ركوب على الحدث، فيما تلقى بعض المتظاهرين قرار الياس العماري بارتياح كبير و حجتهم في ذلك حتى تحافظ الاحتجاجات على شعبيتها بعيدا عن اي محاولة تسييس و ركوب على الحدث لكسب اصوات انتخابية لانه في عرف المظاهرات "اذا سُيِّسَت خُرِّبَت".