مئات المغاربة يحتفلون بالرباط بوقف العدوان على غزة ويرفضون التطبيع (فيديو)    الاتحاد المغربي للشغل يعقد حوارا اجتماعيا مثمرا مع كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية    بنعليلو يأمر بوقف "صفقة مشبوهة"    قصص عالمية في مهرجان الدوحة    عشية زيارة بوريطة، موسكو تعتبر المغرب "شريكا مهما" لروسيا في القارة الإفريقية    هذا الموريسكي..ما يكتبه الماء لن يقرأه أحد (3)    هشام الدكيك يستدعي 23 لاعبا للمشاركة في وديتي المغرب ضد إسبانيا    ريتشارد ديوك بوكان الثالث يحل بالمغرب سفيرا جديدا لواشنطن... ذو خلفية اقتصادية ومقرب من ترامب (بروفايل)    طقس الخميس ..امطار متفرقة مرتقبة بالريف    لقاء يجمع ولد الرشيد ببرلمان "سيماك"    أحكام ثقيلة ضد مثيري الشغب بسوس    حسن طارق ينوه بمنشور رئيس الحكومة الداعم للتعاون بين الإدارات ومؤسسة الوسيط    منتخب الفتيات ينشد التألق المونديالي    رئيس مجلس النواب يتباحث مع الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب    تحذير أممي من زيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو    نشرة إنذارية: زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بهبات رياح مرتقبة غدا الخميس بعدد من مناطق المملكة    بسبب المهاجرين غير النظاميين.. تشديد المراقبة الأمنية بمحيط الفنيدق    طنجة.. نهاية مطاردة مثيرة لمتهم فرّ من الأمن خلال إعادة تمثيل جريمة قتل    استخراج جثة الطفل الراعي بميدلت    محكمة الإستئناف بتونس تصدر أحكاما في قضية اغتيال شكري بلعيد منها حكمان بالإعدام    الذكاء الاصطناعي الدامج يفتح آفاقاً جديدة للشركات في الاقتصادات الناشئة    تجدد المطالب لأخنوش بالحد من خسائر تعطيل التكرير بمصفاة "سامير" والحفاظ على حقوق الأجراء    «تمغرابيت».. عمل فني جديد يجسد روح الوطنية والانتماء في الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    عبد الله ساعف يحاضر حول «العلوم الاجتماعية في المغرب» بتطوان    «مغربيات ملهمات» لبنحمو بالمقهى الثقافي بالرباط    طنجة تتربع على عرش السياحة بالمغرب سنة 2025..    الجزائر المتآمرة تشعل حرباً رقمية ضد المغرب وتستدعي "جنودها الافتراضيين"...    لقاء بنيويورك يعزز التعاون اللامركزي بين جماعتي الداخلة وغريت نيك الأمريكي    وهبي: سنلعب أمام فرنسا بأسلوبنا وقوتنا المعتادة    علامة الأزياء العالمية «GUESS» تحتفل بالذكرى الخامسة والأربعين بمؤتمر «عالم واحد، علامة واحدة» في مراكش    "ذاكرة السلام" شعار الدورة 14 لمهرجان سينما الذاكرة المشتركة بالناظور    المنتخب المغربي... رمز للوحدة الوطنية لا ساحة لتصفية الحسابات    ليكيب الفرنسية تكتب: ياسين جيسّيم.. جوهرة دنكيرك التي تبهر العالم بقميص المغرب في مونديال الشباب    بركة: الموسم الفلاحي المنصرم سجل تحسنا نسبيا    أسعار الذهب ترتفع قرب مستوى قياسي جديد    في ‬مفاهيم ‬الخطاب ‬الملكي:‬ من ‬تأطير ‬المواطنين ‬إلى ‬ترسيخ ‬ثقافة ‬النتائج    نزهة بدوان: "سباق التناوب الرمزي المسيرة الخضراء" ترسيخ للمحلمة الوطنية    الدين بين دوغمائية الأولين وتحريفات التابعين ..    هل يمكن للآلة أن تصبح مؤرخا بديلا عن الإنسان ؟    وليد الركراكي: التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2026..المنتخب المغربي يواصل استخلاص الدروس والتحسن استعدادا لكأس أمم أفريقيا    الملك يترأس مجلسا وزاريا للتداول في توجهات قانون مالية 2026    إسرائيل تستعد لإعادة فتح معبر رفح للسماح بدخول شاحنات المساعدات إلى غزة    أمني إسرائيلي يعلن التوصل بجثة رهينة "خاطئة"    أزيد من 36 ألف شاب دون 40 سنة استفادوا من برنامج دعم السكن منهم 44.5 في المائة من النساء الشابات    برلماني يسائل تدبير مؤسسة في وجدة    واشنطن.. صندوق النقد الدولي ومحافظو بنوك مركزية إفريقية يجددون تأكيد التزامهم بالتنمية المستدامة في إفريقيا    تتويج جمعية دكالة ضمن أفضل جمعيات المجتمع المدني بالمغرب في اليوم الوطني لمحاربة الأمية    كرة القدم: 16 فوزا متتاليا.. رقم قياسي عالمي جديد من توقيع أسود الأطلس    414 مليار درهم قيمة 250 مشروعا صادقت عليها اللجنة الوطنية للاستثمار    ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بشكل يومي مفيدة لصحة القلب (دراسة)    "الصحة العالمية": الاضطرابات العصبية تتسبب في 11 مليون وفاة سنويا حول العالم    دراسة يابانية: الشاي الأخضر يقي من مرض الكبد الدهني    المغاربة متوجسون من تداعيات انتشار الأنفلونزا الموسمية خلال فصل الخريف    العِبرة من مِحن خير أمة..    حفظ الله غزة وأهلها    الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة    رواد مسجد أنس ابن مالك يستقبلون الامام الجديد، غير متناسين الامام السابق عبد الله المجريسي    الجالية المسلمة بمليلية تكرم الإمام عبد السلام أردوم تقديرا لمسيرته الدعوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في كتاب، احلام مستغانمي

الكاتبة والأديبة الجزائرية،(احلام مستغانمي)، علم من أعلام الكتاب والأدب العربي، وحقيقة، من لم يقرأ كتبها الثلاث التي تم نشرها سابقا لها، كأنه لم يقرأ شيئا في حياته، فأحلام مستغانمي، مشهورة بثلاثيتها من الكتب:(ذاكرة الجسد، وفوضى الحواس، وعابر سرير)، ولها كتابات أخرى في الشعر ومقالات كثيرة قيمة، ومن كتاباتها ايضا: (الكتابة في لحظة عري)، وقد إشتهرت بكتبها هذه، وتلقفتها أيادي القراء العرب، من المحيط الى الخليج، وعمدت الكثير من الجامعات العربية وحتى الأجنبية، بتبني بعضا من كتبها واعتمدوا تدريسها في بعض من اتها الجامعية لأهميتها الأدبية، وما طبع ووزع، من كتبها هذه، خاصة من الهاكرز، أكثر مما طبع منها بشكل شرعي وقانوني، حيث انتشرت بين الناس، كانتشار النار في الهشيم، وما قاله الكتاب والأدباء العرب بحقها لشيء كثير جدا، كما انها كرمت ومنحت على أثرها، الكثير من الجوائز الأدبية والابداعية وخلافه، وانا هنا لست بصدد الحديث عن سيرة احلام مستغانمي الذاتية، فهي معروفة للكثير من القراء العرب، ولكنني بصدد التعليق على كتابها الأخير فقط، وما تضمنه من امور وافكار عدة، فكتابها الذي نحن بصدده، من القطع المتوسط، عدد صفحاته بحدود المئتي صفحة، وهي كما تقول كاتبته، كتب خصيصا للنساء، لكنها تتوقع ان يكون الطلب عليه من الرجال أكثر، مع انها أيضا، كتبت ملاحظة على صفحته الأولى تقول فيها :(يحظر بيع هذا الكتاب للرّجال).
وان كان في اعتقادي الشخصي، يقل الكتاب كثيرا، من حيث المتعة والاثارة والسرد، عن كتبها السابقة، الا انه لا يختلف كثيرا بالأسلوب، والصور المجازية، وطريقة السرد والحبكة وخلافه، وعنوانه (النسيان.كوم)، فهو من الناحية الأدبية، ذو اسلوب سلس وسهل ممتنع، ممتع وشيق، يحتوي الكثير من الصور التشبيهية الراقية والدقيقة وألأبداعية،والكثير من صور الطباق والجناس في الكلمات والجمل، مما يزيده رقة وجمالا وابداعا، تشعر بقراءته بسلاسة، وحبا للتواصل معه حتى نهايته، ينقلك من فكرة الى اخرى جديدة بطريقة شيقة وغير مملة، وتستشهد فيه الكاتبة بافكار وعبارات من اقوال بعض المفكرين العالميين او الشعبيين، امثال بيرون والخليفة علي بن ابي طالب وانسي الحاج والمتنبي ورولان بارت والبيركامو وايزنهاور ومارك توين ودوناي وتوفيق الحكيم وابراهام لنكولن وغيرهم كثيرون ، وكأن هؤلاء كتبوا وقالوا حكمهم واقوالهم المأثورة حتى تعتمدها احلام، في كتابها هذا لتؤكد لكم صحة ما تقوله لكم، ويتضمن في فحواه ومعظمه حديثا ونصحا وتوجيها للمرأة العربية، كي تنسى حبها وهمومها ومشاكلها ومآسيها مع الرجل العربي، الذي يستغلها ويسبب لها الكثير من المشاكل والصعاب في حياتها، وتعتقد بانه من خلال عملية النسيان للماضي وللذاكرة، ترتاح المراة كثيرا من همومها ومعاناتها، بدلا من أن تتذكر ذكرياتها وتعمل على اجترار معاناتها مع الرجل الذي احبته، وهي تعتقد ان تخلي الرجل عنها، ونكرانه لجميلها وحبها له، ليس نهاية للعالم، ويجب لذلك ان تنسى، وتملك تجربة غنية، تكسبها خبرة لممارسة عملية اخرى تكون ناجحة، تتعظ فيها مما اصابها في تجربتها الأولى وهكذا، وهي تقول أيضا، ان الرجل، ينسى المراة زوجته، بكل سهولة، وينسى حبه لها، مهما كان عميقا وكبيرا، وينسى حبها له كذلك، وقد يخونها في اقرب فرصة تسنح له او تلوح له في الأفق، اذا ابتعد عنها لأسباب قاهرة، كالسفر الى الخارج بعيدا عنها، وصادف في طريقه امرأة جميلة اخرى تبتسم له، وفي ابتسامتها الكثير من معاني الدلع والرغبة والتودد والغنج، في الوقت الذي تتألم فيه المرأة زوجته كثيرا من حبها له، وتواصل اخلاصها ووفائها لحبه والتمسك والتعلق به، والبكاء من كثرة حبها وولهانها فيه، وتنتظر عودته على أحر من الجمر، حتى اذا غاب عنها، الى زمن غير محدد.
هذا الكتاب، ذو طابع ارشادي وتوجيهي للمرأة بالذات، حيث يتصف بالنصح والارشاد في غالبيته، ويشرح للمرأة في الكيفية التي يجب أن تكون عليه في تعاملها مع الرجل، سواء كان الزوج، او الحبيب مثلا، وحقيقة، فان احلام سوف تأسرك بقراءة كتابها ولن تستطيع تركه الا اذا انتهيت من قراءته لشدة عنصر التشويق فيه والمتعة في قراءته، وبانتقائها للكلمات المعبرة عما تود قوله لك، بدقة متناهية، ويظهر ان الكاتبة والأديبة احلام، كما اتضح من قراءتي لكتابها، بأنها سمعت الكثير من القصص والحكايات، التي يدمى لها القلب، وتدمع لها العينين، على لسان بعض من معارفها وصديقاتها من النساء المتزوجات او المعلقات او المطلقات أو العاشقات، واللواتي عايشن معاناة طويلة وعميقة ومؤلمة، من علاقات الحب والغرام، بينهن وبين أسيادهن من الرجال، سواء داخل العلاقات الزوجية او خارجها.
تقول احلام، ان كتابها هذا وما به من نصائح، هو هدية لبنات جنسها من النساء، وكتبته لوجه الله، و نكاية بالرجل أيضا، لنقرأ ما كتبته بالفقرة التالية موجهة لبنات جنسها:
(إذا كانت النصيحة بجمل، أكون قد أهديتكن لوجه الله. ونكاية في بعض الرجال، قافلة من الجمال، وما أبقيت لي والله على ناقة ولا جمل، كأنّ هذا الكتاب أعطاني وهم، أن أكون طاعنة في الحكمة !لا أطمع في غير دعواتكنّ لي بالخير، ولاحقًا بالرحمة، فأنا أعتبر هذا الكتاب، صدقة جارية، وأثق أنّه سيكون أكثر كتبي قراءة، نظرًا لما أتوقّعه من ازدهار حالي، ومستقبلي للخيبات النسائيّة.. والخيانات الرجالية، وهو ما يسعدني و يؤلمني في آن واحد).
تتكلم احلام مستغانمي في كتابها عن الرجولة أيضا، وتنتقد مفهومها الدارج في مجتمعاتنا العربية في العصر الحاضر والتي تعني للبعض، القوة الجسمية والجنسية والتباهي بهما بشكل خاص، وقدرة الرجال على تعدد الزوجات وتنوعها، ومفهومها لها فتقول:
(الرجولة.. أعني تلك التي تؤمن إيمانًا مطلقًا لا يراوده شكّ، أنّها وجدت لتعطي لا لتؤذي، لتبني وتحبّ وتهب، الرجولة... في تعريفها الأجمل، تختصرها مقولة كاتب فرنسي تقول: (الرجل الحقيقي ليس من يغري أكثر من امرأة، بل الذي يغري أكثر من مرّة المرأة نفسها ".. التي تؤمن بأنّ العذاب، ليس قدر المحبّين، ولا الدمار ممرًّا حتميًّا لكلّ حبّ، ولا كلّ امرأة، يمكن تعويضها بأخرى، و أنّ النضال من أجل الفوز بقلب امرأة، والحفاظ عليه مدى العمر، هي أكبر قضايا الرجل، وأجملها على الإطلاق، وعليها يتنافس المتنافسون).
تقول احلام في كتابها للرجال، لمن حصل منهم على نسخة منه وقرأه:(هذا الكتاب يسمح لمن تسلّل من الرجال هنا، أن يتعلّم من أخطاء غيره من " الذكور " من باب " تعلّم الأدب من قليل الأدب ").
كما عودتنا احلام مستغانمي سابقا في كتاباتها، فهي تقحم السياسة في كتاباتها كثيرا، باسلوب سلس وساخر، في مضمون كتبها، فهي تدعو الى تشكيل حزب سياسي كي يلتف نحو مفهوم مبدأ (النسيان، واهميته بشكل عام)، وان مثل هذا الحزب، سوف يلقى الدعم من انظمة الحكم العربية، لنقرأ كيف تفلسف احلام هذا المنطق:
(أمام هذه الجماهير الطامحة إلى النسيان، المناضلة من أجل التحرر من استعباد الذاكرة العشقيّة، أتوقّع أن يتجاوز هذا الكتاب أهدافه العاطفيّة، إلى طموحات سياسيّة مشروعة، فقد صار ضروريًّا تأسيس حزب عربي للنسيان، سيكون حتمًا أكبر حزب قومي، فلا شرط للمنخرطين فيه، سوى توقهم للشفاء من خيبات عاطفيّة، أراهن، أن يجد هذا الحزب، دعمًا من الحكّام العرب، لأنّهم سيتوقّعون أن ننسى من جملة ما ننسى, منذ متى وبعضهم يحكمنا, و كم نهب الحاكم هو وحاشيته من أموالنا، وكم علقت على يديه من دمائنا؟؟؟؟؟ دعوهم يعتقدون أنّنا سننسى ذلك! من يشاركني الرأي، ويودّ الانخراط في حزب جديد، لا ذاكرة له، ولا سوابق مصرفيّة ولا تاريخ دموي، ولا شعارات نضاليّة أو أصوليّة، بإمكانه الانضمام إلينا في موقع:www.nissyane.com
ليس في مشروعنا من خطّة سوى مواجهة إمبريالية الذاكرة، والعدوان العاطفي للماضي علينا..ليس في جيوبنا وعود بحقائب وزاريّة، فقط نعدكم بأن نحمل عنكم وزر الخيبات، لا نتوقّع دعمًا ماديًّا من أحد، لذا نحن فقراء إلى دعواتكم بالخير).
تتابع احلام حديثها عن اهمية النسيان، باسلوب تهكمي وساخر، خاصة للمراة، التي تعيش على ذكرياتها الأليمة مع الرجل، الذي احبته ومنحته كل حبها له وعشقها واحلامها وآلامها، وصدمها، بل وصعقها بخيانته لها، بعد ان اشبعته حبا وعشقا وولعا وثقة، وغرس كل اصابعه في لحمها، واكل منها وشرب حتى الثمالة، وكانها كانت تعيش مع رجل ملاك، يتوق للحب والعشق والهيام بها، حتى اخمص قدميه، فتقول:(أيها الناس اسمعوا وعوا، لا أرى لكم والله من خلاص الا في النسيان، فلا تشقوا بذاكرتكم بعد الآن، انشقّوا عن أحزابكم و طوائفكم و جنسيّاتكم ومكاسبكم، وانخرطوا في حزب، جميعنا متساوين فيه أمام الفقدان، ليخبر القارئ منكم من لم يقرأ هذا الكتاب).
تنتقد احلام مستغانمي وفاء المرأة العربية المطلق في حبها للرجل، سواء كان زوجا او حبيبا او صديقا وخلافه، وتعتقد، ان هذا الوفاء، صفة سلبية جدا في المرأة، يجب ان تتخلى عنها، بحيث لا يكون لرجل لا يستحقه، فالمراة العربية وفية ومخلصة كلية لزوجها أو حبيبها، ولا يمكنها ان تتخلى عنه وتخونه بسهولة، وصابرة عليه، مهما طال غيابه عنها، ومهما الم بها من مصائب ومكائد، أو اغراؤات جمة، حيث يمكن للعابها ان يسيل بكثافة كبيرة، وان ينهار جسدها من اول لمسة له، من قبل اي رجل وسيم او شبه وسيم، لكن ذو شخصية جذابة، يفيض رجولة وعطفا وحبا وكرما، لكنها تصمد، وتبقى وفية مخلصة لمن احبته، وسلمت له جسدها وروحها وشرفها وكرامتها وأغلى شيء لديها، بل كل شيء، كي يتصرف بها بحكمة ورافة، وعدل واحسان، اما هو، اي الرجل، بدل ذلك، فهو سريع النسيان، ولا يلبث ان يستبدل المراة التي احبته وأحبها، وضحت من اجله بكل شيء، فهو بكل سهولة ويسر، وفي اول خطوة أوصدفة يجد فيها امرأة اجمل من زوجته، وعلى أقل تقدير تساويها في جمالها أو اقل قليلا منها، وتلفت انتباهه، وتوقظ احساسه وعاطفته الجنسية بشكل او بآخر، ينتقل اليها بسرعة، كي يشبع غريزته الجنسية منها، ويغرس كلتا اصابع يديه في لحم جسدها، غير عابيء بمن تركها من ورائه، والتي تنتظر عودته على أحر من الجمر، وتبقى مخلصة له ووفية لحبها الذي منحته له.
لنتابع نداء احلام مستغانمي في هذا المجال وما تود قوله ايضا:
(إنّه نداء نرفعه إلى العلماء. نناشدهم فيه، إيجاد علاج للحدّ من تفشي داء الوفاء للماضي، لدى إناث الجنس البشري، ذلك، أنّ الوفاء مرض عضال، لم يعد يصيب على أيامنا الا الكلاب... و الغبيّات من النساء!).تتابع أحلام مستغانمي وتقول:(حين قلت لصديقتي تلك " أحبّيه كما لم تحبّ امرأة، و انسيه كما ينسى الرجال "!.صاحت " يا الله... اكتبيها "! لكن ما كان لهذه الفكرة أن تكون شعارًا، بل نهجًا نسائيًّا، تكتسبه المرأة بذكائها الذي هو وليد غباء سابق).
تعتقد أحلام ان كتبها ونصائحها وتجاربها، يمكن ان تكون دواء للبعض، كعلاج لاضطرابات نفسية، ومتعة تلهي النفس من عذابات نفسية كثيرة وطويلة، لذلك بيعت بعض كتبها في الصيدليات، لنسمع منها ما تقوله في هذا المجال:(.... قبل مدّة، عثرت على روايتي " فوضى الحواس " تباع في صيدليّة في شارع الحمراء، مع كتب الحمية وعلاج السكري وأمراض الشرايين والقلب، لفرط مفاجأتي، اشتريتها أمام اندهاش الصيدلي، ومن جنوني، رحت مساءً أقرؤها، عساها تشفيني من مرض نفسيّ ما، فمنذ سنوات، ما عدت كاتبتها).
تناقش احلام في كتابها اختفاء الرجول نسبيا في عصرنا الراهن، وقلتها كثيرا عن ذي قبل، وتأثير ذلك على المرأة بشكل عام، ومعاناتها من الوحدة، كما تشبه المرأة ووضعها، بوضع الكرة الأرضية في وقتنا الحاضر، وما اصابها من تلوث بيئي خطير، قد يطيح بنا وبسلامة طبيعتها الجميلة والهانئة والخلابة والمدهشة، وما تعانيه من الأحتباس الحراري وتخريب البيئة وتلويثها من قبل الرجل، فتقول:
(اختفاء الرجولة، لم يلحق ضررًا بأحلام النساء، ومستقبلهن فحسب، بل بناموس الكون، وبقانون الجاذبيّة، الاحتباس الحراري، ما هو الا احتجاج الكرة الأرضيّة، على عدم وجود رجال، يغارون على أنوثتها، لقد سلّموها كما سلّمونا " للعلوج "، فعاثوا فينا وفيها خرابًا وفسادًا. لتتعلّم النساء، من أمّهن الأرض، لا أحد استطاع إسكاتها، ولا إبرام معاهدة هدنة معها، ما فتئت تردّ على تطاولهم عليها، بالأعاصير والزوابع والحرائق والفيضانات، هي تعرف مع من تكون معطاءة، وعلى من تقلب طاولة الكون).
تروي احلام قصة صديقة لها عاشت اربع سنين من الحب مع رجلها، وتعتبرها احلام، نموذج حي لكل النساء العربيات، من المحيط الى الخليج، وتروي عنها مدى اخلاصها لرجلها هذا، رغم ما عانته من الظلم والأجحاف على يديه، ورغم توضيحاتها وارشاداتها وغسل دماغها، بما يتضمنه من افكار حالمة وخيالية، الا انها رمت بكل ما سمعت منها بعرض الحائط، واصرت على حبها له، وانها تقبل بكل شيء بحقها، الا ان تتنازل عن حبها هذا، او نسيانها له، تقول احلام عن صديقتها هذه:
(صديقتي هذه، نموذج لآلاف النساء العربيّات اللائي يقدّمن سنوات من عمرهنّ قربانًا لرجل لم يقدّم لهنّ سوى الوعود. ويرين الحبّ ارتهانًا لشخص ليس بالضرورة رهينة لهن، بل لمزاجه وأفكاره المسبقة وعقده وتطلعاته الشخصيّة. صديقتي هذه، تعيش عذاب القطيعة العاطفيّة. كانت مطمئنة إلى رجل حياتها. تملك مؤونة أربع سنوات من الذكريات. ومفكرة بيضاء وعدها أن يملآها معًا، حتى آخر يوم من عمرهما، بالمشاريع الثنائيّة الجميلة. كانت الأثرى بيننا، فقد ملأ الرجل جيوب قلبها وعودًا، حتى زهدت في كلّ شيء عداه. كان سيّدها و مولاها. كان نشرتها الجويّة وبوصلتها في الكون. فعذرنا انقطاعها عنّا نحن الصديقات. كانت تعيش حبًّا نحسدها عليه سرًا. ثمّ ذات صدمة، بدأ عذابها.واذ بها تمضي نحو جحيم لا نستطيع فيه شيئًا من أجلها.راحت تموت أمامنا، لأن الذي وضعت خصاله فوق الرجولة. وعواطفه فوق الحبّ نفسه. و بايعته نبيًّا.. غدر بها دون مقدمات. ---------لم تكن في منتصف عمر الحبّ. كانت على مشارف " أسطورة حبّ ". ترتدي بغباء أنثى، قميص الانتظار، ولا تريد أن يفكّ أزراره سواه، الإغداق بالنصائح لا جدوى منه في هذه الحالة، فهي واثقة من عودته.كما توقّعت، راحت تدافع عنه، كما تدافع ضحيّة عن جلادها).
تعتقد بعض النساء، او الزوجات ان ليلة حمراء، تقضيه مع هذا الرجل زوجها، على سرير العشق او الزوجية، كفيل ان يضع القطار على سكته الصحيحة، دون ان ينحرف عنها، أحلام لا تعتقد بأن السرير هو المكان الآمن او الصحيح، فهو بعد هذا وكله، قادر على التخلص منك، وتسليمك الى ما هو عدوك، باسلوب شيق وممتع، وصور تشبيهية جميلة، تنقل لك احلام ما تود ايصاله للمرأة العربية بهذا الخصوص فتقول:
(السرير ليس مكانًا آمنا لامرأة تنشد النسيان. فلا تطلبي اللجوء العاطفي إليه. سيسلّمك إلى " عدوّك الحبيب " كما سلّم حسن الترابي كارلوس إلى فرنسا. وكما تسلّم الأنظمة العربيّة كلّ معارض يلجأ إليها و يأتمنها على حياته،السرير كمين يقع فيه القلب النازف شوقًا. المطعون عشقًا. اعتقادًا منه أنّه ملاذ آمن لفرط حميميّته.هكذا هي المرأة العربية.. تؤجل فرحتها في انتظار السعادة. الحياة موجودة من أجلك.. بعطورها وورودها وفصولها.. ومصادفاتها.الحياة تنتظرك، وأنت تنتظرينه. السعادة تشتهيك، وأنت تشتهينه. الحبّ يحبّك، وأنت تحبينه. لأنّه ألمك.كقطّ يتوق إلى خانقه تريدينه،عام من الألم يكفي ويزيد، إنّه معدل الزمن الأنثوي المهدور الذي تحتاجه امرأة للشفاء من رجل تفشى فيها داؤه، الوعكة العاطفيّة، تأخذ وقتًا أقلّ، فثمّة " حبّ " تلتقطه النساء مثل الانفلونزا في شتاء القلب).
الكتاب في حقيقتة، تحفة ممتعة للقراءة والأفكار والتشبيهات الرائعة والأبداعية والخلاقة، ومهما حاولت الأقتباس منه، لأؤكد لكم على صدق احساسي وتقديري لهذا الكتاب القيم، فلن استطيع الا اقتباس كل ما جاء في الكتاب، فالأستعانة بجملة من الكتاب من هنا او هناك، لن يفي الكتاب حقة من القيم الجمالية والأبداعية والخلاقة، وهذا يتطلب من قاريء مقالتي هذه، الا أن يقرأ الكتاب بنفسه والأطلاع عليه، حتى يتسنى له الأستمتاع بما يقرأه بنفسه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.