بقلم نجيب نحاس – سيدي إفني في واحدة من أخطر صور الإهمال البيئي المسجلة مؤخرًا، عرفت منطقة تابعة لجماعة سيدي أحساين أوعلي، بدائرة الأخصاص، إقليمسيدي إفني، حادثًا مقلقًا تمثل في رمي كميات من الدجاج النافق داخل بئر مملوءة بالماء، هذا الفعل الصادم يطرح علامات استفهام كثيرة حول غياب الوعي البيئي، ويدق ناقوس الخطر بشأن التهديدات المحدقة بالموارد الطبيعية في المنطقة. الماء في هذه المناطق لا يُعتبر مجرد مورد طبيعي عابر، بل هو شريان الحياة اليومية، ومصدر يعتمد عليه الفلاحون والسكان في الشرب والسقي والتغذية، حين يتم تلويث هذا المورد الثمين بجثث متحللة، فإن الضرر لا يقف عند حدود البئر، بل يمتد إلى المياه الجوفية، التربة، المزروعات، والبيئة المحيطة ككل. ما وقع لا يجب أن يُفهم كحادثة معزولة، بل كمؤشر على غياب منظومة واضحة للتعامل مع النفايات الحيوانية، خاصة في المناطق القروية، الحيوانات النافقة، خصوصًا إذا ماتت بسبب مرض، لا تُعد نفايات عادية، بل بؤرًا محتملة للأوبئة، ومصدرًا للتلوث الجرثومي والبكتيري، رميها في بئر مائية هو كارثة بيئية وإنسانية بكل المقاييس. خطورة الحادث، أعقبه تحرك فعّال من عدة جهات مسؤولة، بحيث كان يُنتظر منها هذا التدخل الفوري لاحتواء التلوث، مع إجراء تحاليل كافية للبئر وتمشيط المنطقة ككل مع العلم أن المياه الجوفية لها روافد عميقة تحت الأرض، وتحديد المسؤولين عن هذا الفعل الذي قد يرقى لفعل جرمي يعاقب عليه القانون، إلى جانب فتح نقاش محلي حول سبل تجنب تكرار مثل هذه الكوارث بتأطير من ذوي الاختصاص… إن ما وقع يجب أن يُحوَّل إلى فرصة لإعادة التفكير في علاقة الإنسان المحلي ببيئته، في تفعيل قوانين حماية الموارد الطبيعية، وفي الاستثمار في التوعية، خصوصًا لدى الفلاحين وملاكي ضيعات الدواجن، حول طرق التخلص السليم من النفايات البيولوجية. البيئة ليست قضية نخب، بل مسألة حياة، والعبرة بالخواتم…