الطالبي العلمي كاعي من البلوكاج لي داير لشكر لهياكل مجلس النواب واللي تسبب فتعطيل المؤسسة التشريعية    وزيرة : ليبيريا تتطلع إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التكوين المهني    "أحرضان" القنصل المغربي بهولندا يغادر إلى دار البقاء    عساكرية من مالي والنيحر شاركو مع البوليساريو فتمرين دارتو دزاير (تصاور)    نقابة تتهم حيار بتعطيل الحوار الاجتماعي ومحاولة تصفية وكالة التنمية الاجتماعية    تعزية لعائلة الجايحي في وفاة الحاج علال    المدير العام لمنظمة "FAO" يشيد بتجربة المغرب في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والغابات    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    مذكرة إخبارية للمندوبية السامية للتخطيط نتائج بحث الظرفية لدى الأسر الفصل الأول من سنة 2024    "لارام" وشركة "سافران" تعززان شراكتهما بمجال صيانة محركات الطائرات    فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة    إسرائيل تقصف أصفهان بمسيّرات.. وإيران: لا تقارير عن هجوم من الخارج    رغم غلق الأجواء.. فريق مغربي يسافر في رحلة مباشرة إلى الجزائر    العصبة الاحترافية تتجه لمعاقبة الوداد بسبب أحداث مباراة الجيش    فضيحة فبني ملال.. التغرير بأطفال قاصرين بغرض تعريضهم لاعتداءات جنسية طيح بيدوفيل    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    أخْطر المُسَيَّرات من البشر !    الهجوم الإسرائيلي على إيران يشعل أسعار النفط    لوسيور كريسطال تكشف عن هويتها البصرية الجديدة    أنباء عن انفجارات في إيران ناجمة وفق مسؤولين أميركيين عن ضربة إسرائيلية    "قتلوا النازحين وحاصروا المدارس" – شهود عيان يروون لبي بي سي ماذا حدث في بيت حانون قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي    ورشة في تقنيات الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية بجماعة عرباوة    مهرجان خريبكة الدولي يسائل الجمالية في السينما الإفريقية    سوريا تؤكد تعرضها لهجوم إسرائيلي    جورنالات صبليونية: هليكوبتر بالشعار الملكي والدرابو بالحمر حطات فمطار كاستيون    الدكيك وأسود الفوتسال واجدين للمنتخب الليبي وعينهم فالرباح والفينال    هجرة .. المشاركون في الندوة الوزارية الإقليمية لشمال إفريقيا يشيدون بالالتزام القوي لجلالة الملك في تنفيذ الأجندة الإفريقية    دوي انفجارات بإيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائيلية    حملة جديدة لتحرير الملك العام في مدينة العرائش أمام تغول الفراشة    جنايات الحسيمة تصدر حكمها على متهم بسرقة وكالة لصرف العملات    مليلية تستعد لاستقبال 21 سفينة سياحية كبيرة    تقرير يُظهر: المغرب من بين الوجهات الرخيصة الأفضل للعائلات وهذه هي تكلفة الإقامة لأسبوع    تفاصيل هروب ولية عهد هولندا إلى إسبانيا بعد تهديدات من أشهر بارون مخدرات مغربي    بعد نشر سائحة فيديو تتعرض فيه للابتزاز.. الأمن يعتقل مرشد سياحي مزور    واش اسرائيل ردات على ايران؟. مسؤولوها اكدو هاد الشي لصحف امريكية واعلام الملالي هدر على تصدي الهجوم ولكن لا تأكيد رسمي    حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة    المغاربة محيحين فأوروبا: حارث وأوناحي تأهلو لدومي فينال اليوروبا ليگ مع أمين عدلي وأكدو التألق المغربي لحكيمي ودياز ومزراوي فالشومبيونزليك    "الكاف" يحسم في موعد كأس إفريقيا 2025 بالمغرب    خطة مانشستر للتخلص من المغربي أمرابط    نصف نهائي "الفوتسال" بشبابيك مغلقة    أساتذة موقوفون يعتصمون وسط بني ملال    رئيس "الفاو" من الرباط: نفقات حروب 2024 تكفي لتحقيق الأمن الغذائي بالعالم    بيضا: أرشيف المغرب يتقدم ببطء شديد .. والتطوير يحتاج إرادة سياسية    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب بفرض عقوبات على الأندية الإسرائيلية    "قط مسعور" يثير الرعب بأحد أحياء أيت ملول (فيديو)    منير بنرقي : عالم صغير يمثل الكون اللامتناهي    أكادير تحتضن الدورة الأولى لمهرجان "سوس كاسترو" الدولي لفنون الطهي ونجوم المطبخ    تنظيم الدورة الثانية لمعرض كتاب التاريخ للجديدة بحضور كتاب ومثقفين مغاربة وأجانب    "نتفليكس" تعرض مسلسلا مقتبسا من رواية "مئة عام من العزلة" لغارسيا ماركيز    الانتقاد يطال "نستله" بسبب إضافة السكر إلى أغذية الأطفال        قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (6)    الأمثال العامية بتطوان... (575)    وزارة الصحة تخلد اليوم العالمي للهيموفيليا    هاشم البسطاوي يعلق على انهيار "ولد الشينوية" خلال أداء العمرة (فيديوهات)    وزارة الصحة: حوالي 3000 إصابة بمرض الهيموفيليا بالمغرب    الأمثال العامية بتطوان... (574)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إقليم سيدي بنور بين غنى الموارد الطبيعية و المخاطر البيئية
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 23 - 04 - 2018

تتعدد الموارد الطبيعية التي يزخر بها إقليم سيدي بنور سواء كانت حيوانية أو نباتية أو مائية في إطار تنوع بيولوجي مصحوب بنظام ايكولوجي تتميز به المنطقة ، فشواطئ الإقليم الأطلسية الممتدة على مسافة 30 كلم تقريبا تتميز كلها بالاستواء و محاذاة الغابة كما هو الشأن بشاطئ الواليدية … وتتميز باعتدال الحرارة بالإضافة إلى جودة مياهها و رمالها ، فإقليم سيدي بنور يتميز بوجود قطاع غابوي مهم يغطي جزءا كبيرا من مساحته الفلاحية كغابة عين الغر الموجودة بين الواليدية و الغربية و غابة بوحمام بسيدي بنور و غابة أولاد بوساكن … بالإضافة إلى الشريط الغابوي الممتد عبر مجموعة من شطئان الإقليم ، ومن الموارد الطبيعية المهمة بإقليم سيدي بنور نجد الثروات السمكية و تربية المحار،و شساعة المجال الفلاحي و الرعوي و الفضاء الغابوي والمؤهلات السياحية، مما يجعل النسيج الاقتصادي للمنطقة متنوعا ، ويعتبر قطاع الفلاحة قاطرة التنمية بالاقليم ، بالنظر إلى توفره على مؤهلات فلاحية مهمة كذلك الشأن بالنسبة لمجال الصيد البحري نظرا لتوفره على موارد بحرية مهمة ، حيث تمتد المنطقة على شريط ساحلي بطول 30 كلم على المحيط الأطلسي، تتخللها الكثير من الخلجان والموانئ الطبيعية والشواطئ الرملية والصخرية والأجراف الجذابة ..

ارتباطا بتوفر الشريط الساحلي لاقليم سيدي بنور على مناخ معتدل نسبيا و نظرا لأهمية الفرشات المائية الباطنية، قامت المصالح المسؤولة بمجهودات ملموسة لتنمية النشاط الزراعي، حيث تم تطوير فلاحة مكثفة عن طريق تهيئة البنيات الهيدرو فلاحية، إذ أصبحت المنطقة تتوفر على أحواض سقوية ، وتتجلى أهم المنتوجات الزراعية في، الكلأ، الخضر، الحبوب و القطاني و تحتل زراعة الشمندر القسط الأوفر من المساحة المزروعة كما يشكل قطاع تربية الماشية نشاطا تقليديا لساكنة إقليم سيدي بنور ، يغلب عليه طابع الكسب عن طريق الرعي و التسمين وتظل الأبقار والأغنام من أهم الفئات المفضلة لدى كسابي سيدي بنور كما تعتبر السياحة أحد القطاعات المهمة الذي تعقد عليه آمال النهوض باقتصاد الاقليم ، حيث أن إقليم سيدي بنور يتوفر على إمكانيات سياحية هائلة والتي تتمثل أساسا في الشواطئ الشاسعة وسطوع الشمس على امتداد السنة والأماكن الطبيعية المتعددة. كما أن المناطق الداخلية تحفز السائح على استكشافها حيث توجد مجموعة من المنخفضات الخصبة الغنية بالنباتات المتنوعة، الأمر الذي يشكل ملجأ لأنواع كثيرة من الحيوانات و الطيور المهاجرة والعابرة بين إفريقيا وأوربا كالبجع والشنقب … كل هذه العوامل تخول لاقليم سيدي بنور أن يصبح من أهم أقطاب السياحة على المستوى الوطني والدولي ، غير أن هذه الموارد الطبيعية بإقليم سيدي بنور تبقى مهددة نتيجة عدة عوامل تؤثر سلبا على الوضع البيئي باعتبار ، الطابع الحساس للموارد الطبيعية بدكالة وندرتها بالمقارنة مع التزايد المستمر لعدد السكان و الزحف الاسمنتي الخطير ، وميلها (الموارد الطبيعية) ، على نحو سريع أو أقل سرعة إلى التراجع يزيد من أثرها على جودة حياة الناس وتؤثر سلبا في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
إن هذا الوضع ، فضلا عن المخاطر المناخية التي تمس الموارد المائية والزراعية، تؤدي إلى تفاقم المشاكل السوسيو-اقتصادية، وإن السياق الحالي يطرح تحديات كبيرة للتنمية المستدامة تسعى السلطات جاهدة لمواجهتها.
التدهور الايكولوجي
الواليدية اليوم ليست كالبارحة فهي تتعرض حاليا للعديد من التجاوزات المضرة بالوضع البيئي بإقليم سيدي بنور بسبب مافيات الخشب التي كانت وراء اندثار المجال الغابوي الساحلي سواء من اجل التوسع العمراني أو من جانب تهريب خشب الاوكالبتوس كما إن ضعف الإجراءات الوقائية الأمنية ساعد على تزايد عمليات السطو على الموارد الطبيعية و بقيت رمال الساحل دائما عرضة للنهب من قبل مافيات المقالع و ما قلناه عن الوالدية بسيدي بنور يصدق كذلك على مناطق أخرى بالاقليم … لقد أدى هذا الإجتثات المستمر للأشجار الغابوية و كذلك شحن الرمال إلى تسرب مياه البحر المالحة داخل الغطاء الغابوي بحيث أن هذه التسربات أثرت على الفرشة المائية، فالآبار التي كان السكان يتخذونها كمصدر لمياه الشرب أصبحت نسبة الملوحة فيها عالية و أصبحت هذه المياه غير صالحة للشرب ، أحد الاساتذة بالمعهد العلمي بالرباط أكد كون التنوع البيولوجي يتدهور بالاقليم بسبب التدمير المكثف للأنظمة الايكولوجية و المستوطنات ، فالتشكيلات النباتية و الوحيشية يقول الأستاذ تفقد أكثر فأكثر مستوطناتها الخاصة التي تميز الأجناس الموجودة بكيفية جلية كما هي الحال بالنسبة لكبار الكواسر التي تتطلب مستوطنات مركبة و خاصة . فالعبث بمواقع بناء الأعشاش يمثل واحدا من الأسباب الرئيسية لأفول تلك الطيور التي هي بمثابة مؤشرات على الوضع الصحي الجيد لأنظمتنا الايكولوجية ، يمكن تلخيص الاكراهات الرئيسية التي تعيق المحافظة على هذا التراث الاكراهات المرتبطة بالوسائل ( البشرية و المالية ) اجتثاث النباتات و اقتلاع الأشجار و الرعي في الغابات و حطب التدفئة و القنص المفرط و القنص المحظور و كذا هشاشة الأنظمة الايكولوجية الغابوية .
إن التخريب الايكولوجي بالمنطقة أثر و بشكل كبير على العديد من الكائنات الحية التي اندثرت منها فئات عدة ، فعملية قلع ما يسمى ب " الربيعة " من قعر البحر ببعض الشواطئ و الكل يعلم أنها ( الربيعة ) يتطلب نموها عدة سنوات كما أنها تعد مصدرا لإنتاج الاوكسيجين و غداءا لمجموعة من الكائنات البحرية … هذا الاختلال يؤثر و بشكل كبير على الوضع البيئي بإقليم سيدي بنور .
تلوث التربة
يعرف بأن تلوث التربة هو إدخال ملوثة بداخل التربة ، و التي تتسبب في إتلاف لعدد من وظائفها ، و التي تسبب بدورها في تدهور للموارد المائية بالنظر إلى وضع التربة على السطح من جهة ، و من جهة أخرى التأثيرات السلبية البيئية و الصحية ، و بصفة عامة يمكن التمييز بين تلوث موضعي حيث مصدر و المساحة الملوثة محدودة في المجال و تلوث منتشر حيث مصدره و رقعته المجالية منتشرة على نطاق واسع .
و تتعدد أسباب تلوث التربة بإقليم سيدي بنور نظرا لخصوبة أراضيه و اعتماد أغلبية ساكنته على الفلاحة ( زراعة الحبوب و القطاني و الشمندر و الخضروات …) الأمر الذي يدفع بهم إلى الاستعمال المفرط للمواد الكيماوية و المبيدات و كذلك بفعل النفايات المنزلية بنوعيها الصلبة و السائلة و التي يتم إلقاؤها بصفة مباشرة تشكل هي الأخرى خطرا على التربة و جودتها الفيزيائية و الكيميائية و يتمثل التلوث المحتمل في بقايا المعادن و الملح إما على المستوى الفيزيائي ، نذكر هنا المواد التي تعمل على انسداد التربة حيث تعمل على تقليص التبادلات الغازية مع الجو أيضا على مستوى معدلات تسرب المياه و الأنشطة الإحيائية بداخل التربة ، وكذلك النفايات الخشنة مثل قطع الزجاج و الحديد إضافة إلى عناصر أخرى و هي كلها تشكل عاملا في تدهور جودة التربة و خاصة بالأراضي الفلاحية و الغابوية و الرعوية .
إن مظاهر تلوث التربة بإقليم سيدي بنور تبقى محصورة في رمي النفايات الخطرة و الاستخدام غير المعقلن للمبيدات و ما يسببه من مخاطر بيئية ( تلوث التربة و المياه ) خصوصا بمنطقة الوالدية و أحواز مدينة سيدي بنور و العونات و خميس الزمامرة و بني هلال … لا سيما في المناطق المسقية و التلوث المعدني بما في ذلك العناصر المعدنية و احتمال تلويثها للمياه الجوفية ناهيك عن الكمية الهائلة من الأتربة التي يقذف بها معمل السكر عشوائيا على أراض فلاحية خصبة غالبا ما تؤدي الرياح إلى انتشارها في الأراضي المجاورة التي تصبح بدورها ملوثة
تلوث الماء
تلوث الماء بإقليم سيدي بنور ناجم عن عدة عوامل تكون سببا في فقدانه للجودة و القيمة الغذائية و ينقلب بفعل ذلك إلى عنصر مؤثر و مضر بصحة الكائنات الحية و منها الإنسان .
تؤثر المقالب العشوائية ( المزابل ) سلبيا على المياه السطحية و الجوفية نظرا للمحتوى المائي العالي للقمامة ، و كذلك مع تهاطل الأمطار مما يتسبب في تراكم العناصر السامة التي يمكن أن تلوث المياه الجوفية و كذلك مجاري المياه الأخرى ، كما لازالت معضلة نفايات المزابل المتواجد بجماعات الإقليم مثال المزبلة المتواجدة بأولاد ناصر جماعة العطاطرة و كذلك معمل السكر تلقي بظلالها بإقليم سيدي بنور ؛ فمن بين مصادر تلوث المياه العصارة الآتية من النفايات المنزلية و تلك المفرغة في المدافن الغير الملائمة و المحاذية لمجاري المياه ( السواقي ) ، فبالرغم من النداءات المتكررة للسكان المجاورين وكذا الأحياء المتضررة، فضلا عن نقل هذا الإشكال/ الظاهرة عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، بل مناقشتها و طرحها من طرف جهات مسؤولة ، قصد إيجاد الحلول الآنية لهذه الظاهرة البيئية الخطيرة التي تزداد تفاقما يوما بعد يوم، وبدرجة أكثر خطورة أثناء ارتفاع درجات الحرارة، فالوضع لازال كما هو في ظل غياب تحرك فعلي و جاد للتصدي للظاهرة حيث لازالت تنبعث من مجاري مصارفها و تعفناث محتوياتها روائح كريهة تزكم أنوف الساكنة، كما تصاحبها ظهور حشرات مضرة لصحة الإنسان والبهائم ، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية على الفرشة المائية و السواقي المجاورة و المزروعات الفلاحية والغطاء النباتي بشكل عام. هذا فضلا عن الأخطار الفتاكة التي باتت تشكلها تلك النفايات التي امتدت لتطال أحياء أخرى كما هو الشأن بالنسبة للنفايات التي يلفظها معمل السكر بسيدي بنور و التي تصل حتى جماعة مولاي عبد الله بالجديدة عبر مجاري الواد الحار كما لم تسلم المؤسسات التعليمية المجاورة هي الأخرى من خطر هذا التلوث ... الأمر الذي ينعكس سلبا على جودة المياه بحيث يكون مستهلكها من الإنسان كان أو الحيوان عرضة لمجموعة من حالات التسمم و الأمراض كالإسهال و الكوليرا و الزحار و الطفيليات المعوية و حمى التيفويد .
تلوث الهواء
مصادر تلوث الهواء بإقليم سيدي بنور يمكن حصرها في ثلاثة نقط رئيسية -1- النشاط الصناعي -2- الحرق المكشوف للقمامة -3- حرق اللدائن و الأسلاك النحاسية المغلفة بمادة البلاستيك .
يعتبر النشاط الصناعي بإقليم سيدي بنور من أهم العوامل المسببة لتلوث الهواء حيث ينبعث غاز ثاني وأكسيد الكبريت SO2 من مداخن بعض المصانع و خاصة تلك التي تستخدم المازوت كوقود و كذلك ينبعث أيضا من المصانع الكيماوية و هو غاز يهاجم الجهاز التنفسي للإنسان متسببا في الاختناق.
و يتحد غاز ثاني أكسيد الكبريت مع الأكسجين الجوي مكونا ثالث أكسيد الكبريت SO3 الذي يذوب بشراهة في بخار الماء الموجود بالجو مكونا حمض الكبريتيك و الذي يعرف بالإمطار الحمضية الذي يؤثر على الجهاز التنفسي للإنسان و الكائنات الحية و كذلك يتلف الزراعات و الممتلكات العامة و يؤثر بالسلب على التربة .
غازات اكاسيد النتروجين NO2-NO-NOx ، ينبعث غاز أول أكسيد النتروجين من آلات احتراق الوقود بالسيارات و الذي يتأكسد بالأكسجين الجوي أثناء النهار ( أشعة الشمس ) ليتكون غاز ثاني أكسيد النتروجين و غاز الأوزون ، وكل من ثاني أكسيد النيتروجين ، و غاز الأوزون له تأثير مؤكسد قوي يؤثر على الجهاز التنفسي للإنسان و الكائنات الحية كذلك يمكن لغاز ثاني أكسيد النيتروجين أن يذوب في بخار الماء مكونا حمض النيتريك ( أمطار حمضية ) ويلاحظ أن زيادة تركيزات غاز الأوزون و ثاني أكسيد النيتروجين نهارا حول الطرق المرورية ذات الكثافة . و هناك غاز أول أكسيد الكاربون CO2 ، هو غاز سام عديم اللون و الرائحة ناتج عن الاحتراق الغير التام ، يكون من هيموجلوبين الدم ما يعرف بالكربوكسي هيموجلوبين الذي يقلل من كفاءة الدم الحمراء في نقل الأكسجين لخلايا الجسم و لذلك يمكنه أن يسبب الاختناق .
الجسيمات العالقة : تنقسم الجسيمات العالقة إلى متساقطة و صدرية اعتمادا على حجم الجسيم أخطرها الجسيمات الصدرية حيث يقل حجم الجسيم فيها عن 10 ميكرون و بذلك يسهل وصوله إلى رئة الإنسان مما يتسبب في مشكلة تنفسية و نتيجة الطرق الغير مرصوفة و تكدس القمامة و الحرق المكشوف للمخلفات الصلبة تزيد من مشكلة الجسيمات العالقة و تعتبر مشكلة عامة حيث أن تفاقم مشكلة القمامة و وجود أكوام كبيرة منها يؤدي إما إلى احتراق ذاتي أو يتم إحراق هذه الأكوام بواسطة الإنسان حتى يتخلص من الأكوام الموجودة ، و أثناء الاحتراق تتصاعد الأدخنة و الغازات المسببة لتلوث الهواء و وجود المواد البلاستيكية في القمامة ممكن أن يكون مادة الديوكسين أثناء الحرق و هي مواد ذات تأثير صحي خطير على صحة الإنسان و هذه المادة تم اكتشافها حديثا في الدول المتقدمة ناتجة عن حرق القمامة بواسطة المحارق الخاصة بذلك . كما أن النفايات المفرغة في المدافن الغير الملائمة تتسبب حين تخزينها في تفريغ غازات حيوية و روائح كريهة مع نمو جراثيم مسببة للأمراض .
حرق اللدائن و الأسلاك النحاسية المغلفة بمادة البلاستيك :
تنشط هذه الظاهرة المؤثرة على البيئية كونها تلوث الهواء و تتسبب في العديد من المخاطر في اقليم سيدي بنور ( سيدي بنور – أولاد عمران – الزمامرة – أربعاء العونات – بني هلال ) حيث يعمد العديد من بائعي لافراي إلى إحراق الأسلاك النحاسية الملفوفة بمادة البلاستيك كما يقومون بحرق آلات و تجهيزات منزلية قصد استخراج تلك المادة ، ويعتبر البلاستيك من المواد العضوية الأكثر استعمالا في التلفيف ، وهو مادة قابلة للاحتراق في الهواء ، فينتج عن الاحتراق الكامل للنوع (PE ) من البلاستيك ثنائي أكسيد الكربون و الماء و ينتج عن الاحتراق غير الكامل من هذا النوع من البلاستيك إضافة إلى النتائج السابقة أحادي أكسيد الكربون أما احتراق النوع ( PVC ) من البلاستيك فينتج عنه غاز سام هو كلورور الهيدروجين صيغته HCl يهاجم رئة الإنسان بالإضافة إلى النتائج السابقة كما يؤدي احتراق بعض أنواع البلاستيك إلى تكون غازات أخرى سامة مثل سيانور الهيدروجين ( HCN) وهو غاز قاتل للإنسان .
على سبيل الختم
إن الرقي الاجتماعي لإقليم سيدي بنور ، الذي هو مكون من مكونات التنمية المستدامة، لا ينفصل عن حماية البيئة ، و أن لكل شخص الحق في العيش في بيئة سليمة ، تضمن له الأمن والصحة والرخاء الاقتصادي والرقي الاجتماعي ، الذي يقوم بصفة خاصة على التضامن الاجتماعي، و التضامن بين الأجيال و على التضامن المجالي كما يقوم على مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و على تكوين الشباب و تنمية الجماعات المحلية ، و المحافظة على التراث الطبيعي والثقافي وجودة العيش ، فاتفاقية استكهولم هي الاتفاقية الأولى الملزمة للحكومات للتحكم في نوع المواد الكيميائية بغرض حماية صحة الإنسان و البيئة من أي أذى قد يسببه التعرض للكيماويات السامة كما يجب ان نعلم بضرورة الحاجة إلى التغيرات المؤسسية و التي تمكن المجتمعات من إدارة الكيماويات و قد أعلن وزراء البيئة و الصحة و ممثلي 100 دولة و ممثلي المجتمع المدني و القطاع الخاص في لقاء دولي أن البيئة مازالت تعاني في جميع أنحاء العالم من تلوث الهواء و الماء و التربة مؤثرة بذلك على صحة الملايين و رفاهيتهم و قد تم التصديق على النهج الاستراتيجي للإدارة الدولية للكيماويات السايكم كخطة عمل دولية الهدف منها أن يتم الوصول للإدارة السليمة للكيماويات في كافة مراحلها بحلول عام 2020 الذي لم تعد تفصلنا عليه سوى سنتين و أن يكون إنتاج استخدام المواد الكيماوية بطرق تقلل التأثيرات الضارة على صحة الإنسان و البيئة إلى حدودها الدنيا و يهتم السايكم بالكيماويات الزراعية و الصناعية و يغطي جميع مراحل دورة تصنيع و استخدام المادة و كذلك التخلص منها و يشمل الكيماويات في المنتجات و النفايات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.