شهدت جلسة اليوم الجمعة بغرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء تطورات مثيرة في قضية "إسكوبار الصحراء" التي يتابع فيها عدد من المسؤولين السياسيين البارزين. وقد استمعت هيئة الحكم في القاعة 8 إلى أحد المتهمين الرئيسيين في القضية، سعيد الناصري، وسط ترقب كبير. وخلال الجلسة، واجهت المحكمة سعيد الناصري بأقواله المدونة في محاضر الضابطة القضائية بشأن حيازته لأحد العقارات وعلاقته بأحد المعتقلين في سجن الجديدة. إلا أن الناصري نفى بشكل قاطع جميع التهم الموجهة إليه، مؤكداً على براءته وتمسكه بها. وتعمقت المحكمة في استجواب الناصري حول علاقته بصفقة بيع فيلا فاخرة في منطقة كاليفورنيا بالدارالبيضاء، والتي كانت في ملكية زوجة رئيس جهة الشرق السابق عبد النبي بعيوي. كما تم استفساره عن شقة أخرى بمدينة وجدة، وهي القضية التي تفجرت بعد اكتشاف طليقة بعيوي سنة 2013 أن العقارين تم بيعهما بناءً على وكالة قيل إنها مزورة. وفي رده على هذه الاتهامات، نفى الناصري علمه بتفاصيل عملية البيع، مؤكداً أنه لا تربطه أي صلة بالعقد ولم يكن طرفاً فيه. وأوضح أن عملية البيع تمت مباشرة بين عبد النبي بعيوي وشخص آخر يدعى قاسم بلمير. وبخصوص علاقته بالزوجة السابقة لعبد النبي بعيوي، ذكر الناصري أنه تعرف عليها بعد انتهاء الخلافات الزوجية بينها وبين بعيوي. وأشار إلى أن علاقته ببعيوي نفسه بدأت في عام 2013 عندما اشترى سيارة من شركة لبيع السيارات يملكها صديق له في الدارالبيضاء. وفي سياق متصل، نفى الناصري نفياً قاطعاً وجود أي علاقة حميمية بسيدة أخرى متهمة في الملف تدعى دليلة، موضحاً أنها تعمل ك "ستيليست" وأن العلاقة التي تجمعهما لا تتعدى إطار العمل المهني. أما فيما يتعلق بالمتهم الآخر في القضية، قاسم بلمير، فأوضح الناصري أنه تعرف عليه خلال عيد الأضحى عام 2013، مؤكداً أنه لا توجد بينهما أي علاقة سوى مكالمة هاتفية جرت في عام 2016 لتهنئة بلمير بمناسبة فوزه في الانتخابات. وفي سياق آخر مثير، تطرق استجواب الناصري إلى علاقة الفنانة المغربية المعروفة لطيفة رأفت بشخص يلقب ب "المالي"، والذي أصبح زوجها لاحقاً. وأوضح الناصري أن العلاقة بينهما بدأت وتوطدت خلال فعاليات مهرجان الواحات بزاكورة، الذي أقيم تحت الرعاية الملكية. وكشف الناصري عن تفاصيل جديدة حول بداية هذه العلاقة، مشيراً إلى أن وسيطاً إعلامياً يدعى "أسامة"، كانت تربطه علاقة ب "المالي"، هو من نقل للأخير رغبته في لقاء لطيفة رأفت أو الفنانة نعيمة سميح. وذكر أن لطيفة رأفت رفضت فكرة اللقاء في جناح خاص، وأبدت استعدادها لاستقباله في فيلتها، وهو ما تم بالفعل. وتستمر فصول هذه القضية التي تشغل الرأي العام، وسط تساؤلات حول مصير المتهمين وما ستسفر عنه التحقيقات والمرافعات القادمة.