صنع فريق أمل تزنيت مجدًا كرويًا يُحسب له وللمدينة بأسرها، بعدما حقق الصعود إلى قسم الصفوة، في لحظة لا يعرف قيمتها الحقيقية إلا من له دراية بأبعاد الرياضة، السياحة، التسويق، والاقتصاد المجالي. إلا أن هذا الإنجاز، بدل أن يُقابل بالتصفيق والدعم، وُوجه بصمت بارد، كشف عن غياب تام لروح المسؤولية لدى الفاعلين المنتخبين والاقتصاديين ومكونات النسيج المحلي. إن صعود أمل تزنيت إلى قسم الكبار لا يعني مجرد مباريات رياضية تقام كل أسبوعين، بل هو حدث تسويقي بامتياز، ومهرجان ترويجي دوري للمدينة، سيمكنها من استقبال فرق كبرى، وعدسات القنوات الوطنية، وآلاف المتابعين عبر الشاشات والمنصات الرقمية. إنها لحظة ذهبية لتلميع صورة تزنيت وإبراز هويتها وإمكاناتها، تمامًا كما يُقال: "المدينة تُعرف بالرياضة أو بالكوارث"، ولحسن الحظ، أمل تزنيت منحها فرصة الارتقاء بالصورة الأولى. ورغم هذا الإنجاز، ورغم السنوات الطويلة من الجهد والصبر والعمل القاعدي، لم تبادر أي جهة رسمية أو اقتصادية إلى تكريم الفريق أو التعبير عن الاعتراف بما تحقق. لا حديث عن حفل رمزي يليق باللحظة، لا حضور لمبادرات شكر تُوجه للاعبين وأطرهم وعائلاتهم، لا تلميح لأي برنامج مواكبة أو تحفيز، وكأن الأمر لا يعني أحدًا! إن منطق "اللامبالاة" الذي طغى بعد تحقيق الصعود، يُثير تساؤلات كبرى حول العلاقة الفعلية للمسؤولين بالرياضة كمحرك للتنمية. هل يُعقل أن يُحقق فريق محلي ما عجزت عنه مؤسسات، ثم يُترك في عز فرحته دون التفاتة؟ أليس من المنطقي أن يُنظم حفل تكريمي يليق بالتاريخ الذي صُنع، ويوثق اللحظة التي انتصرت فيها تزنيت لنفسها عبر أبنائها؟ ما حدث ليس مجرد إغفال، بل هو عنوان لسوء تقدير وقصر نظر في فهم رهانات المرحلة. وإذا استمر هذا الصمت، فإن المدينة ستخسر فرصة ثمينة لصناعة رواية جديدة عن نفسها، عنوانها: "تزنيت مدينة قادرة على معانقة القمة، لكنها تحتاج لمن يصدق بقدرتها على ذلك".