لم يكن المشهد ليمر دون أن يثير انتباه الكثير من مستعملي الطريق الوطنية على الشريط الساحلي، الذي يربط بين مدينة الدارالبيضاء وآزمور. كان المشهد يوحي بأن «أمرا غير عادي» تجري أطواره في المكان، ومن أجل استجلاء الحقيقة، كان سائقو مختلف وسائل النقل التي تعبر الطريق، يخففون السير لمتابعة أطوار الانتشار الكثيف لمختلف أنواع التجهيزات الأمنية. عناصر من الدرك الملكي برتب مختلفة، وقوات مساعدة وقوات عمومية لحفظ النظام، وقائد قيادة دار بوعزة وأعوانه.. هي ذي التعزيزات الأمنية الكثيفة التي حلت صباح أول أمس الاثنين بدار بوعزة من أجل تنفيذ حكم إفراغ بأحد المنازل القريبة من الطريق الوطنية التي تحمل اسم «طريق آزمور». منذ ساعات مبكرة من صباح يوم الاثنين، 5 نونبر الجاري، وصلت التعزيزات الأمنية التي عملت على تشكيل طوق أمني دائري أحاط بالمنطقة المستهدفة على بعد مئات الأمتار لمنع وصول الكثير من الأشخاص للمشاركة في التجمهر الذي حاول السكان القاطنون القيام به لمنع تنفيذ الإفراغ، إلا أن الأعداد الكثيرة من عناصر القوات العمومية حالت دون إبداء أية مقاومة، رغم تجمهر العشرات من السكان لمتابعة أطوار إفراغ المساكن المستهدفة، بعد صدور حكم قضى بإفراغ الدور من قاطنيها. وحسب مصدر مطلع فإن حكما قضائيا كان يستهدف سكان بعض الدور الواقعة على الهضبة المطلة على مركز دار بوعزة، غير بعيد عن المقر الرئيسي للبلدية، حيث حلت القوات العمومية من أجل الإشراف على تنفيذه. وتوجد الدور المستهدفة التي تم إخراج أثاثها ووضعه أمام المنزل وسط أكوام من بقايا بعض الأشجار التي تم تقطيعها. بعد أن علتها صور الملك وأعلام وطنية، استعدادا للاحتجاج على تنفيذ القرار القضائي، على مقربة من إحدى الضيعات الفلاحية التي قام ملاكها برفع دعوى الإفراغ، بداعي الاحتلال. لكن التعزيزات الأمنية التي حلت بالمكان، منعت جميع محاولات منع التنفيذ، ليتمكن منفذو الحكم من الإشراف على تنفيذ فصوله، وإخلاء المحل بعد طرد السكان منه. وقد دامت عملية الإفراغ ساعات، حيث استمر القوات العمومية مرابضة بالمكان، عاملة على تطويق جميع منافذه، رغم تمكنها من إخراج جميع الأثاث الذي كان يوجد بالمنزل المعني. رشيد قبول تصوير: إبراهيم بوعلو