روسيا ‬وجمهورية ‬الوهم ‬‮:‬علامة ‬تشوير جيوسياسي‮ ‬للقارة‮!‬

اعتادت ‬روسيا ‬أن ‬تستبعد ‬جمهورية ‬الوهم ‬من ‬لقاءاتها ‬مع ‬الدول ‬الإفريقية‮..‬ ‬
اعتادت ‬التعامل ‬الرسمي ‬مع ‬الدول ‬54 ‬فقط ‬الموجودة ‬في ‬الاتحاد ‬الإفريقي ‬بالرغم ‬من ‬إصرار‮.‬ ‬حليفتها ‬الجزائر ‬على ‬حضور ‬جمهورية ‬الوهم ‬في ‬تندوف ‬المنتديات ‬الإفريقية ‬الروسية‮…‬بمعنى ‬آخر:سواء ‬كانت ‬جمهورية ‬الوهم ‬عضوا ‬في ‬الاتحاد ‬الإفريقي ‬أو ‬ليست ‬عضوا، ‬فلا ‬يعترف ‬الروس ‬بها‮…‬ ‬
وقد ‬حدث ‬نفس ‬الشيء ‬في ‬اللقاء ‬الذي ‬احتضنته ‬القاهرة، ‬والذي ‬سيليه ‬لقاء ‬القادة‮…‬ ‬
لكن ‬الحدث ‬هاته ‬المرة ‬له ‬دلالات ‬أقوى ‬لأنه ‬أدرج ‬في ‬بيان ‬منتدى ‬القاهرة ‬الختامي‮..‬ ‬باعتبار ‬أن ‬روسيا ‬لا ‬تتعامل ‬إلا ‬مع ‬الكيانات ‬المعترف ‬بها ‬في ‬الأمم ‬المتحدة‮…‬ ‬
كما ‬أنه ‬موقف ‬رسمي ‬عقب ‬موقف ‬موسكو ‬من ‬القرار ‬2797 ‬الذي ‬ثبت ‬الحكم ‬الذاتي ‬حلا ‬وحيدا ‬لملف ‬النزاع ‬في ‬الصحراء‮…‬
ولعل ‬من ‬المفيد ‬أن ‬نستحضر ‬هنا ‬التأطير ‬الذي ‬سبق ‬للديبلوماسية ‬المغربية ‬أن ‬وضعته ‬لتصويت ‬موسكو ‬وقتها.نذكر ‬بالفعل ‬أن ‬الرباط ‬وواشنطن ‬حاملة ‬القلم، ‬لم ‬تقدما ‬مشروع ‬القرار ‬المذكور ‬أعلاه ‬إلا ‬بعد ‬ضمان ‬موقف ‬روسي ‬بعدم ‬استعمال ‬حق ‬الفيتو‮..‬ ‬وهو ‬ما ‬يكشف ‬لنا ‬بأن ‬التنسيق ‬مع ‬روسيا ‬كان ‬قبل ‬القرار‮.‬ ‬من ‬أجل ‬ضمان ‬صدوره ‬‮!!‬
‬ولا ‬بد ‬من ‬استحضار ‬المقابلة ‬التلفزيونية ‬على ‬قناة «‬دوزيم» ‬بعد ‬صدور ‬القرار ‬، ‬حيث ‬نذكر ‬بأن ‬ناصر ‬بوريطة ‬شدد ‬على القول بأنه ‬‮«‬قبل ‬أن ‬نبدأ ‬النقاش ‬حول ‬القرار ‬الأخير، ‬كان ‬لابد ‬من ‬أن ‬نتأكد ‬إن ‬كانت ‬روسيا ‬ستستعمل ‬حق ‬الفيتو ‬أم ‬لا‮».‬ ‬وأكد ‬على أنه :‬‮«‬لو ‬كان ‬الجواب ‬بنعم ‬فلا ‬حاجة ‬لتقديم ‬القرار بما ‬أن ‬النتيجة ‬معروفة‮»‬ ‬وهي ‬الرفض‮.‬
وهو ‬أيضا ‬موقف ‬يهم ‬التعاون ‬الروسي ‬القاري،‮ ‬في‮ ‬ما سيهم التعاون الاقتصادي، ‬محور اللقاء‮ ‬،‮ ‬لاسيما‮ ‬بعد ‬خطاب ‬جلالة ‬الملك ‬في ‬31أكتوبر، ‬والذي ‬اعتبر ‬روسيا ‬من ‬القوى ‬الاقتصادية ‬العالمية ‬التي ‬تشارك ‬في ‬تثبيت‮»‬ ‬السيادة ‬الاقتصادية ‬للمملكة ‬على ‬الصحراء‮»‬ ‬وتتصرف ‬على ‬هذا ‬الأساس‮…‬
وفي ‬الخطاب ‬نجد ‬زاوية ‬للمعالجة ‬ممتدة ‬في ‬الزمن ‬وفي ‬السياسة، ‬من ‬حيث ‬تأكيد ‬ملك ‬البلاد ‬على ‬أن ‬‮«‬الاعتراف ‬بالسيادة ‬الاقتصادية ‬للمملكة ‬على ‬الأقاليم ‬الجنوبية، ‬عرف ‬تزايدا ‬كبيرا، ‬بعد ‬قرارات ‬القوى ‬الاقتصادية ‬الكبرى، ‬كالولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬وفرنسا ‬وبريطانيا، ‬وروسيا ‬وإسبانيا ‬والاتحاد ‬الأوروبي، ‬بتشجيع ‬الاستثمارات ‬والمبادلات ‬التجارية ‬مع ‬هذه ‬الأقاليم‮»… ‬
وهو ‬ما ‬يؤهلها ‬لتصبح ‬قطبا ‬للتنمية ‬والاستقرار، ‬ومحورا ‬اقتصاديا ‬بمحيطها ‬الجهوي، ‬بما ‬في ‬ذلك ‬منطقة ‬الساحل ‬والصحراء‮.‬ ‬
وفي ‬هذا ‬الإقليم ‬القاري ‬تواجد ‬روسي ‬فعلي،‮ ‬وصل ‬إلى ‬حد ‬التنسيق ‬العلني ‬والتخطيط ‬المشترك مع أقطاب إقليمية،‮ ‬كما هو حال دول الساحل والصحراء‮ ‬، ‬الذي ‬سبق ‬أن ‬أثار ‬حفيظة ‬الجزائر‮…‬
ويمكننا ‬أن ‬نستشف ‬بأن ‬موسكو ‬لن ‬تعارض ‬أي ‬قرار ‬إفريقي ‬يطرد ‬الجمهورية ‬المزعومة ‬من ‬الخارطة ‬المؤسساتية ‬‮ ‬للاتحاد ‬الإفريقي،‮ ‬على اعتبار أن العضوية في‮ ‬الاتحاد الإفريقي‮ ‬لا تضمن العضوية في‮ ‬المحفل الدولي،‮ ‬وأن العضوية في‮ ‬الأمم المتحدة هي‮ ‬قاعدة المشروعية الدولية في‮ ‬الوجود وفي‮ ‬العلاقات الروسية‮ ‬في‮ ‬العالم‮..‬كما ‬أن ‬دولا ‬كثيرة ‬على ‬علاقة ‬بها، ‬قد ‬تجد ‬في ‬موقف ‬موسكو ‬علامة ‬تشوير ‬جيوسياسية ‬حول ‬مستقبل ‬علاقات ‬موسكو ‬مع ‬القارة.‬