فارس لماذا قتل؟ فارس: لماذا قتل؟ فارس: لماذا قتل؟ وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت؟ فارس المهموم، خمسة أشهر فقط من العيش، وقرف وصل به حد الذهاب في الهذا العمر الباكر هربا من العيش في عالم العتوهين والمرضى هذا. فارس المهموم، صغير من فلسطين، من غزة تحديدا، لم يكن يعرف أنه سيحمل كنيته قسرا وسيحملها فعلا، وسيكون مهموما يخلف بعده هما لا ينقضي. صورته وهو يخرج من ثلاجة الموتى في غزة بعد قصف إسرائيلي تواطأت فيه على القطاع إسرائيل المجرمة وحماس المتشدقة بشعارات لاتستطيع تنفيذ واحد في المائة منها صورة تبعث على الألم، على الغثيان، على الحزن، على الرغبة في البكاء والانزياح من المكان ككل، وترك الجمل بما حمل والبحث عن ملاذ آمن في مكان آخر غير هذا الكون الضيق رغم الاتساع. صورة فارس وهو يخرج من المشرحة إلى المقبرة مشيعا بالشعارات الكاذبة هي صورة تدين كل مواطن إنساني يحيا على أرض هذا العالم اليوم، وتقول لنا باختصار مشكلة فلسطين. حين التلويح بالقدرة على قصف إسرائيل وقهرها وإبادتها ورمي اليهود كل اليهود في البحر، لابد أن يكون الملوح قادرا على تطبيق مايلوح به. لايمكنك أن تدخل الناس إلى محرقة بسبب نزقك، وأن تطلب من العالم في الختام إنقاذك والصلاة لشهدائك هذا الأمر يسمى قتل النفس دون وجه حق هذا الأمر يسمى الانتحار هذا الأمر يسمى إلقاء النفس في التهلكة هذا الأمر يسمى المتاجرة بدماء الصغار والكبار من أجل أن يحيا التنظيم العالمي في إمارته الغزاوية قادرا على إنفاق دولارات الخليج المتهاطلة. هذا الأمر يسمى السفه المؤدي إلى موت هذا الشعب الفلسطيني الأعزل كل يوم مليون مرة. إسرائيل مجرمة، بنت ستين كلب، كافرة بكل إنسانية، لا شعور لها ولا إحساس. دولة عنصرية وأبارتايد خطير، وكيان سفاح لو توفر في العالم قليل عدل لفرضت عليه كل قوانين الإقصاء، نعم، متفقون ونبصم بالعشرة على هذا الكلام، والعالم كله يقوله، لكن ماذا عن "حماس"؟ ماذا عمن يلعبون لعبة التوريط هاته ويهربون إلى سوريا والأردن وبقية الدول،يتابعون الوضع الميداني عن كثب، ويصعدون كل ثامنة مساء إلى "الجزيرة" لكي يبثوا عبرها خطب التشجيع الحماسية، قبل أن يكملوا إفطارهم والسحور؟ ماذا عن هؤلاء القتلة من الضفة الأخرى؟ ماذا عمن يلقون بصغير مثل فارس المهموم إلى الموت وهو في شهره الخامس دونما ذنب جناه؟ لايعرف فارس حماس، ولن يعرفها لحسن حظه. لن يعرف فلسطين، ولن يعرف إسرائيل، لون يعرف أي شيء في هذا الكون. سيعرف ثدي أمه الذي رضع منه هاته الأشهر الخمسة، وسيعرف طعم الموت الباكر، المفجع، القاسي، المفاجئ، المباغت، اللعين. سيعرف معنى الموت الرخيص، لأنه في ميزان إسرائيل، وفي ميزان حماس، لا يساوي شيئا هو فقط رقم إضافي، وصورة من أجل الماركوتينغ السياسي، وضريبة سيقدم الفقراء دوما مثلها آلاف بل ملايين المرات لكي تبقى آلهة الحرب قادرة على العيش إلى مالانهاية له من الزمان بئس الحرب هي، بئس النضال هو الذي لاينجح إلا في قتل الرضع الصغار