«جمعة بلا حافلات». ليس هذا أحد شعارات ثورات الربيع العربي المتأججة مثلا في اليمن وسوريا، ولكنه وصف مجازي لما عاشته مدينة الدارالبيضاء أمس، بعد خوض عمال ومستخدمي شركة «نقل المدينة» لإضراب شل حركة «الطوبيسات» لمدة 24 ساعة. فقد تفاجأ البيضاويون منذ الساعات الأولى من صباح الثامن عشر رمضان باختفاء حافلات «مدينة بيس» من الشوارع ومحطات الوقوف بكل أرجاء العاصمة الاقتصادية، حيث استمرت معاناة مستعملي النقل العمومي على مدار النهار إلى غاية حلول الليل في البحث «بالريق الناشف» عن وسائل بديلة تنقدهم من المشى على الأقدام وهم صيام في يوم قائظ. هذا الشلل المفاجئ في النقل بواسطة حافلات «مدينة بيس»، لم تعلن عنه التمثيليات النقابية داخل الشركة إلا في حدود الساعة الثالثة زولا من يوم الخميس المنصرم، أحد أكد مصدر نقابي في اتصال هاتفي بالجريدة «أن العمال والمستخدمون مارسوا ضغوطا شديدة على الكتاب العامون من أجل خوض هذا الإضراب رغم خروجهم في نفس اليوم بمذكرة حول تفاوضهم مع الإدارة وبمراسلتهم في وقت سابق لوالي الدارالبيضاء ومديرية الوكالات بوزارة الداخلية ومجلس المدينة حول المطالبة باستفادة المستخدمين السابقين للوكالة الحضرية للنقل الملحقين بشركة نقل المدينة من الزيادة الأخيرة ل600 درهم، التي قررتها الحكومة لفائدة الموظفين..». هذا الضغط وإلحاح العمال على تنفيذ الإضراب في المراكز الأربعة للمؤسسة بكل من المعاريف وبن مسيك والبرنوصي 1 و2، كان مرده حسب تصريحات عمالية هي إجبار ممثليهم النقابيين على عدم الاستمرار في مهادنة الإدارة والسلطات المحلية حول مفلهم المطلبي، ودفعهم إلى التصعيد من أجل انتزاعهم لحقهم في الزيادة الأخيرة أسوة بباقي الموظفين العموميين وشبه العموميين..». وفي انتظار أن تتحقق مطالب عمال ومستخدمي «نقل المدنية»، الذين يهددون بخوض إضراب آخر لمدة 48 ساعة ابتداء من يوم الإثنين المقبل في حالة عدم فتح الجهات المسؤولة لحوار جدي في الموضوع، سوف يبقى البيضاويون في حالة توجس من أن تتحول بعض أيامهم إلى «نهارات ومساءات بلا حافلات».