في سابقة من نوعها وبلغة الأرقام والصور ومعززة بشريط فيديو ، حاول حميد شباط الأمين العام لحزب الإستقلال والعمدة السابق لمدينة فاس استعراض حصيلة تسييره لهذه المدينة على مدى 12 سنة ، كان ذلك في لقاء تواصلي نظمه حزب الاستقلال و ترأسه الأمين العام للحزب يوم الخميس 21 أبريل 2016 بمعهد الفنون الجميلة بمدينة فاس، تحت شعار "فاس عهد البناء 20032015" و ذلك لعرض و مناقشة حصيلة العمل الجماعي للولاية الجماعية 2003-2015. ورغم الطابع الديبلوماسي الذي طغى على خطاب المسؤول الأول السابق على جماعة فاس اتجاه المسؤولين الجدد على تسيير الشان المحلي بالمدينة، فإن العديد من الملاحظين راوا في وضع هذه الحصيلة وبهذه الطريقة أمام ساكنة المدينة لا يخلو من "مقلب" سيضع هؤلاء المسؤولين امام حرج كبير لتجاوز ما سماه شباط "بالمنجزات الكبرى التي عرفتها المدينة إبان إشرافه على تسيير شؤونها إلى ما هو أفضل"، ولعل هذا ما جعله يؤكد في كلمته خلال هذا اللقاء التواصلي أمام حشد كبير من ساكنة المدينة على " أننا نحن اليوم حاضرين في هذا المجلس ولا احد يستطيع أن يسجل علينا أية ملاحظة " وأضاف بلغة لا تخلو من تهكم قائلا " ياك شباط غير أمي ،وغي سيكليسط " في إشارة إلى ما كان خصومه السياسيين ينعتونه به إبان ترأسه لمجلس جماعة فاس لكن شباط أضاف بنبرة تحدي " ياك دابا عندكم وزير الميزانية هو الرئيس ، سنرى كيف ستمشي الأمور وكيف ستصرف الميزانية وكيف ستكون النتائج " قبل ان يستدرك بلغة ديبلوماسية غير معهودة " نحن ليس لدينا مشكل مع العدالة والتنمية ولا مع الوزير الذي يترأس المدينة، نحن الأولون من سيصوت معه ، ولن نناقشه حتى لا يتهمنا احد بالعرقلة، او تكوين لوبيات ، فعندما قال هؤلاء الناس – في إشارة إلى منتخبي العدالة والتنمية – أنهم سيحركون الإقتصاد ، وتثبيت الأمن بالمدينة ، وسيرجعون مستخدمي النقل الحضري ، وسيرجعون الحدود مع جماعة أولاد الطيب وسيبنون سوق السمك قلنا لهم آمين ، لكن واجبنا هو تقديم نصائح لهم لأن هذا الأمر ليس على ما يرام فما بني على باطل فهو باطل". ولم يخف شباط طموح حزب الإستقلال في العودة إلى تسيير شؤون المدينة بل إلى قيادة التجربة الحكومية المقبلة وعبر عن ذلك صراحة بالقول " نحن أملنا أن نقود المرحلة المقبلة وكذا ان نقود الحكومة المقبلة لكن بإشراك الجميع " ، كما لم ينس شباط في معرض كلمته الحديث عن احداث 14 دجنبر 1990 التي اعتبرها بداية لعهد جديد ليس لمدينة فاس لوحدها ولكن لكل المملكة المغربية ، حيث أشرقت لبداية عهد جديد لهذه المدينة. وبدا من خلال استعراض ما وصفه بالمنجزات أنه وضع المسؤولين الجدد أمام تحدي كبير، حيث اكد على " أننا عندما تسلمنا المدينة كان الوضع كارثيا ولم نشتكي على احد أو القول بان هناك لوبيات ، أو ان هناك ديون أو شيء من هذا القبيل بل تحملنا المسؤولية ونحن على علم بكل الإكراهات والمشاكل ،وبالتالي كنا على معرفة بهذه الأوضاع لذلك وضعنا برامج واقعية سواء في سنة 1992 أو 1997 و2003 وكذا 2009، وهي برامج كانت مبنية على وقائع ولدينا رؤية لتنفيذها ، ولم نقل ان هناك لا ملفات ولا ديون ولا لوبيات بل تحملنا المسؤولية بناء على برنامج ورسمنا اهدافا لتحقيق المبتغى ." مشيرا إلى أن البرنامج ضم ثلاث محاور أساسية أولها إيقاف النزيف الديون المتراكمة، و ثانيا إتمام مشاريع التنموية الموقوفة للمجلس السابق و ثالثا إعادة تأهيل مدينة فاس. و أفاد المتحدث نفسه بأن الحصيلة العامة للمنجزات التي تم تحقيقها بمدينة فاس على مدى 12 سنة لا يمكن اختصارها في شريط مصور ،أو في بضع دقائق بقدر ما ان الأمر يحتاج إلى عدة لقاءات ، غير انه فند وبالأرقام ما يتم الترويج له ما وصفه بالأكاذيب التي تتحدث عن ترك الديون بالملايير في ذمة الجماعة ،بقدر ما قال انه ترك فائضا تجاوز 50 مليار سنتيم، بالإضافة الى الاوراش المفتوحة. وإيجاد حلول عملية وواقعية لكل المشاكل التي ثم رصدها في الولاية السابقة ، حيث تمكن مجلس المدينة الجديد 0نداك في ظرف ستة أشهر من تسديد ديون الوكالة المستقلة للماء و الكهرباء المتمثلة في 25 مليار، تم تحويلها لاحقا باتفاق مع وزارة المالية إلى استثمارات في مشاريع تنموية، والغاية من ذلك أيضا تقليص تكلفة الكهرباء عوض استهلاك 5 ملايير أصبح الاستهلاك في حدود 2 مليار فقط ، كذلك تم التغلب على ديون صندوق التجهيز الجماعي بتشجيع الاستثمارات و تسريع وثيرة الترخيص و تبسيط المساطر الإدارية، موضحا أن مدينة فاس شهدت بفضل هذه الرؤية الاستراتيجية والمشاريع التنموية حركة دينامية عكست صورة إيجابية لمدينة فاس ابتداء من سنة 2005، مشيرا إلى أن ما تم ترويجه في بعض وسائل الإعلام عن فشل المجلس البلدي الذي ترأسه حزب الاستقلال هو دعاية كاذبة، أريد بها تشويه صورة الحزب و الضرب في مصداقية المجلس الجماعي الذي مازالت إنجازاته تتحدث عنه حتى بعد نهاية ولايته مشيرا إلى ان المدينة كانت تسير بميزانية أقل من 40 مليار فيما تصل اليوم إلى أكثر من 80 مليار سنتيم. و جدد الأمين العام لحزب الاستقلال والعمدة السابق لمدينة فاس في نهاية كلمته على دعمه للمجلس البلدي الجديد بكل الوسائل المتاحة والممكنة بما يخدم مصالح السكان، مؤكدا أن حزب الاستقلال سيدعم كل المشاريع التنموية المستقبلية التي من شأنها خدمة الصالح العام والرفع من الإنتاجية الاقتصادية و الصناعية، وذلك اعترافا منه بالقيمة الرمزية التاريخية والثقافية والسياسية التي تتميز بها مدينة فاس.