بعد توقيفه مجموعة من الأطباء والصيادلة، أطباء القطاع العام يتهمون الحسين الوردي ب«الشعبوية» ويطالبونه بالكف عن التشهير بالأطباء والصيادلة لغايات سياسية وانتخابية. اعتبرت النقابة التوقيفات «حملة تشهير تطال أطباء وصيادلة القطاع العام»، تتسم بكونها متسرعة تمت تحت ضغط أطراف في الحكومة، في ظل غياب هفوات مهنية خطيرة في كل الحالات المسجلة لحد الساعة بكل من أكادير والناظور والقنيطرة. ووصفت النقابة بكون القرارات لا يمكن وضعها إلا في «خانة الحملة الانتخابية السابقة لأوانها»، وذلك بتحويل الأنظار بحملة «استباقية تدغدغ المشاعر وتؤلب القلوب» في وقت يتم فيه غض الطرف عن الأسباب الحقيقية المتمثلة في ضعف البنية التحتية للمنظومة الصحية سياسيا وبشريا، ومن حيث الوسائل الضرورية لعلاج المرضى. وفي نفس الوقت تساءلت النقابة عن موقف وزارة الصحة، لو أن الصحافة أو النقابة كشفت و«بدقيقتين قبل وقوع الحوادث» حقيقة عطل جهاز السكانير بكل من تارودانت أو تيزنيت قبل أكادير، أو عن حقيقة العطل المزمن لجهاز الأشعة عن مصلحة المستعجلات بالمستشفى المحلي بمدينة العروي. وشددت على أنه كان من الأولى التحقق مما وقع واتباع المساطر القانونية في حالة وقوع أية مخالفات، بدل إحداث حملة تشهير وزوبعة إعلامية ضد أطباء وصيادلة القطاع العام. ففي حالة أكادير فإن طبيبة الأشعة كانت تشتغل بمصحة الضمان الاجتماعي وفق الضوابط القانونية وخارج أوقات العمل، أما الطبيبة الثانية فلا علاقة لها بالمشكل لا من قريب ولا من بعيد وكل ذنبها أنها تشتغل بنفس المستشفى الذي وقع به شنآن بين عنصر الأمن الخاص ومواطن «لديه ارتباط بطرف حكومي وازن». وفي سياق التوضيح أكدت النقابة أن طبيب مستعجلات بمستشفى العروي لم يقم إلا بما يمليه ضميره المهني، وأنه قدم الإسعافات الأولية بالإمكانيات التي توفرت لديه نظرا لغياب الحد الأدنى من الوسائل العلمية والطبية الضرورية. أما فيما يخص حالة صيدلي القنيطرة فالأدوية المنتهية الصلاحية تعود إلى فترة ماقبل تعيين الصيدلي الموقوف، وقد قام حال تعيينه بكل الإجراءات التي يسمح بها منصبه. وفي الأخير طالبت النقابة الوزارة بتوفير الشروط العلمية والمهنية لعلاج المرضى بدل تحميل الأطباء والصيادلة مسؤولية الوضع الكارثي الذي يعيشه القطاع، وما مئات الاستقالات التي وصلت إلى المحاكم في صفوف الأطباء إلا دليل على أن القطاع يسير حسب النقابة «نحو الهاوية في ظل تدبير شعبوي» يمهد الطريق نحو خوصصة القطاع. سعاد شاغل